واجبنا أن نحتفي بكل مميز كما أن من حقنا نقد التقصير والانحراف عن المسار. مقال هذا الأسبوع سأخصصه لعملين إيجابيين، فرحاً بالإيجابية واحتفاءً بها، فإحدى أمنياتي أن يأتي اليوم الذي لا يجد فيه الكتّاب مشكلة يكتبون عنها! أبدأ من المنطقة الشرقية وتحديداً من الخبر فقد اطلعت على أنشطة جمعية فريدة من نوعها وهي الجمعية الخيرية لتأهيل الحاسبات الآلية «ارتقاء» وهي جمعية وطنية خيرية تُعنى بجمع الحاسبات الآلية المستخدمة من المتبرعين وإعادة تأهيلها ثم توزيعها على الجهات الاجتماعية والمنظومات التعليمية. ومن أهداف «ارتقاء» كما هو معلن: الحفاظ على النعمة الرقمية، نشر ثقافة إعادة التدوير وحماية البيئة، دعم برامج الرقي الفكري والعلمي، نشر ثقافة الاستخدام الأمثل لتقنية المعلومات. بالنسبة للأجهزة التي لا يمكن تأهيلها فتقوم الجمعية بإعادة تدوير الأجهزة إلى موادها الأولية للحفاظ على البيئة بالشراكة مع شركة "Exitcom". يقدر عدد المستفيدين من خدمات الجمعية خلال عام 2014 بأكثر من 6300 مستفيد (تشمل الأسر المنتجة والأسر ذات الدخل المحدود بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية والأندية التعليمية والمراكز الاجتماعية والمكتبات العامة). وتهدف الجمعية إلى استقطاب وتوزيع 15 ألف جهاز خلال 2015 وهي تقوم على دعم الداعمين، ولذلك فحقها الوقوف معها من خلال مركزها بفرع اكسترا الرئيسي في مدينة الخبر. الهدية الثانية تلقيتها من حدودنا الشمالية، فقد اهداني ابن عرعر الأستاذ سعد بن فريح اللميع كتابه الماتع "التابلاين وبدايات التحول في عرعر" وهو من إصدار نادي الحدود الشمالية الأدبي بطبعة أنيقة نكاد أن نفتقد مثلها في إصدارات الأندية الأدبية. في الكتاب تأريخ لمرحلة مهمة من ذكريات جزء هام من وطننا فهو حديث "عن ذكريات الزمن الجميل لمرحلة التحول في حياة أهالي منطقة الحدود الشمالية والتأثيرات الثقافية والاجتماعية عندهم، وما تلاه من تشكل المشهد الثقافي والاجتماعي برمته" وهذه الذكريات تتخذ من عرعر قاعدة لها، وتسير مع "البيب" صديق الشماليين، كما أنها تجلّي تاريخ وجغرافيا ورجال منطقة الحدود الشمالية. شكراً للأستاذ سعد ليس باسم الشماليين فقط، بل باسم جميع الأوفياء، فكتابه رسالة وفاء لكل مبدع بأن يقابل جميل مجتمعه من خلال التركيز على المميز فيه، وما أكثر المميز لمن ملك عينين صحيحتين وثقةً وحرصاً على العدل والإنصاف. متخصص في الشأن الاجتماعي