لا يبدو أن الأوضاع ستهدأ كثيرا في الاتفاق، خاصة بعد البيان الأخير للمجلس الشرفي الاتفاقي والذي جاء من ضمن سياقه أنه طلب من ادارة النادي تسليم الفريق ليكون خارج نطاق الخدمة الادارية ومن ثم سيتحمل المجلس تبعات ما يحدث للفريق، إلا أن الإدارة رفضت تسليم الفريق ومن أجل ذلك فإن أي اخفاق في أي مباراة فالمسؤولية يتحملها عبدالعزيز الدوسري ومجلس إدارته. من هنا ومن خلال هذه العبارة تتضح الصورة أكثر أن هناك خلل كبير في منظومة العمل ما بين مجلس الادارة والمجلس الشرفي، وأن هناك شيء في القلب اكثر في قلب المجلس ضد الإدارة، وهذه الصورة لم تتضح أكثر الا بعد البيان الأخير، مما يعني أن الاتفاق وبعد هذا البيان سيعود الى نقطة الصفر التي كان عليها قبل سلسلة الاجتماعات التي عقدت ما بين الإدارة وبعض الشرفيين. لست هنا أتحدث لأدافع عن أحد ضد أحد، ولكن اللغة في رياضتنا سابقا كانت تسير في أي ناد كان في طريق أن الجميع يلتف حول الادارة واللاعبين من أجل انتشال الوضع من حالة السوء الى حالة الرضا، دون الإشارة الى الادارة وأنها مقصرة أو أنها عليها اللوم الكامل فيما يحدث، أو أنها فاشلة وعليها الرحيل، أو أنها لا تفقه في أمور الادارة شيئا، وهكذا من سيل الاتهامات التي تتجه أولا وأخيرا الى الادارة في الوقت الجاري، وسابقا لم نسمع بأي من هذه الاتهامات، بل نسمع بمحاسبة اللاعبين والمدرب والالتفات الى الأمور الفنية أكثر دون النظر الى أمور إدارية لا تسمن ولا تغني من جوع. في أنديتنا أصبحت ظاهرة رحيل الإدارة أكثر من ظاهرة محاسبة مدرب أو لاعبين وكأن رئيس النادي هو من يلبس «التيشيرت» ويجري بالكرة داخل الملعب وهو من يواجه مرمى الخصم ثم يسدد الكرة خارج المرمى ليضيع الفوز في المباراة، أين محاسبة اللاعب من قبل الجمهور، وأين محاسبة المدرب؟ في الاتفاق وقف الشرفيون وقفة مميزة وجميلة مع الإدارة ووفروا لها المبالغ والدعم، ولكن في النهاية ليس المسؤول الأول والأخير هو عبدالعزيز الدوسري وإدارته بل المسؤولية يتحملها الجميع، وفي حال تحديد اسم معين والمطالبة برحيله أو غير ذلك من الأمور فهذه الخطوة بعيدة كل البعد عن الحياد الكامل في تقييم العمل. في الاتفاق لابد من مراجعة الحسابات خاصة بعد العودة الى نقطة الصفر، وبالتالي فالأيام القادمة ستكون حاسمة في علاقة الشرفيين بالإدارة، ومنظومة العمل ستختلف كثيرا عن ما كانت عليه ما بين بعض الشرفيين والإدارة.