عندما يختار الله - سبحانه وتعالى - ويختص من خلقه أناساً همهم الأكبر قضاء حوائج الناس وخدمتهم وحبهم لفعل الخير ، فمن المؤكد أن لهم من الله الأجر الكبير والثواب الجزيل، قال الله تعالى : ( فمن تطوع خيرا فهو خير له ) كما قال عليه الصلاة والسلام: (ولأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة خير الناس أنفعهم للناس). فالآيات والاحاديث تدل على عظم شأن العملين التطوعي والاجتماعي. كما قال الشيخ ابن حميد في مقال له سابق : ( العمل التطوعي المنظم يسهم في نشر الأمن الاجتماعي ) ورقي المجتمع السعودي في العمل التطوعي في الفترة الأخيرة أصبح بشكل ملحوظ. متطوعون لا ينتظرون أي مقابل بعطائهم وجهدهم ورغباتهم وبذلهم العمل التطوعي وإيصال جميع الرسائل في مختلف مناشط الحياة ومجالاتها المادية والنفسية والمعنوية. فالعمل التطوعي صورة من صور التعاطف والتكاتف البشري والتكامل الإنساني. العمل التطوعي له مذاق خاص وراحة نفسية تتبعه لا كالوظائف أو الاعمال المهنية فهو يصيب صاحبه بالشعور بالرضا بعد إنهاء العمل. والعمل التطوعي بكل مكوناته يعود بفضله على صاحبه بالأجر والخير في الدنيا قبل الآخرة والسعادة في الدارين. والعمل التطوعي أو الاجتماعي ممارساته وأدواته كثيرة، لكن كلها تنطوي تحت الاخلاق والتصرفات الحميدة التي تعود بالنفع على المجتمع ككل. والعمل التطوعي أو القطاع الثالث - كما يسمى - يحقق توازن بين العديد من القطاعات كالقطاع الحكومي والخاص ويحقق ويسد الكثير من الثغرات. وبذلك يحقق العمل التطوعي التوازن والعمارة للمجتمع والانسان، وممكن يتبادر سؤال لماذا ذلك كله؟ السبب بسيط وهو أن العمل التطوعي مجاله واسع ولا حصر له ويحقق مفهوم العمل الاجتماعي بمسماه الحقيقي ولانه بذل بكل أنواعه وسبيل للخير بجميع وجوهه. قال تعالى : «ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون». قائد فريق فنار التطوعي بالأحساء