تمنع كل أطراف الصراع في سوريا مرور الأدوية والمعدات الطبية عبر خطوط المواجهة لمحاولة حرمان الخصوم المرضى والجرحى من العلاج ، ويُزيد تفاقم المشكلة نقص الأطباء والمسعفين في كثير من المناطق المُحاصرة. وقال طبيب يعمل بأحد المستشفيات الميدانية في مدينة حلب يُدعى خالد "نحن هنا في أحد المشافي الميدانية. نعمل هون منذ ما يقارب السنتين ، عم نحاول نؤدي خدمة لها المدنيين.. نعَوِض نقص المشافي ونقص الكوادر. عم نعاني من صعوبات نقص الاختصاصات وخاصة اختصاص العصبية. يعني اخصائي عصبية بحلب معظمها ما فيه غير طبيب واحد. وثانياً نقص الكوادر ، وثالثا خاصة في أوقات المجازر بيكون عندنا نقص بالكوادر" . وأدت الحرب إلى توقف العديد من مصانع الأدوية والمستحضرات الطبية في سوريا عن العمل ، ويواجه سكان المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في حلب نقصا مُزمنا في الإمدادات إذ لم يتبق سوى طريق واحدة لدخول المدينة صار المرور فيها محفوفا بالمخاطر جراء قصف قوات الحكومة. وذكر صيدلي في حلب يُدعى ماهر حاج علي أن الأدوية الخاصة بعلاج الكثير من الأمراض المزمنة لم تعد موجودة ، وقال "نعاني نحن الصيادلة من نقص حاد وشديد جداً في الأدوية ، ففي الوصفة يمكن أن يوجد فيها أربعة أو خمسة أصناف، و من الممكن يجد المريض صنف أو صنفين.. ، طبعا السبب الرئيسي هو انقطاع الدواء..يوجد أدوية صار لها سنتين مقطوعة مثل بعض أدوية الضغط.. أدوية السكر.. الأدوية الهرمونية.. فبالتالي يضطر المريض أنه يمر على أربع أو خمس صيدليات لكي يجد الدواء .. فبالتالي صعوبة جديدة أنه راح يضطر يأخذ دواء بديل. واضطر كثير من السوريين حاليا للجوء إلى العلاج بالأعشاب الطبية مع استمرار النقص الشديد في الأدوية ، و يملك صلاح الدين ناصر متجرا للأعشاب الطبيعية في حلب ويقول إن المنتجات الطبيعية يمكن أن تستخدم في علاج عشرات الأمراض حتى الخطير منها. وأضاف ناصر "المركز به تقريباً عدد الأعشاب 400 نوع و 110 أنواع من الزيوت ويعالج فيه 154 نوع من الأمراض. المئة وأربعة وخمسين مرض أدناها هو الفطريات وديدان الأمعاء وأعلاها السرطانات من الدرجة الأولى والثانية.. بفضل الله سبحانه وتعالى والأيدي الخيرة استطعنا أن نفتح هذا المركز ونتابع فيه مسيرة العمل ، الأمراض المستعصية الموجودة حالياً أغلبها هضمية نتيجة تلوث البيئة ، تلوث البيئة نتج عنه احتراقات عشوائية واجتثاث أشجار الغابات والغطاء النباتي وبالإضافة أن الإهمال بالنسبة للمحافظة على النظافة." وتقول الأممالمتحدة إن أربعة ملايين و600 ألف سوري يعيشون في مناطق أصبح الوصول إليها بالغ الصعوبة منهم 241 ألف شخص محاصرين في بقاع تسيطر عليها قوات الحكومة أو قوات المعارضة.