قالت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا في بيان لها أمس الأربعاء إنها ستدعو إلى جولة جديدة من المحادثات تنطلق الثلاثاء المقبل بين الفصائل المتحاربة في محاولة لانهاء صراع يهدد بتمزيق البلد المنتج للنفط. وتتنازع حكومتان وبرلمانان على السلطة في ليبيا منذ أن سيطر فصيل يطلق على نفسه اسم فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في أغسطس بعد معركة استمرت شهراً مع فصيل منافس كما شكل حكومة خاصة به. واضطر رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبدالله الثني إلى العمل من شرق ليبيا حيث يوجد مقر مجلس النواب المنتخب. وقالت بعثة الأممالمتحدة إنها "ستدعو إلى جولة جديدة من الحوار السياسي" دون أن تفصح عن مكان اجراء المحادثات أو المشاركين فيه. وفي سبتمبر أجرت البعثة محادثات في بلدة غدامس الجنوبية وجمعت بين مجلس النواب المنتخب وأعضاء كانوا قد قاطعوا الجلسات. ولم تشمل الجولات السابقة أعضاء جماعات مسلحة تربطها صلات بالجانبين لكن الدبلوماسيين يأملون أن تطلق المحادثات حوارا أوسع حول الأزمة السياسية في ليبيا. والتقى برنادينو ليون مبعوث الأممالمتحدة الخاص في ليبيا أيضا برئيس برلمان منافس مقره طرابلس. وخيمت غارات جوية شنتها قوات الثني في الآونة الأخيرة في غرب البلاد الواقع تحت سيطرة فجر ليبيا على آفاق المحادثات. وتعم الفوضى ليبيا العضو في منظمة أوبك منذ أن أطاحت انتفاضة استمرت ثمانية أشهر عام 2011 بمعمر القذافي. ميدانياً، قالت مصادر طبية في ليبيا أن القذيفة التي سقطت على حي سكني في مدينة بنغازي تسببت بمقتل 10 أشخاص وإصابة ثمانية بجروح خطيرة. وقال متحدث باسم مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث: "إن ستة جرحى من المصابين في الانفجار لقوا حتفهم متأثرين بجروحهم خلال محاولة إنقاذهم في غرفة العمليات لتصل حصيلة القتلى إلى عشرة أشخاص". واضاف ان "أربعة جرحى أدخلوا قسم العناية الفائقة في مستشفى الجلاء وحالتهم خطيرة، فيما أحيل أربعة آخرون إلى اقسام العناية الفائقة في مركز بنغازي الطبي". واوضح المصدر: "ان من بين القتلى أشلاء لشخصين إضافة إلى ستة أشخاص من قبيلة الهوني القاطنة في تلك المنطقة". واشار إلى أن من بين القتلى أنور الدوس الدرسي مسؤول جهاز المراسم العامة في الحكومة الانتقالية السابقة التي كان يرأسها عبدالرحيم الكيب. وقام الدوس برحلة علاج طويلة في تركيا بعد أن زرعت عبوة ناسفة اسفل سيارته العام الماضي في محاولة فاشلة لاغتياله لكنها تسببت ببتر إحدى رجليه، فيما اغتال مسلحون مجهولون شقيقه مطلع العام عقب خروجه من مسجد بعد صلاة الجمعة. وقال شهود عيان: إن هؤلاء القتلى والجرحى "سقطوا جراء سقوط قذيفة صاروخية عشوائية على بعد امتار من مستشفى الجلاء". وأوضح الشهود "أن القذيفة سقطت مساء الثلاثاء في حي بن يونس بالقرب من صيدلية مخلفة هذا العدد من الضحايا إضافة إلى أضرار مادية جسيمة بالصيدلية والمباني والسيارات القريبة". الا ان مصدرا عسكريا افاد ان "القذيفة كانت تستهدف قسم العناية في مستشفى الجلاء الذي فيه عدد من جرحى الجيش الليبي والقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، لكنها اخطأت الهدف وأصابت عددا من المدنيين الآمنين".