أكدت القوات الكردية في سوريا أن تعزيز التنسيق العسكري مع التحالف الدولي ساعدها على احراز تقدم سريع ضد تنظيم داعش الإرهابي، في هجوم يجري حاليا في شمال شرق سوريا قرب الحدود مع العراق، حيث سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على بلدتين وعشرات القرى من التنظيم الدموي في هجوم بدأ في 21 فبراير شباط في محافظة الحسكة ذات الأهمية الاستراتيجية، والواقعة على الحدود مع المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق. وأدى هذا التقدم إلى قطع طريق واحد على الأقل من طرق إمدادات تنظيم الدولة من العراق. وتقدم هذا الهجوم بشكل أسرع من الحملة؛ من أجل السيطرة على كوباني، حيث احتاجت وحدات حماية الشعب المدعومة من مقاتلين أكراد عراقيين وضربات جوية تقودها الولاياتالمتحدة إلى نحو أربعة شهور؛ من أجل التغلب على تنظيم داعش هناك. وأرجع ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب فضل التقدم السريع إلى التنسيق المباشر مع قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، قائلا إنهم يخططون الضربات الجوية عبر غرفة عمليات مقرها إقليم كردستان العراق. وأضاف في مقابلة عبر برنامج سكايب على الإنترنت "في الحسكة جاءت النتائج بشكل سريع للغاية". وفي الأيام الأولى من حملة كوباني كانت وحدات حماية الشعب تنسق مع قوات التحالف عبر وسطاء، ثم جرت اتصالات مباشرة في وقت لاحق. وقال خليل "لكن في الجزيرة (الحسكة) كان هناك تنسيق أكبر بكثير". وأضاف أن تنظيم داعش أضعفته هزيمته في كوباني. ويؤكد هذا التطور أن وحدات حماية الشعب أصبحت الشريك الرئيسي للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في الحرب ضد داعش، حيث استبعدت واشنطن فكرة العمل مع بشار الأسد الذي تعتبره جزءا من المشكلة. والولاياتالمتحدة على وشك بدء برنامج لتسليح وتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة تنظيم داعش. ونجح تعاونها مع وحدات حماية الشعب في أن يتجاوز حتى الآن تعقيدات ناتجة من علاقة الوحدات بحزب العمال الكردستاتي، الذي يصنفه الغرب على أنه جماعة إرهابية؛ بسبب أعمال العنف التي نفذها من أجل الحصول على حقوق الأكراد في تركيا. لكن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لم يلب مطلب وحدات حماية الشعب بالحصول على أسلحة. وقال خليل "لم يرد رد حتى الآن سواء بالإيجاب أو الرفض." وظهرت علامات اجهاد على تنظيم داعش في سوريا منذ هزيمته في بلدة كوباني الكردية الواقعة على الحدود مع تركيا. وأسفرت حملة وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا عن هزيمة داعش في بلدتي تل حميس وتل براك. وسيطرت وحدات حماية الشعب أيضا على طريق يستخدمه التنظيم المتشدد؛ لنقل إمدادت من الحول على الحدود العراقية. من جهة أخرى، في لندن، قالت أسرة جندي بريطاني سابق في مشاة البحرية الملكية البريطانية ونائب في البرلمان البريطاني إنه قتل وأصبح فيما يبدو أول بريطاني يقتل خلال معارك مع مقاتلي تنظيم داعش في سوريا. وقال مصدر كردي قريب من وحدات حماية الشعب الكردية لرويترز: إن إريك سكارفيلد (25 عاما) الذي سافر الى سوريا بمبادرة شخصية من جانبه كمواطن بريطاني مات إثر إصابته بقذيفة مورتر يوم الاثنين أثناء قتاله مع قوات حماية الشعب ضد مقاتلي داعش قرب تل حميس. وقالت أسرته في بيان "يؤلمنا كثيرا ان نؤكد وفاة ابننا كونستاندينوس إريك سكارفيلد في سوريا التي ذهب اليها لدعم القوات التي تعارض" داعش. وقال النائب دان جارفيز إن أسرة سكارفيلد وهم من بارنسلي في شمال انجلترا جاءته منذ بضعة اسابيع لتعبر عن قلقها على ابنها. وأضاف في بيان "للأسف يبدو ان أسوأ مخاوفهم تحققت. "إريك جندي سابق متمرس من مشاة البحرية الملكية روعته الأعمال الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش وكانت أسرته تعتقد انه سافر الى سوريا على أمل تقديم دعم طبي وانساني بوصفه خبيرا في الطب الميداني". وقالت الخارجية البريطانية انها على علم بنبأ الوفاة وكررت تحذيرها للبريطانيين من السفر الى المنطقة. وقال جارفيز "هذه المسألة تحتاج الى علاج لان إريك ليس بالقطع أول شخص يسافر الى سوريا للانضمام الى قوات تقاتل" داعش في العراق والشام.