طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الأحد، بتدخل دولي فوري لدى إسرائيل كي تفرج عن أموال الضرائب الفلسطينية. وقال عريقات، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن على المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بإصدار بيان يحدد فيه النتائج المترتبة على إجراءات إسرائيل في حجز أموال الضرائب الفلسطينية بل التدخل لوقف هذه الإجراءات. وأضاف، أن "هناك حاجة ماسة لأن تتخذ دول العالم الإجراءات التي من شأنها إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف ما تقوم به من قرصنة ضد الأموال الفلسطينية بشكل فوري". واتهم عريقات إسرائيل، بأنها تهدف من خلال احتجاز أموال المستحقات الضريبية الفلسطينية إلى تحقيق انهيار بالمدارس والمستشفيات والبني التحتية الفلسطينية. ورأى بهذا الصدد أن استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي الاستمرار باحتجاز الأموال الفلسطينية سعيا لتدمير السلطة الفلسطينية وإبقاء الانقسام قائما بين غزة والضفة الغربية. وكان عريقات يعقب على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي عبر عن القلق من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية ما لم تتلق قريبا أموال الضرائب المحتجزة من إسرائيل. وحذر كيري من نشوء أزمة جديدة في المنطقة إذا كانت المشاكل الاقتصادية للسلطة الفلسطينية ستؤدي إلى وقف تعاونها الأمني مع إسرائيل، مؤكدا سعي واشنطن لحل هذه المشكلة. وتحتجز إسرائيل أموال الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري علما أنها تبلغ ما يزيد على مليار دولار سنويا وتشكل ثلثي إيرادات الحكومة الفلسطينية. وجاءت الخطوة الإسرائيلية ردا على توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 31 من ديسمبر الماضي على وثائق للانضمام إلى 20 وثيقة دولية بينها محكمة الجنايات الدولية. عودة الفلتان من جهة أخرى، صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، مساء السبت، أنه لن يسمح بعودة الفلتان ونشر الفوضى إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الرئيس، خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس اللجنة الإعلامية لمفوضية التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" منير الجاغوب، للاطمئنان على صحته، "لن نسمح بعودة الفلتان، حيث يسعى البعض إلى نشر الفوضى، كما لن نسمح لأحد العبث في أمن واستقرار المواطنين، والقانون سيحاسب كل من شارك في هذا الاعتداء الآثم". بحسب وكالة الأنباء الرسمية. يذكر أن شرطة محافظة نابلس ألقت القبض على المتهمين بالاعتداء على الجاغوب، الذي تعرض لعدة طعنات بالسكاكين من قبل عدد من الأشخاص، بعد خروجه من صلاة الجمعة في مسجد بلدته بيتا، جنوب نابلس. ويرقد الجاغوب في مستشفى رفيديا بمدينة نابلس، بعد أن أجريت له عملية جراحية، ووضعه الصحي مستقر. وفي غزة، أكدت السلطة الفلسطينية أن قيام الاحتلال الإسرائيلي بفتح سدود وادي غزة باتجاه قرى ومدن القطاع يمثل جريمة كبيرة بحق المواطنين الفلسطينيين الآمنين. وقالت مصادر فلسطينية: إن عشرات المنازل والبيوت السكنية غرقت وأصيب عدد من سكانها الأحد، بعد أن غمرتها مياه الأمطار والصرف الصحي وسط قطاع غزة. وذكرت المصادر أن طواقم الدفاع المدني أخلت عشرات المنازل من منطقة وادي غزة بعد ارتفاع منسوب المياه في الوادي إلى أكثر من ثلاثة أمتار. وقال وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة الفلسطينية، مفيد الحساينة، في تصريح صحفي، إن تدفق مياه الأمطار والصرف الصحي بكثافة في المنطقة سببه فتح السلطات الإسرائيلية سدود وادي غزة، تجاه قرى ومدن القطاع. واعتبر الحساينة أن الإجراء الإسرائيلي "يمثل جريمة كبيرة بحق المواطنين الآمنين، حيث أدى ذلك إلى غرق العشرات من منازل وخيام المواطنين القاطنين في تلك المنطقة، كما أدى ذلك إلى تلويث مياه البحر". وقال مسعفون فلسطينيون: إن خمسة فلسطينيين على الأقل نقلوا إلى المستشفيات نتيجة تدفق المياه على منازلهم وهم نيام. وذكر شهود عيان أن المياه تدفقت بشدة من المنطقة الشرقية باتجاه الغرب بارتفاع يزيد على ثلاثة أمتار باتجاه ساحل البحر ما أدى لانهيار عدد من المنازل ونفوق عدد من الحيوانات والطيور. الموقف من إيران على صعيد آخر، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إيران تواصل ممارسة الإرهاب القاتل، غير أن هذا الأمر لا يمنع المجتمع الدولي من مواصلة التحاور معها سعيا للتوصل بسرعة إلى اتفاق حول مشروعها النووي. وقال نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، صباح الأحد: إنه حتى بعد نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أكد أن إيران تخفي جزءا من مشروعها النووي تبدي الدول الكبرى استعدادا لمواصلة الاتصالات معها رغبة في التوصل إلى اتفاق سيكون سيئا وخطرا بالنسبة لإسرائيل . وأوضح نتنياهو مجددا أنه ينوي إلقاء خطابه أمام الكونغرس الأمريكي ليشرح خطورة هذا الاتفاق أمام العالم أجمع. وبدوره، قال الوزير الليكودي سيلفان شالوم: إن الخطاب المزمع لرئيس الورزاء أمام الكونغرس يهدف إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أن الاتفاق المتبلور مع إيران اتفاق سيئ ولا يجوز توقيعه. وأضاف شالوم، أن هذا الموضوع يشكل قضية وجودية بالنسبة لدولة إسرائيل مشيرا إلى أن عددا من رؤساء حكومات إسرائيل في الماضي سبق وأن اتخذوا قرارا بدون التنسيق مع الإدارة الأميركية. ولمح إلى أن جهات سياسية في إسرائيل تحاول ممارسة نفوذها على جهات أميركية لتهاجم رئيس الوزراء على خلفية نيته إلقاء الخطاب المذكور. وأقر حزب الليكود باستمرار الخلافات الجوهرية في مواقف نتانياهو والإدارة الأميركية من الاتفاق قيد التفاوض بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي والذي وصفه الحزب بالخطير. وأكد بيان أصدره الليكود تمسك نتنياهو بمعارضته الاتفاق حاثاً أقطاب المعارضة على التسامي عن الاعتبارات الحزبية والشخصية، والوقوف إلى جانب رئيس الوزراء في هذه القضية ودعم قراره الذهاب إلى واشنطن، وإلقاء خطابه المثير للجدل أمام مجلسيْ الكونغرس. وفي غضون ذلك، اعتبر الوزير الليكودي سيلفان شالوم أنه من واجب نتانياهو السفر إلى واشنطن لمخاطبة الكونغرس حول الملف النووي الإيراني واصفاً تحركات جهات سياسية إسرائيلية رفض تسميتها ضد خطاب نتانياهو بأمر مخزٍ خاصة وأنها تدفع جهات أميركية لمعارضة الخطاب . وبدوره دعا رئيس حزب (هناك مستقبل) يائير لابيد نتنياهو إلى التراجع عن نيته إلقاء خطابه أمام الكونغرس واصفاً هذه الخطوة بغير مسؤولة على ضوء معارضة الإدارة الامريكية الشديدة للخطاب. ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" هجوما آخر على نتنياهو من قبل وزير خارجيته افيغدور ليبرمان. وقالت ان الأخير "كرر الهجوم على نتنياهو، ونيته إلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي. وقال إنه "عندما قرر بيغن قصف المفاعل العراقي، لم يسبق ذلك خطابات وصدامات". وقال ليبرمان للقناة الثانية: "لسنا بحاجة إلى اتخاذ قرارات ولا يمكن تحميل ذلك لأحد، مع كل تقديري للولايات المتحدة، يجب التصرف بإصرار وعدم التباكي دائما. نحن لا نملك القدرة على تصفية حماس، فهل سنستطيع مواجهة المشروع الإيراني؟".