يُجري موفد الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا خلال الأيام المقبلة محادثات مع قادة فصائل في المعارضة السورية المسلحة في مدينة غازي عنتاب التركية، تتركز خصوصاً حول اقتراحه «تجميد القتال» في مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكرت المتحدثة باسمه. وقالت المتحدثة جولييت توما إن دي ميستورا «سيتوجه قريباً جداً إلى غازي عنتاب لمناقشة خطته مع أبرز قادة الفصائل الموجودة على الأرض في حلب، من أجل إعطاء دفع لهذه الخطة». وأكد صبحي الرفاعي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس قيادة الثورة الذي يضم عدداً كبيراً من المجموعات المقاتلة «نحن مستعدون للمشاركة في أي اجتماع وفي حوار مع أي طرف من أجل مناقشة الموضوع السوري». ويضم المجلس حوالي عشرين مجموعة مقاتلة ضد النظام السوري بينها العلمانية والإسلامية، وبينها حركة حزم والجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سوريا وجيش المجاهدين وحركة نور الدين زنكي وغيرها. ولا وجود للتنظيمات الجهادية، وأبرزها جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة حلب. وأعلن دي ميستورا خلال زيارته دمشق في 11 نوفمبر أن الحكومة السورية أبدت «اهتماماً بناءً» بخطة الأممالمتحدة. وأضاف أن السلطات السورية «تنتظر اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى والمنظمات والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من أجل ضمان إمكانية المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام». وقدم مبعوث الأممالمتحدة في نهاية أكتوبر الماضي إلى مجلس الأمن الدولي «خطة تحرك» في شأن الوضع في سوريا، تقضي «بتجميد» القتال في بعض المناطق وبالأخص مدينة حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. وقال في حينه إنه ليست لديه خطة سلام إنما «خطة تحرك» للتخفيف من معاناة السكان بعد حوالي أربع سنوات من الحرب في سوريا قتل خلالها أكثر من مائتي ألف شخص. ومنذ بدء العمليات العسكرية في مدينة حلب في صيف 2012، تنقسم المدينة إلى شطرين: غربي واقع تحت سيطرة قوات النظام، وشرقي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. ومنذ أكتوبر، تحاول قوات النظام قطع طرق الإمداد على المعارضين من جهة الشمال حيث تخوض معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب المحاذي للمدينة. ووصل دي ميستورا أمس إلى مدينة إسطنبول التركية حيث «سيلتقي مسؤولاً في المعارضة السورية»، بحسب ما ذكرت توما، دون أن تحدد الاسم، وذلك في إطار «الشق السياسي» لمهمته. وكان دي ميستورا التقى في باريس الأربعاء العضوين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ميشيل كيلو وبسمة قضماني.