رفضت "هيئة قوى الثورة في حلب" خطة الموفد الدولي الى سوريا المتعلقة بتجميد القتال في مدينة حلب، لأنها "جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب رحيل" بشار الأسد. وتضم الهيئة ممثلين عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعن المجموعات المقاتلة والقوى السياسية المعارضة في محافظة حلب. وقالت في بيان : "نعلن رفض اللقاء مع السيد ستافان دي ميستورا إلا على أرضية حل شامل للمأساة السورية يتضمن رحيل الاسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم". وتألفت "هيئة قوى الثورة في حلب" أمس الأول خلال اجتماع ضم ممثلين عن الائتلاف والحكومة السورية المؤقتة والمجموعات المقاتلة والقوى السياسية والميدانية في حلب وعقد في مدينة كيليس التركية الحدودية. وكلف المجتمعون لجنة من سبعة أعضاء ب "التواصل مع فريق المبعوث الأممي" حول المبادرة المتعلقة بحلب. وجاء في البيان الصادر بعد انتهاء اجتماع الهيئة : "ترى قوى الثورة في حلب ان أفكار السيد ستافان دي ميستورا لا ترقى الى مستوى المبادرة التي يمكن ان تمثل حلا للمعاناة الانسانية لشعبنا جراء استخدام الاسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة المحرمة دوليا". كما رأت الهيئة ان أفكار دي ميستورا وتصريحاته "تنسف المقررات الدولية السابقة التي تم الاتفاق عليها التي تتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة ورحيل نظام الأسد". وتابع البيان: إن "سوريا وشعبها كل واحد لا يتجزأ، ودماء اخوتنا في درعا والغوطة وحمص وباقي سوريا لا تقل شأنا عن دمائنا في حلب". وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث يتحصن الثوار، بينما تعاني المنطقة قصفا يوميا ونقصا فادحا في الادوية والمواد الغذائية، كذلك يعاني حي الوعر في مدينة حمص الحصار. وغادر دي ميستورا دمشق أمس بعد زيارة استغرقت 24 ساعة التقى خلالها وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم واتفق معه "على إرسال بعثة من مكتبه في دمشق الى حلب للاطلاع على الوضع"، حسب وكالة أنباء النظام. وقدم مبعوث الأممالمتحدة في نهاية أكتوبر الماضي الى مجلس الأمن الدولي "خطة تحرك" تقضي "بتجميد" القتال في بعض المناطق وبالاخص في حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. وأعلن دي ميستورا في منتصف فبراير ان النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة أسابيع، وتنفيذ هدنة مؤقتة في المدينة التي تشهد معارك شبه يومية منذ صيف 2012 تسببت في دمار واسع ومقتل الآلاف. وقد وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موقف فرنسا بشأن أحداث سوريا بأنه «نموذجي»، مؤكدا أن أي حل للصراع يمر «حتما» برحيل بشار الاسد. وكتب رئيسه خالد خوجة في رسالة الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الخارجية لوران فابيوس، ان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يرحب بحرارة بالموقف الحازم الذي عبرت عنه فرنسا تجاه قضية الشعب السوري وتطلعه الى دولة مدنية ديموقراطية». وبعد ان أشار الى ان هذا التطلع يحتم رحيل نظام بشار الاسد، قال ان «موقف فرنسا كان نموذجيا على الدوام وبلدكم وقف باستمرار الى جانب الشعب السوري في وجه اي محاولة لإعادة تأهيل النظام القائم في دمشق تحت ذرائع واهية». وقد أثارت زيارة اربعة برلمانيين فرنسيين الى سوريا الاسبوع الماضي واجتماعهم مع بشار الاسد الذي تصفه باريس «بالجزار»، الجدل وأعادت اطلاق النقاش المتنامي في اوروبا حول فرصة معاودة الاتصال بنظام دمشق الإرهابي. وكتب خوجة ان «اولئك الذين يطالبون اليوم بالتعاون مع النظام السوري لمحاربة الارهاب، لن يتوصلوا سوى الى تشديد هذه الظاهرة»، منتقدا بشدة «محاولات بعض الاوساط، في فرنسا وفي اوروبا، لتشويه حقيقة الوضع في سوريا والشرق الاوسط». وتكرر باريس التي اعترفت بالائتلاف الوطني السوري محاورا شرعيا، ان الاسد لا يمكن ان يكون جزءا في اي حل للازمة السورية. وقد اوقع النزاع في سوريا الذي سيدخل عامه الخامس، اكثر من 210 الاف قتيل وملايين اللاجئين. والمعارضة السورية ضعيفة ومنقسمة فيما يتنامى نفوذ التنظيمات الجهادية. في أسطنبول، بثت تلفزة «الخبر» التركية لقطات صورتها كاميرات مراقبة لثلاث فتيات بريطانيات، تطاردهن السلطات البريطانية والتركية، وكن يصعدن إلى متن حافلة في حي اسنلر باسطنبول يوم 18 فبراير شباط حيث يُعتقد أنها كانت متوجة إلى شانلي أورفا ليعبرن الحدود إلى سوريا قبيل انضمامهن لتنظيم داعش. وأظهرت الكاميرات الخاصة بالأمن الفتيات اللواتي عُرفن بأنهن المراهقات اللندنيات: أميرة عباسي (15 عاما) وشميمة بيجوم (15 عاما) وكاديزا سلطانة (16 عاما) يضعن سترات فضفاضة ويدخلن محطة حافلات يومي 17 و18 فبراير شباط قبل أن يركبن حافلة. والفتيات سافرن الى اسطنبول من لندن يوم 17 فبراير شباط. وقالت الشرطة في بيان يوم الثلاثاء (24 فبراير شباط) «الضباط.. الذين يجرون تحقيقا بشأن الفتيات الثلاث المفقودات من شرق لندن لديهم الآن مبرر للاعتقاد أنهن لسن في تركيا وعبرن إلى سوريا». وانضم ألوف الأجانب القادمين من 80 دولة إلى صفوف داعش وجماعات مسلحة أخرى في سوريا والعراق بعد أن مر كثيرون منهم عبر تركيا. وانتقدت تركيابريطانيا الأسبوع الماضي لتأخرها في إبلاغها باختفاء التلميذات الثلاث، وقالت إنها تحتاج إبلاغها بمعلومات مفصلة وبشكل سريع من وكالات المخابرات الغربية لاعتراضهن. والفتيات الثلاث صديقات لفتاة رابعة من ذات المدرسة تعتقد الشرطة أنها موجودة بالفعل في سوريا بعد سفرها إلى تركيا في ديسمبر كانون الأول. وقالت الشرطة إن عائلات الفتيات فوجئت وأُحبطت باختفائهن. ووجهت الشرطة البريطانية والعائلات نداءات عاجلة لهن بالعودة. وتقول قوات الأمن إن نحو 600 بريطاني مسلم توجهوا إلى المنطقة للانضمام للصراع والبعض انضم لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق.