منذ عدة سنوات وأعداد من يدرس من الطلبة والطالبات السعوديين والسعوديات في الخارج في تزايد. ومعظم من يدرس في الخارج هم ممن تم ابتعاثهم في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبداالعزيز للابتعاث الخارجي. ويعتبر برنامج الابتعاث من أكثر وأكبر برامج المشاريع التعليمية في العالم. وهذا البرنامج كان له أكثر الإيجابيات على المجتمع, بل إنه في الحقيقة قد ساعد الجامعات السعودية الرئيسة في تخطي مرحلة صعبة عندما أصبح القبول في هذه الجامعات السعودية كابوسا على كل طالب خريج من الثانوية العامة. وقد خفف برنامج الابتعاث الضغط على الجامعات الحكومية. وزيادة على ذلك فبرنامج الابتعاث الداخلي والذي هو امتداد لبرنامج الابتعاث الخارجي قد أنعش سوق الجامعات الأهلية والتي من الممكن أن تواجه عزوفا كبيرا بسبب التكاليف. وأصبح الابتعاث الداخلي رافدا مهما لجميع الجامعات الأهلية. وفي نهاية المطاف فقد توسعت دائرة الابتعاث الخارجي مما اضطر وزارة التعليم العالي للتوسع في إداراتها وزيادة أعداد ممن يعملون في الملحقيات الثقافية والتوسع في منشآتها. وأيضا تم تغيير الكثير من القوانين والأنظمة الخاصة بالابتعاث ومرافقيهم وتم سن أنظمة جديدة في كل سنة لكي تواكب أي مستجدات. وهذا شيء جميل يشكرون عليه. ولكن وفي الآونة الأخيرة طفا على السطح قضية الدارسين في الخارج على حسابهم الخاص وينتظرون انضمامهم لبرنامج خادم الحرمين الشريفين. وبعض هؤلاء قضى مدة طويلة وأنهى برنامج اللغة الإنجليزية المطلوب وانخرط في مقاعد الدراسة في الجامعات حول العالم.. من أستراليا إلى أمريكا. والكثير منهم تنطبق عليهم الشروط الرئيسة للانخراط في برناج الابتعاث, فيما عدا شرطا بسيطا لم يكن يدر في خلد أولياء المبتعث أو المبتعث نفسه. والسؤال هو حول هذا الشرط البسيط وما هو الشرط؟ حسب ما علمنا وسمعنا هو أن هناك محاضرة تثقيفية تعقد في المملكة لكل مبتعث قبل ذهابه للدراسة ويتم في المحاضرة إلقاء الضوء على الكثير من الأمور التي تهم المبتعث. وهذا أيضا شيء جميل لأهمية تثقيف الطالب حول أنظمة البلد الذي سيدرس فيه المبتعث. ولكن ماذا لو كان من يدرس على حسابه لم يحضر هذه المحاضرة وتم ترشيحه للانضمام إلى برنامج الابتعاث؟ والجواب هو أن يرجع المبتعث إلى المملكة لحضور المحاضرة رغم أن هذا سيكلفه الكثير من المال والوقت والجهد. فتخيل طالبا يأتيك من مدينة سياتل الأمريكية؟ وفي هذا الوقت الكل يسأل ما الذي يمنع أن تعقد الدورات التثقيفية في المدن الرئيسة في دول الابتعاث مثل واشنطن ولندن وباريس وسيدني. ومن لا تنطبق عليه الشروط أو هناك أي ملاحظات مهما كانت على من يطلب الانضمام للإبتعاث يتم إبلاغه في حينه وفي مكان تواجد بعثته. وهنا نقطة يجب أن يضعها كل مسؤول سواء أكان في وزارة التعليم العالي أو اي جهة حكومية أخرى وهو ان الدراسة في الخارج أصبحت الآن جزءا من ثقافة المجتمع. أي أن الكثير من خريجي الثانوية العامة في السنوات القادمة سيقومون بالدراسة في الخارج, سواء أكان من ضمن برنامج خادم الحرمين لاشريفين او برنامج الابتعاث عن طريق شركة ارامكو السعودية او سابك أو غيرهما. ولهذا من الضروري أن نقوم بتسهيل أمورهم لأن ذلك سيساعد في التخفيف عن الجامعات السعودية وسيزيد من روافد الخبرة أثناء الدراسة في الخارج.