رغم كل ما يصاحب أي مسابقة شعرية من تداعيات نقدية وقصور في بعض الجوانب إلا انه ومن باب الإنصاف لا بد ان نعترف ان مثل هذه المسابقات كان لها من الفضل ما لا ينكره عاقل على الشعر والشعراء والموروث بشكل عام. ويكفي لو قلنا انه كان لها اكبر الأثر في نقل منبر الشعر من عالم احتكار القلة الى منبر عام يتنافس عليه جميع المبدعين دون أي تمميز يذكر، كما انه أعاد بيرق الشعر إلى جمهوره بعد ان افلست جميع وسائل الاعلام الا ما قل، واختلط الحابل بالنابل في ساحة اصبحت مفتوحة للجميع ولم تعد حكرا على صفحات شعبية يصعب عليها مهما كثرت ان تستوعب هذا التكاثر اللافت للانظار بين اوساط الشعراء والشاعرات. لهذا نقول لمتصيدي الاخطاء دعوا القافلة تسير، فكم من شاعر وشاعرة كان لمسابقات الشعر دور واضح في ابراز مواهبهم الشعرية داخل اطار تنافسي جمع النجوم بالمغمورين ليُخرج لنا ختاما بأفضل الفريقين. يقول علي بن بشار: رَأيْتُ لِسانَ المَرْءِ آيَة عَقلِهِ وَعُنْوانَهُ فَانْظُرْ بماذا تعَنْوِنُ وَلا تعْدُ إصْلاحَ الِلسان فَإنَّهُ يُخْبِرُ عَمَّا عِنْدَهُ وَيُبينُ قد صدق الشاعر هنا اللسان آية العقل، فهو ينطق بما يفكر فيه المرء، لهذا يا معشر المتكالبين على كل ما من شأنه منح المبدعين فرصة الظهور احسنوا التفكير وانطقوا بالحسن من القول، واجعلوا نظرتكم لكل ما من شأنه احياء موروثنا نظرة ايجابية بدلاً من الوقوف على اطلال ماض فيه ما فيه من المحاسن وعليه ما عليه من المساوئ. ولعلي قبل ان اختم هذا المقال اذكر ما دعاني لكتابته .. والذي جعلني اقف لأقول: يا للعجب لما اجده من البعض خلال بث حلقات برنامج البيت وليس برنامج شاعر المليون منكم ببعيد، من تواجد البعض ومشاركتهم وسعيهم للحضور من خلال هذه البرامج، ومع اول اخفاق او خروج من دائرة المنافسة نجد البعض ينحى منحى آخر ليذم ويسخط وينتقد وكأنه لم يكن قبل برهة يسعى للوصول ويستجمع كل قواه الأدبية والشعرية، ويستشير القاصي والداني له لينال شرف الفوز، وكأني بهم مع كامل احترامي للقارئ الكريم كالذي (يأكل من الصحن ثم يبصق فيه). مداعبة : سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة ، فقال: ليس عندي ما أعطيه للغير، فالذي عندي أنا أحق الناس به. فقال السائل: فأين الذين يؤثرون على أنفسهم؟ قال الأعرابي: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً.