قتل 25 شخصًا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال وجرح أكثر من 150 شخصًا أغلبهم في حالة حرجة في غارات شنتها طائرات النظام السوري أسقطت خلالها أربعة صواريخ فراغية بالمظلات على أحياء سكنية مكتظة في مدينة دوما مركز محافظة ريف دمشق. واستهدفت الطائرات مدرسة في دوما أثناء خروج الطللاب مما أدى إلى سقوط عشرات الأطفال بين قتيل وجريح، وسط حالة من الهلع. ودمرت الغارة عشرة أبنية بين دمار كلي وجزئي، وتقوم فرق الإنقاذ بالدفاع المدنى بالبحث عن الجرحى تحت الأنقاض وانتشال الجثث. وبهذه الغارة الأخيرة ارتفع عدد ضحايا القصف المستمر على دوما على مدى يومين إلى نحو خمسين قتيلًا. وتعاني مدينة دوما من حصار مشدد من قوات النظام منذ نحو عامين ونصف ويقطنها أكثر من 110 آلاف شخص، وشهدت المدينة على مدى مدة الحصار عدة مجازر كان آخرها قبل عشرين يومًا. ولا يوجد في المدينة مراكز لقوات المعارضة ولكن قوات المعارضة تتمركز في نقاط على بعد أربعة كيلومترات من المدينة. في المقابل تصدت كتائب المعارضة في حي جوبر شرقي العاصمة دمشق لقوات بشار الأسد، والتي جددت الأحد محاولتها اقتحام الحي، حيث تركزت الاشتباكات بين الطرفين في منطقة المناشر وأطراف المتحلق الجنوبي، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر من قوات الأسد وجرح آخرين، فيما قتل عنصر من المعارضة وسط قصف من الطيران الحربي وقذائف الهاون والمدفعية على الحي. وكانت اشتباكات متقطعة وقعت مساء السبت بين المعارضة وقوات الأسد على محور شارع السبورات في حي التضامن جنوب العاصمة. كما استهدفت المعارضة بقذائف صاروخية تجمعات لقوات الأسد ومليشيا حزب الله اللبنانية في جرد بلدة فليطة بالقلمون ما أدى إلى مقتل 5 عناصر للأخيرة. وفي الجنوب قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن طائرات هليكوبتر عسكرية سورية أسقطت براميل متفجرة في وسط القنيطرة الليلة الماضية. وأضاف إن الطائرات استهدفت منطقة تخوض فيها ألوية إسلامية معارضة وجبهة النصرة المعارك ضد جبهة النصرة منذ عدة أسابيع. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد: إنه لم يتضح بعد إن كانت خسائر قد لحقت بجبهة النصرة لكن سلاح الجو السوري نفذ أكثر من 150 غارة في أنحاء متفرقة من البلاد يوم الجمعة مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين. وكان جيش النظام ومقاتلون متحالفون معه من جماعة حزب الله اللبنانية قد شنوا هجومًا واسع النطاق بالمنطقة الشهر الماضي على جماعات لمقاتلي المعارضة ومنها جبهة النصرة ومعارضون غير جهاديين. ومنطقة جنوبسوريا إحدى آخر المناطق التي لا يزال لمقاتلي المعارضة موطئ قدم فيها، ويحقق الإسلاميون المتشددون انتصارات على المقاتلين المعتدلين. وقال محللون سياسيون ودبلوماسيون إقليميون: إن القوات السورية فقدت السيطرة على مناطق ريفية كثيرة بالقرب من الأردن، وكذلك أجزاء على الحدود مع إسرائيل قرب مرتفعات الجولان قبل أن تشن الهجوم على الجنوب. سياسيًا، وصل حسن عبدالعظيم رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا إلى القاهرة الأحد، قادماً على رأس وفد من لبنان في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام لبحث التطورات الأخيرة في سوريا. وقالت مصادر مطلعة: إن الوفد السوري سيلتقي خلال زيارته مع كبار المسؤولين المصريين وفي جامعة الدول العربية لبحث التطورات الأخيرة في سوريا، ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وبحث الاستعدادات الخاصة بعقد مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية المقرر خلال شهر أبريل القادم لفصائل المعارضة السورية، بما يضمن خروجه بالنتائج المرجوة ويدفع الحل السياسي للأمام ويسهم في توحيد رؤى وصفوف المعارضة. يذكر أن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية تم تأسيسها في 25 يونيو 2011 لجمع قوى المعارضة السورية بالداخل.