هذا الأسبوع أكثر الناس بين الشواطئ والمنتزهات والبراري! والمعاناة أن بعضهم لا يغادر المكان الذي يعلم أنه سيعود إليه قبل غيره إلا وقد تركه بحال لا تليق بالبشر فضلاً عن المسلمين الذين حثهم دينهم العظيم على النظافة خصوصاً نظافة الأماكن العامة ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- «وتميط الأذى عن الطريق صدقة» ويقول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- «اتقوا اللعانين! قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟! قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم». فتلويث الأماكن العامة مجلبة للعن الآخرين كما أنه علامة على ضعف مراقبة الخالق جل جلاله، بالإضافة إلى أنه يدل على خلل تربوي فادح فمن كان نظيفاً في بيته لن يكون غير ذلك خارج بيته والعكس يؤدي إلى العكس! كما أن المتخصصين يتكلمون عن آثار خطيرة للبلاستيك على النباتات، فهو يخنق حتى يقتل لأنه غير قابل للتحلل لفترات طويلة تصل إلى مئات السنين، كما أن نواتج تفتته قاتلة حتى للحيوانات البرية والطيور التي تتناول هذه القطع الصغيرة فتقتلها، وفي بعض الإحصائيات فإن النفايات البلاستيكية تقتل مليون طائر بحري ومائة ألف حيوان ثديي في العام، وقد اختفت نباتات من برارينا ولم تعد موجودة إلا في الأماكن المحمية! أتمنى أن نفعّل دورنا المجتمعي فلا نسكت عن الخطأ عندما نراه، بل علينا أن ننصح ونبين الصواب عندما نرى الملوثين قد تركوا مكانهم بدون أن يكلفوا أنفسهم جمع مخلفاتهم ووضعها في الأماكن المخصصة لها أو إحراقها! كما أتمنى أن نرى للبلديات دوراً في ذلك من خلال الجولات التفتيشية في المنتزهات داخل المدن وتطبيق العقوبات على المخالفين، والسعي لحماية المنتزهات البرية بطريقة تمنع السيارات من دخولها مع التوعية بأهمية الرقابة! ومن المقترحات التي تساعد في تفعيل دور البلديات الرقابي وضع رقم معلن للتواصل، بحيث يستطيع المواطن المتضرر من توثيق ما يراه وإرساله لمراقبي البلدية، وقد طبقت هذه الطريقة في بعض البلديات الفاعلة ونجحت! عموماً يجب أن نتدارك الأمر فموقفنا أمام الخالق والخلق والأجيال القادمة موقف لا يشرف إن سكتنا على ما نراه من خلل! سفهاؤنا يبيدون الجمال بسفاهة وقلة ديانة وغياب وعي وعدم إدراك للعواقب، وعقلاؤنا فقط يحوقلون ويهاجمون المجتمع! متخصص في الشأن الاجتماعي