تواصلت أوضاع نادي الهلال في التدهور وذلك بعد أن أعلن رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن استقالته بعد خسارة الفريق في نهائي كأس سمو ولي العهد، وكذلك إقالة مدرب الفريق الروماني ريجيكامب، جاء يوم أمس حاملاً العديد من الأخبار المهمة في النادي وذلك بعد خسارة الفريق يوم أمس الأول أمام نادي العروبة بهدف دون مقابل وهي الخسارة التي أبعدته بشكل كبير عن المنافسة على تحقيق الدوري والذي انحصرت المنافسة على تحقيقه على ناديي الأهلي والنصر. اجتماع شرفي طارئ أوضحت مصادر الميدان في البيت الهلالي أن عدداً من أعضاء شرف النادي قاموا في وقت متأخر من مساء يوم أمس الأول الثلاثاء بالاجتماع برئيس مجلس إدارة النادي المستقيل الأمير عبدالرحمن بن مساعد بحضور سبع شخصيات شرفية، حيث حضر هذا الاجتماع رئيس أعضاء الشرف المستقيل الأمير بندر بن محمد والأمير فيصل بن سلطان والأمير فهد بن محمد والأمير خالد بن محمد والأمير نواف بن سعد والأمير أحمد بن سلطان، ونتيجة لرفض الرئيس الهلالي التراجع عن الاستقالة رغم الإصرار الشرفي فإن الاتفاق جاء بين الشرفيين على أن يتم تكليف نائب الرئيس محمد الحميداني بمنصب الرئيس وحتى نهاية الموسم، وأن يتم اختيار مدرب للفريق بالتنسيق بينه وبين أعضاء الشرف. استقالات جديدة لم تمض إلا ساعات بعد انتهاء الاجتماع الشرفي الهلالي إلا وتأتي المفاجأة من خلال إعلان عضو مجلس الإدارة الهلالية سعود السبيعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن أن أعضاء مجلس إدارة النادي سيقومون بتقديم استقالاتهم من النادي حيث قال «جميع أعضاء مجلس إدارة نادي الهلال سيقدمون استقالاتهم في هذا اليوم» وعاد بعد ذلك ليؤكد استمراره في عمله بالنادي وقدوم إدارة جديدة وذلك لوجود التزامات انسانية واتفاقات دولية وخطة استراتيجية يقوم بالتنسيق لها بعيداً عن شؤون كرة القدم بالنادي، وفي الوقت الذي أعلن فيه السبيعي عن قيام أعضاء مجلس الإدارة استقالاتهم، جاءت الاستقالات تباعاً فبدأ بها خالد المليحي ثم حسن الناقور ويأتي بعدهما بساعتين إعلان راشد العنزان استقالته ليكون نصاب المغادرين من مجلس الإدارة ثلاثة رابعهم الرئيس. الجمعية العمومية قد تكون الحل رغم الإجماع لدى كبار أعضاء الشرف في نادي الهلال على تكليف محمد الحميداني بمنصب رئيس النادي في ظل استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، إلا أن هناك خشية من خلال إمكانية تقديم المزيد من أعضاء مجلس الإدارة لاستقالاتهم وهو الأمر الذي قد يعيق رئاسته للنادي في الفترة المتبقية من الموسم على الأقل، ففي حال حدوث هذا الأمر وازدياد عدد الاستقالات عن الحد الأدنى المقر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب سيتسبب بحل مجلس الإدارة ويتم تكليف إدارة من قبل الرئاسة حتى انعقاد جمعية عمومية للنادي، وهو ما لا يرغب الهلاليون بحدوثه في هذه المرحلة حسب الأنظمة المتبعة والتي يتم تكليف النائب رئيسا للنادي أو في حال عدم رغبته يتم تكليف أحد أعضاء مجلس الإدارة والأمين العام لرئاسة النادي حتى انعقاد الجمعية العمومية خلال تسعين يوماً من تقديم رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة لاستقالاتهم. المدرب الجديد من الملفات التي تؤرق الهلاليين حالياً هي إيجاد مدرب جديد للفريق بعد إقالة المدرب السابق ريجيكامب فمن الأمور التي ناقشها الاجتماع الشرفي يوم أمس الأول مسألة اختيار مدرب جديد للفريق، فمع ضيق الوقت قبل انطلاق مشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا بعد أسبوع فقط حيث تنطلق مشاركة الفريق في البطولة يوم الأربعاء 25 فبراير وذلك عندما يواجه نادي لوكموتيف طشقند الأوزبكي على استاد الملك فهد بمدينة الرياض. وفي ذات الوقت لم يتمكن المفاوض الهلالي من إقناع مدرب بطل كأس أمم أفريقيا الأخيرة منتخب ساحل العاج الفرنسي هيرفي رينار حتى اللحظة بتولي تدريب الفريق وهو ما أوقع الهلاليين في حرج آخر نتيجة لذلك، ففي الوقت الذي ينتظرون الحصول على موافقة المدرب قاموا بعملية البحث عن مدربين آخرين لتدريب الفريق في محاولة لإقناع أحدهم بتدريب الفريق وذلك في ظل صمت كبير على أسماء المدربين الذين تتم مفاوضتهم، إلا أن هناك مدرباً أرجنتينيا تتم مفاوضته بحسب بعض المصادر ولم تتمكن من التأكيد من اسمه رغم أن هناك من يتداول اسم مدرب نادي النصر السابق الأرجنتيني إدكاردو باوزا كمرشح لتدريب الفريق، وذلك في ظل عمله السابق في الدوري السعودي ومعرفته بالعديد من لاعبي الفريق الهلالي إلا أن العديد من المقربين من النادي لم يؤكدوا هذه المعلومة. فراغ شرفي من الأمور التي قد تؤثر على سرعة اتخاذ القرار في الجانب الهلالي عدم تعيين رئيس لأعضاء الشرف في النادي، وذلك بعد أن أعلن الأمير بندر بن محمد الرئيس السابق لأعضاء الشرف استقالته من المنصب قبل قرابة الشهرين، وتحديداً في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، وبالرغم من إعلان الاستقالة في تلك الفترة إلا أن كبار أعضاء الشرف بنادي الهلال لم يجتمعوا منذ ذلك الوقت للقيام بأي محاولة لثني الأمير بندر عن الاستقالة أو مناقشة الاسم المقبل الذي سيتولى منصب رئيس أعضاء الشرف وهو المنصب الذي لا يقل أهمية عن منصب رئيس النادي طوال السنوات الماضية. انقسام جماهيري منذ قرار مجلس إدارة النادي على إثر اجتماع شرفي في نهاية الموسم الماضي بإقالة مدرب الفريق سامي الجابر وتعيين المدرب الروماني ريجي كامب شهدت الأوساط الجماهيرية الهلالية انقسامات بين تأييد للقرار ومعارض له، وازدادت حدة هذه الانقسامات خلال هذا الموسم خاصة بعد خسارة الفريق الهلالي لنهائي دوري أبطال آسيا أمام نادي سيدني الأسترالي، فمنذ ذلك الحين انقسم الهلاليون بداية حول مدرب الفريق ريجي، ثم ازداد الانقسام بين مدافع ومهاجم لأعضاء الشرف في ظل عدم ظهور الفريق بالمستوى المأمول وعدم تحقيقه ما تأمله الجماهير من نتائج في الفترات السابقة من هذا الموسم، وهو الأمر الذي ساهم في استقالة الأمير بندر بن محمد من رئاسة أعضاء الشرف، ومن ثم استقالة رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد من رئاسة النادي بعد خسارته لنهائي كأس ولي العهد أمام النادي الأهلي، في وضع أظهر تأثيراً قوياً لدى الجماهير الهلالية على ناديها وعلى الشخصيات البارزة به. تغييرات متوقعة ينتظر الهلاليون بعد الاستقالات التي تمت في مجلس الإدارة إحداث تغييرات هامة في مجلس إدارة النادي، حيث ينتظر أن يتم ضم أسماء جديدة للعمل مع المجلس حتى نهاية الموسم على أقل تقدير وذلك لتصحيح ما يمكن تصحيحه في هذه المرحلة، خاصة مع رحيل العديد من الأسماء المؤثرة في المجلس بعد استقالة الرئيس والتي يأتي حسن الناقور كأحد أبرز الأسماء الداعمة مادياً للفريق والذي يعد رحيله مؤثراً مادياً على الفريق في هذه المرحلة، وفي ذات الوقت تطالب الجماهير الهلالية بمغادرة عبدالكريم الجاسر عضو مجلس الإدارة ومدير المركز الإعلامي للنادي في ظل وجود إجماع جماهيري على عدم تمكنه من قيادة الدفة الإعلامية للنادي بالشكل الذي يأملونه كهلاليين في الفترة الماضية. طريق العودة باستعادة الثقة من المهم على الإدارة الهلالية سواء تراجع الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن استقالته أو تواجد الحميداني أو حضر غيرهم بأن يتمكن من استعادة ثقة الجماهير، وكذلك توحيد الصف في النادي ليتمكن الفريق من العودة للمنافسة سواء على المراكز المتقدمة في الدوري والمؤهلة لدوري أبطال آسيا، وكذلك في المسابقتين المتبقيتين في الموسم الرياضي، وهي دوري أبطال آسيا وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، فاستعادة ثقة الجمهور وتحقيق الاستقرار الإداري هما العاملان اللذان سيعيدان الفريق بسرعة للمنافسة، وخسارة أحدهما ستساهم في تردي أوضاع الفريق بشكل أكبر مما كانت عليه في السابق.