نسخة جديدة، وممثلون أربعة، نصفهم جديد مقارنة بالنسخة السابقة، وأمل كبير يحدونا نحو ترويض هذه البطولة العصية على فرقنا منذ العام 2005 .. النسخة الجديدة تنطلق اليوم، وتحمل في طياتها مفارقات كبيرة لعل أهمها مشاركة أربع فرق أوزبكية دفعة واحدة، ستتوزع على مجموعات الغرب في حادثة نادرة تحدث للمرة الأولى في تاريخ هذه البطولة. النصاب الكامل لن يكون حكراً على الأوزبك، فالفرق السعودية واللإيرانية تحظى بالعدد ذاته من الممثلين في التشامبيونز الآسيوي على مستوى فرق الغرب، بينما اكتفى الأشقاء في قطر والإمارات بفريقين فقط لكل منهما، ولم ينجح أي من فرق الملحق من دول الكويت وعمان والأردن في بلوغ دور المجموعات ليكون التنافس في الغرب محصورا بين فرق خمس دول، هي: إيرانوقطر والإمارات والسعودية وأوزبكستان. للوهلة الأولى تبدو المجموعات الأربع لفرق الغرب متكافئة إلى حد كبير وإن كان الغموض يكتنف بعض الفرق خصوصاً الأوزبكية التي لم يبدأ دوريها المحلي بعد أن قلبنا أوراق هذه المجموعات بشكل مقتضب نجد أن الشباب يقع في المجموعة الأصعب، خصمه الإيراني نفط طهران يتصدر دوري بلاده والعين لا يقل عن الفريق الإيراني فهو بدوره ينافس على الدوري الإماراتي ويحتل وصافته بينما يأتي باختاكور الأوزبكي محملاً بخبرة عريضة في هذه البطولة. بينما تبدو لي مجموعة النصر هي الأقل فبيروزي الإيراني يحتل المركز التاسع في دوري بلاده، وبونيودكور الأوزبكي لا يبدو خصما مزعجا للنصر، ويظل لخويا القطري هو المنافس الأبرز للنصر .. مجموعة الأهلي تبدو ملائمة أيضا للراقي، فالوليد الأوزبكي ( ناساف ) لا يشكل خطرا كبيرا وإن كان حصد بطولة كأس الاتحاد قبل عامين، لكن شتان بين البطولتين، خصم الأهلي التالي هو أهلي دبي الذي يحتل ترتيبا متوسطا في دوري بلاده ولا يبدو في حال جيدة، ويبقى فريق تركتور الذي يحتل وصافة الدوري الإيراني هو خصم الأهلي الأبرز .. أخيرا مجموعة الهلال المتكافئة قياسا بحالة الهلال، فالسد يتصدر الدوري القطري وفولاذ يتخلف عن متصدر الدوري الإيراني بنقطتين فقط، ويظل لوكوموتيف لغزا محيرا وفريقا غامضا لا يمكن التنبؤ بما سيفعل .. بدورهم ممثلونا الأربعة يخوضون هذه المغامرة الآسيوية وسط تفاوت بينهم في المستويات والظروف أيضاً .. حيث يقص الأهلي والنصر شريطيهما الآسيويين، وهما في أفضل حالاتهما فالأول منتش ببطولة ولي العهد، والأخير يتصدر ترتيب الدوري وكلاهما يعيش حالة من الاستقرار الإداري والفني وتكامل في الصفوف، لذا ستكون الآمال الملقاة على عاتقهما كبيرة جدا من أنصارهم، خصوصاً ومن الشارع الرياضي السعودي عموما. في المقابل، لا يبدو هناك أي تشابه بين أحوال الأهلي والنصر مقارنة بممثلينا الآخرين ( الشباب والهلال ) فالأول يعيش فترة تذبذب كبير في المستوى, ويمر بنفق نتائجي مظلم، فبالرغم من استقرار الشباب الإداري إلا أنه تعاقب عليه ثلاثة أجهزة تدريبية في نصف موسم وهذا العدد الكبير يؤثر سلبا على مردود الفريق بلا شك ، بينما يعيش الهلال وصيف النسخة الماضية واحدة من أسوأ فتراته تاريخيا، الفريق الأزرق يقص شريطه في البطولة الآسيوية بعد أقل من أسبوع على استقالة مجلس إدارته وإقالة مدربه الذي لم يعوض بعد حتى اللحظة، الأمور في الهلال لا تبدو مطمئنة لا إدارياً ولا فنياً، فضلاً عن أن جرحه الآسيوي لم يلتئم بعد، فلا زالت أحداث النهائي الآسيوي الأخير تؤرق الهلاليين. بشكل عام حالة الأهلي والنصر الرائعة قد تساعدهم في تجاوز دور المجموعات مبدئيا و( شخصية ) الهلال تبدو لي كافيه لإنجاز المهمه ذاتها بينما يعول الليوث على خبرتهم القارية العريضة لبلوغ الدور الثاني .. ان كان هناك من سيسقط في فخ الدور الأول قد يكون الشباب لصعوبة مجموعته .. كل التوفيق لفرقنا الأربعة.