رحب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة بموقف باريس «النموذجي» حول سورية، وأكد مجدداً أن أي حل للنزاع يمر «حتماً» برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، في وقت رفضت قوى المعارضة في حلب شمالاً خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وكتب خوجة في رسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الخارجية لوران فابيوس، أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يرحب بحرارة بالموقف الحازم الذي عبرت عنه فرنسا تجاه قضية الشعب السوري وتطلعه إلى دولة مدنية ديموقراطية». وبعدما أشار إلى أن هذا التطلع يحتم رحيل نظام الأسد، قال أن «موقف فرنسا كان نموذجياً على الدوام وبلدكم وقف باستمرار إلى جانب الشعب السوري في وجه أي محاولة لإعادة تأهيل النظام القائم في دمشق تحت ذرائع واهية». وأثارت زيارة أربعة برلمانيين فرنسيين سورية الأسبوع الماضي واجتماعهم بالأسد الذي تصفه باريس «بالجزار»، الجدل وأعادت إطلاق النقاش المتنامي في أوروبا حول فرصة معاودة الاتصال بنظام دمشق. وكتب خوجة أن «أولئك الذين يطالبون اليوم بالتعاون مع النظام السوري لمحاربة الإرهاب، لن يتوصلوا سوى إلى تشديد هذه الظاهرة»، منتقداً بشدة «محاولات بعض الأوساط، في فرنسا وفي أوروبا، لتشويه حقيقة الوضع في سورية والشرق الأوسط». وتكرر باريس التي اعترفت ب «الائتلاف» محاوراً شرعياً، أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً في أي حل للأزمة السورية. وأوقع النزاع في سورية الذي سيدخل عامه الخامس، أكثر من 210 آلاف قتيل وملايين اللاجئين. والمعارضة السورية ضعيفة ومنقسمة فيما يتنامى نفوذ الجهاديين في تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض. ورفضت القوى العسكرية والسياسية المعارضة في محافظة حلب أمس، خطة دي ميستورا لتجميد القتال في مدينة حلب، معتبرة أنها جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب رحيل الرئيس بشار الأسد. وقال بيان صادر عن «هيئة قوى الثورة في حلب» التي تضم ممثلين عن المجموعات المقاتلة في محافظة حلب وعن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» وعن فاعليات المحافظة»، «نعلن رفض اللقاء مع دي ميستورا إلا على أرضية حل شامل للمأساة السورية يتضمن رحيل الأسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم». وطالب بأن تشمل الخطة كل المناطق السورية. في دمشق، أجرى دي ميستورا محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في إطار جهوده لإعطاء دفع لمبادرته حول تجميد القتال في مدينة حلب الشمالية. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المعلم استقبل دي ميستورا والوفد الذي يرافقه «وجرى خلال اللقاء متابعة النقاش حول خطة تجميد (المعارك) في مدينة حلب وتم الاتفاق على إرسال بعثة من مكتبه بدمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع فيها». وفي وقت سابق السبت، قال مصدر قريب من الموفد الدولي أنه «يرغب ببدء تطبيق مبادرته في أسرع وقت ممكن. وسيلتقي لهذه الغاية مسؤولين سوريين في دمشق». في هذا الوقت، عقدت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» (من معارضة الداخل) اجتماعاً في دمشق لم تتمكن خلاله من تبني مبادئ لتسوية سياسية للأزمة كان توصل إليها وفد منها خلال لقاءات مع «الائتلاف» في باريس أخيراً. وقال أحد المجتمعين ل «فرانس برس»: «ستتواصل دراسة الوثيقة المقترحة في شكل معمق وجدي، لكن لم يتم تبنيها لأن بعض الأعضاء عارضوها». وأشار إلى أن اجتماعاً في القاهرة سيعقد الجمعة المقبل من أجل التحضير لمؤتمر موسع يعقد في القاهرة أيضا يوم 17 نيسان (أبريل) بين وفود معارضة من الداخل والخارج تشمل أعضاء في الائتلاف المعارض. وكان عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق خلف داهود قال ل «فرانس برس» أن المبادئ التي تم الاتفاق عليها في باريس تستند إلى «بيان جنيف - 1» الذي ينص على تشكيل حكومة من المعارضة والنظام بصلاحيات تنفيذية كاملة تتولى الإشراف على مرحلة انتقالية في سورية.