ساهم الكثير من الأمور الشكلية والتباهي والمفاخرة بالمظاهر في إشغال النفس البشرية عما هو مهم في حياة الإنسان فلم يستطع ذلك الفرد البسيط من العدو السريع تحقيق إنجاز علمي أو مكانة رفيعة في المجتمع لأن هذا الإنسان أشغل نفسه بالبحث عن مظاهر شخصية مزيفة بشراء سيارة فارهة فخمة يفاخر بها أمام الناس أو ملابس جميلة يتفاخر بها أمام أصدقائه ومعارفه. وما يقال عن هذا الإنسان المتفاخر بشكله ومظهره يقال عن مجتمع ظل سنوات يفاخر بمظاهر زائفة وماض انتهي وأصبح في عداد التاريخ. لقد أشغل ذلك المجتمع نفسه بتلك المظاهر والشكليات متجاهلا المهم والأهم، وقد يسأل البعض: ما المهم وما الأهم في نظرك ؟ فأقول له: هناك مشروعات تأخرت في المجتمع لسنوات طوال لم تجد من يتابعها، وهناك مشروعات توقفت لم تجد من يبحث عن أسباب توقفها، وهناك احتياجات وضرورات تحتاج لمن يعدو خلفها ويتواصل مع المسئولين لتذكيرهم بها. فلسنا بحاجة لدعوة ضيوف لمأدبة عشاء أو حضور وليمة غداء أو حفل خطابي نتبارى فيه بكلمات المديح والثناء وعبارات المجاملات لوفود لا تملك صناعة مشروع أو تحقيق مكاسب للبلد أو الذهاب لتلك الوفود في مواقعهم لنتبادل معهم المجاملات التي لا تعود علينا أو عليهم بالمنافع والفوائد، بل هي للشكليات والمظاهر أقرب منها للفائدة. لقد ظل تفكير الكثيرين معطلا عن مشاريع أساسية تهم صحة الناس وتعليم أبنائهم في محافظة من المحافظات، وصارت تلك العقول بوجاهتها لا تفكر إلا في أمور غير مجدية حتى قال مجتمعها وبلسان واحد : لقد خيب وجهاء بلدتنا الصغيرة آمالنا وخسرت محافظتنا مكاسب كثيرة وتأخرت عن الركب بسبب وجهائنا وعلية القوم الذين لم يحققوا ولو بعضا من تطلعاتنا أو جزءا يسيرا من طموحاتنا. أيها الأحبة : أخاطب فيكم عقلاء المجتمع أن تنظروا لما هو مهم وما هو أهم فالآمال معقودة عليكم والناس تعتد بكم وتتكئ على وجاهتكم وحسن تقديركم للمسئولية، حفظكم الله، وسدد خطاكم، ورفع الله شأن المجتمع بكم وبحسكم الوطني.