صوت مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا، أمس الإثنين، على قرار "استئناف مشاركته" في الحوار بين الأطراف الليبيين في الوقت الذي زار فيه المبعوث الأممي البرلمان، كما أفاد أحد النواب، فيما قتل شخصان على الأقل، وأصيب 15 آخرون بجروح إثر سقوط قذائف صاروخية علي حي مكتظ بالسكان وسط مدينة بنغازي. قال مسؤول أمني متحالف مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا: إن طائرة حربية تابعة للقوات التي تسيطر على طرابلس نفذت ضربات جوية على ميناءي راس لانوف والسدر، أمس الثلاثاء، وأوقعت أضرارا طفيفة. وقال علي الحاسي المتحدث باسم القوات التي تحرس الميناءين: إن الطائرة استهدفت المطار المدني في راس لانوف وصهاريج نفط في السدر، مضيفا أن الصواريخ سقطت قرب الصهاريج مما تسبب في أضرار طفيفة فقط. ولم يتسن الحصول على رد فوري على طلب لتأكيد الهجوم من المتحدث باسم القوات المتحالفة مع طرابلس. من جهته، أعلن المؤتمر الوطني الليبي العام "البرلمان المنتهية ولايته" الليلة قبل الماضية، أن الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة بين الأطراف الليبيين حول المستقبل السياسي لبلدهم سيستأنف، غدا الخميس، في المغرب. وقال صالح مخزوم، النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام، خلال مؤتمر صحافي في طرابلس: إن "اتفاقا جرى مع رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون على استئناف الحوار الليبي، غدا الخميس، في الأراضي المغربية". وكان هذا البرلمان قرر في 23 فبراير الماضي تعليق مشاركته في جلسات الحوار بين الأطراف الليبيين حول المستقبل السياسي لهذا البلد برعاية الأممالمتحدة، كما قرر استدعاء لجنة الحوار المنبثقة عن المجلس إلى قبة البرلمان للتشاور. وكانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا اعتبرت أن الاتفاق على حكومة قوية ومستقلة يكون على رأس أولوياتها إعادة ثقة المواطن بالدولة الليبية وتوفير الخدمات والتصدي للإرهاب هو أمر ملح وضروري للغاية. وقالت البعثة، إن جولات الحوار الليبي تميزت بأجواء مسؤولة وجدية، فيما تحلى المشاركون بروح عالية من المسؤولية والإصرار بغية الوصول إلى اتفاق سياسي شامل لإنهاء الأزمة السياسية وإعادة الأمن والاستقرار. كما أكدت الأممالمتحدة أنها تلتزم وهي ترعى جلسات الحوار الليبي-الليبي التزاما كاملا بوحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها، والحيادية والموضوعية في أعمالها، وفي توفير بيئة مناسبة للمتحاورين تساعد على إنجاحه. وأشارت البعثة إلى أن بيانها هذا جاء لتوضيح بعض المفاهيم الخاطئة حول الحوار التي تم تداولها عبر وسائل الإعلام مؤخرا. وعقد أول اجتماع للحوار في جنيف، الشهر الماضي، أكدت الأممالمتحدة أنه انتهى "في أجواء إيجابية". وشاركت السلطات الشرعية المعترف بها دوليا في حوار جنيف مع عدد من معارضيها، في غياب ممثلين للبرلمان المنتهية ولايته المنافس الذي يتخذ من طرابلس مقرا. وقوات فجر ليبيا التي تسيطر على طرابلس ائتلاف من مجموعات مسلحة غالبيتها إسلامية. وقد أقامت هذه القوات حكومة موازية. ميدانيا، قتل شخصان على الأقل وأصيب 15 آخرون بجروح اثر سقوط قذائف صاروخية علي حي مكتظ بالسكان وسط مدينة بنغازي شرق ليبيا، لليوم الثاني على التوالي. وقال مسؤول عسكري في المدينة لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه: إن "قذائف صاروخية سقطت في قصف عشوائي على شارع النفق في منطقة الحدائق المكتظة بالسكان وسط مدينة بنغازي"، فيما أكد مصدر طبي أن "قتيلين على الأقل سقطا جراء هذا القصف فيما أصيب نحو 15 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة". والأحد، قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 27 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة جراء سقوط قذائف صاروخية علي حي سيدي حسين ومنطقة بوهديمة وسط مدينة بنغازي. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد أحمد المسماري: إن "هذه الهجمات متوقعة من الميليشيات الإسلامية بعد تضييق الخناق عليهم في المدينة". وتوقع المسماري أن تشهد الفترة المقبلة "تصعيدا في الهجمات الإرهابية" بحسب التهديدات السابقة التي أطلقها قادة الميليشيات، على حد قوله، لافتا إلى أن هؤلاء القادة قالوا في وقت سابق، إنهم سيحرقون المدينة في حال فشلهم في السيطرة عليها.