ذبت «قلعة رعوم» الأثرية التي تتربع على قمة جبل رعوم وتطل على مركز الحضن بمدينة نجران الزوار من داخل وخارج المملكة، حيث تشهد إقبالاً على مدار العام للاستمتاع بالاطلاع على مدينة نجران ومزارعها وآثارها السياحية من قمة تلك القلعة الأثرية بارتفاع 1000 متر تقريباً. و"قلعة رعوم" التي بنيت بقطع من الأحجار والطين وسقفت بخشب السدر والأثل والنخل تزينها مثلثات منفردة عن بعضها البعض، ويوجد أسفل القلعة خزانات صخرية تم بناؤها بعناية تنحدر إليها مجارٍ تمتلئ بالماء أثناء هطول الأمطار، لتعد من أهم وجهات الزوار والسائحين في نجران وأحد محطاتهم المهمة. وبرزت تلك القلعة التاريخية والاثرية المحاطة بسور خارجي كبير مشيد من الحجارة المربعة ومزين من الأعلى بشرفات دفاعية وبداخله خمس غرف مبنية من الطين والحجارة والجص وسقفها من خشب النخيل والاثل والسدر، وبها درج متعرج، عاكسة بذلك تاريخ المنطقة وحضارتها وفنها المعماري العريق. وقامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران بترميم القلعة وعملت على إعادة كل الأجزاء التي سقطت سابقاً والبناء الكامل للأسقف المتهاوية وزينت أسطح القلعة، كما هيأت الطريق المؤدي إلى القلعة بإعادة ترميم الدرج الحجري ليخدم الزوار الذين يتوافدون على الموقع الذي يشكل إضافة إلى أهميته التاريخية موقعاً سياحياً مميزاً بأجوائه العليلة وارتفاعه عن سطح الأرض مما يساعد الزائر على مشاهدة جميع أرجاء مدينة نجران والتقاط الصور التذكارية. وأوضح مدير فرع هيئة السياحة والآثار بنجران صالح آل مريح أن عمليات الترميم تأتي بهدف المحافظة على كافة المواقع الأثرية والتاريخية بشكل يعزز المكانة الحضارية والتاريخية للمنطقة وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي، بما يسهم في تعزيز البعد الحضاري والتاريخي للمنطقة، ويحقق تطلعات سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وسمو أمير منطقة نجران بالمحافظة على المكتسبات السياحية المحلية بما فيها المعالم الأثرية والتراثية وصيانتها وتجهيزها لزوار منطقة نجران. وبيَّن توفر كافة الخدمات التي يحتاجها السائح بجانب القلعة، كما سيتم قريبا بالتعاون مع أمانة منطقة نجران تهيئة منتزه الصفاء الواقع اسفل القلعة لزيادة المسطحات الخضراء حول جبل القلعة وجعله اكثر جذبا لزائري منطقة نجران، منوهاً بحرص رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمير منطقة نجران واهتمامهما بالقطاع السياحي وتراث وآثار منطقة نجران والمحافظة على ما تضمه المنطقة ومحافظاتها من تاريخ وحضارة. ويذكر أن الذي بنى قلعة رعوم هو الجيش اليمني عندما غزا نجران عام 1348ه؛ وذلك لاستخدامها كنقطة مراقبة واستكشاف، وتم اختيار هذا الجبل؛ نظرا لوضعه الاستراتيجي وصعوبة الوصول إليه، ويبلغ ارتفاعه 450 مترا تقريبا، وظل على ما هو عليه حتى دُحِر المعتدون بواسطة الجيش السعودي بقيادة الملك سعود والملك فيصل، واستعادوا الأجزاء المسلوبة ووقعت على أثر ذلك اتفاقية الطائف بين السعودية واليمن لتنهي الاعتداءات بين الطرفين. وبقيت قلعة رعوم كنقطة مراقبة أمنية لأعمال الدوريات الأمنية حتى عام 1372ه لتتحول بعدها إلى معلم سياحي وأثري. القلعة المبنية من الحجر والطين تحتوي على غرفتين وخزان مياه منحوت في الصخر، والقلعة مسقوفة بخشب النخيل والسدر والأثل ويؤدي لها طريق واحد فقط على شكل درج. إطلالة على نجران من قمة القلعة الأثرية بارتفاع 1000 متر تقريباً