الشهرة شيء جميل يسعي له الكثير من الشعراء والشاعرات، والوصول لها فيه صعوبة في بداية الطريق وتحتاج إلى استمرارية في الكتابة من قبل الشاعر والعناية بما يطرح، وأيضا قد تحتاج إلى بعض الدعم أو بالأحرى «واسطة» لتسليط الضوء الإعلامي عليه، ورغم أن بعض الشعراء ينكر هذا الأمر ويقول: أنا وصلت من خلال إمكاناتي الشعرية!، إلا أن الحقيقة تقول إن الشهرة تحتاج إلي دعم مكثف من الإعلام وهذا هو الحاصل لمعظم الشعراء والشاعرات. والدليل على هذا الكلام أنه عندما تتابع «تويتر» مع إني إلى الآن لم ادخل عالمه إلا أني من المتابعين له، أتابع شاعرا أو شاعرة صفق لهم الإعلام مرارا وتكرارا وهو لو كتب بيتا عاديا لوجدت أعداد التغريد قد تصل إلي المئات إن لم تكن بالآلاف، في حين أنه عندما تتابع بعض الشعراء والشاعرات الذين لم ينظر لهم الإعلام بطرف عين فتجده غرد ببيت شعر يساوي قصيدة ولم تعاد تغريدية إلا مرة أو مرتين بالكثير. إذا الشهرة هي التي يسعى الشاعر لتحقيقها وبلوغ القمة، ولكن عليه المحافظة علي مكانته الشعرية لضمان بقائه عليها من خلال تجديد حضوره الشعري والارتقاء بما يطرح من قصائد، والابتعاد عن داء الغرور والذي قد يطيح به من القمة إلى القاع. وهنا علي الشعراء أن يدركوا تماما أن التواضع هو سر البقاء في قلوب الناس إن حافظت علي جماهيرك تضمن استمرارك ويبقي اسمك لامعا ما حييت وسيذكرك جمهورك حتي بعد مماتك وتبقى قصائدك ترددها الألسن، أما إن سولت لك نفسك وتمكن الغرور منك ستخسر بلا شك شهرتك ومكانتك الأدبية وتعود من القمة إلى الصفر ويلزمك من جديد تحضير فيتامين (و) وبهرجة إعلامية من جديد. فاختصروا هذا كله وابتعدوا عن الغرور واعلموا أن التواضع سمه أخلاقيه قبل كل شيء.