تقع أوشيما قبالة جزيرة يابانية وتتكون من مجتمع صيادين يتقلص عدد أفراده وهم كبار في السن يعيشون في الأساس على إعانات التأمين الاجتماعي. والتعداد الرسمي للسكان 22 نسمة لكن هناك أكثر من 120 قطة ترتع في الجزيرة التي أصبح يطلق عليها اسم "جزيرة القطط". ويتوافد السياح من مختلف أرجاء العالم على الجزيرة الواقعة قبالة مقاطعة إهيمه رغم عدم وجود فنادق أو متاجر عليها. هناك فقط عَبَارات تتحرك مرتين في اليوم تربط أوشيما ببقية اليابان. لكن ذلك لم يمنع مُحبي القطط من زيارتها. وقالت ماكيكو ياماساكي البالغة من العمر 27 عاما "جئت إلى هنا للاسترخاء. هنا عدد كبير من القطط ثم تأتي ساحرة القطط لإطعامها.. الأمر مُمتع بحق ولذلك أريد أن آتي إلى هنا ثانية." في بادئ الأمر جُلبت القطط إلى جزيرة أوشيما للقضاء على الفئران التي أضرت بقوراب الصيادين.. إلا أن القطط مكثت وتكاثرت. ويقول كاميموتو الذي كان يدرس في مدرسة بالجزيرة "حتى قبل دخول عصر هيسي (فترة حكم الامبراطور أكيهيتو الحالي) كان عدد السكان قد تراجع إلى ما دون المئة نسمة. وبعد ذلك تحولت الجزيرة بالتدريج إلى جزيرة لكبار السن والقطط." وفي عصرها الذهبي منذ نحو 70 عاما كانت الجزيرة تضم 900 نسمة لكن عدد السكان تراجع مع رحيل الشبان عنها. لكن تدفق السياح لقضاء اليوم أصبح يُقلق القلة الباقية من السكان من أن يعكر ذلك صفو حياتهم الهادئة. وقال كاميموتو "الناس الذين يأتون هنا يجدون في القطط راحة وهذا شيء طيب. لكنني آمل أن يتم ذلك بشكل لا يُشكل عبئا على الناس وقطط أوشيما لا يصعب ارضاؤها عندما يتعلق الأمر بالطعام فهي تقتات على كرات الأرز أو شرائح البطاطس التي تتسولها من السياح. وفي غياب حيوانات مفترسة فهي تمرح في الجزيرة دون خوف. لكن ليس كل سكان الجزيرة من المولعين بالقطط. قامت امرأة كبيرة في السن بهش القطط بعصا عندما دخلت حديقة منزلها الخلفية. ويحاول السكان كبح عدد القطط الضالة حيث جرى تعقيم عشر قطط على الأقل.