صمْتُ لجنة الانضباط في اتحاد القدم على قضية اتهام رئيس نادي القادسية معدي الهاجري بتقديم الرشوة إلى أحد لاعبي نادي الدرعية غير مبرر، وكان من المفروض أن تفتح تحقيقاً مع جميع الأطراف المعنية في القضية والمتمثلة في اللاعب الذي وجه الاتهام، ورئيس نادي القادسية، وعدم ترك المجال مفتوحا أمام التأويلات والاتهامات بين كافة الأطراف. لجنة الانضباط معنية بضبط السلوك العام لمنسوبي الأندية واللاعبين والإداريين والحكام وتأخيرها في التحقيق وإصدار العقوبات ليس من مصلحة الكرة السعودية، يبدو لي أن لجنة الانضباط لجنة على الورق فقط بمعنى أنها تعقد اجتماعاتها بالمزاجية وينطبق عليها المقولة الدارجة "لجنة الانضباط تحتاج إلى انضباط". اتهامات بالرشوة وفي برامج تلفزيونية موثقة ولجنة الانضباط لا تحرك ساكناً وأحرُّ ماعندنا أبرد ماعندهم، القضية أضحت قضية رأي عام وشغل الوسط الرياضي في هذه الأيام. لم نسمع عن كل تلك الأقاويل إلا منذ أربع سنوات تقريباً، تصريحات واتهامات متبادلة حول التلاعب بنتائج المباريات، قضية رئيس نادي القادسية ولاعب الدرعية أعادتنا إلى حادثة حارس فريق نادي نجران جابر العامري والتي اتهم فيها اللاعب تركي الثقفي حينها بالرشوة في ذلك الوقت، أعقبها تصريح مثير للجدل لأحد لاعبي نادي الحزم والتي أطلق تصريحات مماثلة، لكن أيا من القضيتين لم يتم البت في أمرهما حتى الآن. ماذا يحدث في رياضتنا؟ لم تعد بيئة جاذبة لمن يرغب في خدمة الأندية بالمال والجهد، نحن نفتقد إلى قانون ولوائح واضحة تطبق على الجميع كائنا من كان أما ترك الحبل على الغارب للاتهامات والبيانات وكل يتهم الآخر ولا نعرف من البريء ومن المدان؟ الحقيقة التي ليس منها مفر أن رياضتنا وصلت للقاع بحسب وجهة نظر لجان اتحاد الكرة وسيكون هناك في قابل الأيام المزيد من التدهور إذا استمر حال رياضتنا كما هو، محسوبيات وظلم وتفاوت أحكام بحسب اسم النادي وشهرته واسم رئيسه؟! لجنة الانضباط اختبرت غير مرة وسقطت سقوطاً مخزياً، الدول تتقدم من حولنا ونحن نتراجع بشكل مذهل، القرارات في الاتحاد مرتجلة وغير مدروسة وتصدر من غير ذي اختصاص وعيون الأعضاء تتوجه إلى جهة واحدة وصوت واحد والباقون يرددون: الرأي رأيك والشور شورك يا ريس!!! اجتماعات وبهرجة والنتيجة مسخرة أمام مسامع العالم وبصره!!! رحم الله فيصل بن فهد سنظل نتذكر تاريخ الكرة السعودية المجيد إبان رئاسته ( هيبة ونتائج وانضباط وسمعة).