حلقت الطائرة الشمسية (سولار أمبلس 2) فجر أمس الاثنين في سماء أبوظبي ضمن استعدادت أخيرة لانطلاقها في رحلة غير مسبوقة حول العالم من دون استخدام نقطة وقود واحدة، وذلك في تحد يفتح آفاقا كبيرة لاستخدامات الطاقة النظيفة. وانطلق الطيار السويسري برتران بيكار، وهو مؤسس المشروع مع زميله ومواطنه اندريه بروشبيرغ، بالطائرة مع طلوع الفجر من مطار البطين في أبوظبي ثم عاد وحط فيه بعد التحليق ساعة. ومن المفترض أن تنطلق الطائرة التي تجذب اهتماما عالميا كبيرا وتهدف إلى إثبات القدرة على الطيران ليلا ونهارا بالطاقة الشمسية من دون استخدام الوقود الأحفوري، يوم السبت، إلا أن الأمور تبقى رهن تطورات الطقس. وقال بيكار لوكالة (فرانس برس) بعيد انهائه الرحلة التجريبية الثالثة في العاصمة الاماراتية "إذا كان الطقس مناسبا، سنطير نهاية الأسبوع وسنحلق شرقا لمسافة 35 ألف كيلو متر إلى أن نعود مجددا إلى هنا" بعد خمسة أشهر من بينها 25 يوما من التحليق. من جانبه، قال بروشبيرغ لوكالة (فرانس برس): إن "هذه المنطقة من العالم ومن الشرق الأوسط تعد أفضل مكان للانطلاق في هذه الرحلة إذ انها تسمح لنا بالتحليق فوق الهندوالصين في فترة مبكرة (لتجنب موسم الأمطار) وبالعودة خلال الصيف في ظل طقس جيد نسبيا". وتستغرق الرحلة خمسة أشهر تطير خلالها الطائرة مسافة 35 ألف كيلو متر مع التوقف في عدة محطات لفترات متفاوتة، على أن تشكل كل محطة فرصة للتفاعل مع المجتمعات المحلية والترويج للاستدامة. وتسير الطائرة بسرعة متوسطة تناهز مائة كيلو متر في الساعة، وهي بالرغم من أجنحتها العملاقة (72,3 متر) التي تتجاوز من حيث طولها اجنحة طائرة بوينغ 747، لا تحمل إلا طيارا واحدا ولا يزيد وزن مقصورتها عن وزن سيارة، وبالتالي سيتناوب بيكار وبورشبيرغ على قيادتها في كل محطة. وبعد أبوظبي، تتوقف الطائرة في سلطنة عمان ثم في أحمد أباد وفاراناسي في الهند، ثم في ماندالاي في بورما ثم في شنونغ كينغ ونان جينغ الصين. وبعد الصين، تتجه الطائرة عبر المحيط الهادئ إلى هاواي من ثم إلى ثلاثة مواقع في الولاياتالمتحدة، بما في ذلك مدينتا فينكس ونيويورك حيث ستجري الطائرة محطة رمزية في مطار كينيدي. وبعد ذلك تعبر الطائرة المحيط الاطلسي في رحلة تاريخية أخرى قبل أن تتوقف في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا بحسب المعطيات المناخية، ثم تعود إلى أبوظبي.