قالت كييف، أمس الإثنين: إن الانفصاليين واصلوا الهجوم على بلدة ديبالتسيف الاستراتيجية رغم وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، وأكدت أنه من غير الوارد أن يبدأ الجيش الأوكراني في الوقت الحاضر سحب الأسلحة الثقيلة، وتساءلت كيف يمكن سحب الأسلحة إن كان المتمردون يحاولون مهاجمتنا بدبابات ويطلقون النار علينا بشكل مستمر"، فيما أفاد دبلوماسيون أن الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لم تتفق حتى الآن على نص مشروع قرار يدعم اتفاق وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، من جانب، نشر الاتحاد الأوروبي، أمس، قائمة جديدة للأوكرانيين والروس الذين تستهدفهم العقوبات. بسبب تقويض استقلال أوكرانيا ومن بينهم اركادي باخين النائب الأول لوزير الدفاع الروسي، وشملت القائمة الجديدة 19 اسماً لأفراد إلى جانب تسع منظمات، ومن بين الاسماء أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي وأندريه كارتابولوف نائب قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية. هجمات صاروخية وقال المتحدث العسكري الأوكراني أناتولي ستيلماخ للصحفيين "الجماعات المسلحة غير الشرعية لا تدعم وقف إطلاق النار." وأضاف أن المتمردين المدعومين من روسيا يستخدمون صواريخ جراد ودبابات في الهجوم على القوات الحكومية التي تسيطر على البلدة. وتابع "تصاعد عدد الهجمات على ديبالتسيف مقارنة بالأيام السابقة وهم يستخدمون كل أنواع الأسلحة.. تلقى الإرهابيون الأوامر بالسيطرة على ديبالتسيف بأي ثمن." وذكر مراسل لرويترز في مدينة فوهليهيرسك الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الغرب من ديبالتسيف أن هناك قصفا عنيفا من ناحية البلدة وأن أصوات الانفجارات تتكرر كل عشر ثوان. وتأكيدا على هشاشة وقف إطلاق النار الذي تفاوضت بشأنه أوكرانياوروسيا وألمانيا وفرنسا، الأسبوع الماضي، ودخل حيز التنفيذ مطلع الأسبوع، قال الجيش الأوكراني: إن المتمردين أطلقوا النار على مواقع الحكومة 112 مرة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. مقتل 4 جنود وقال مصدر عسكري في كييف إن أربعة جنود أوكرانيين قتلوا في هجمات شنها انفصاليون منذ سريان وقف جديد لإطلاق النار منتصف ليل يوم السبت، وقال المصدر لرويترز إن 21 جنديا أصيبوا أيضا. لا اتفاق دوليا وأفاد دبلوماسيون ان الدول ال15 الأعضاء في مجلس الامن الدولي لم تتفق حتى الآن على نص مشروع قرار يدعم اتفاق وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا لكنها تواصل المشاورات للتوصل الى توافق بهذا الشأن. وكان من المفترض ان يصدر المجلس، الأحد، قراراً أعدته روسيا ويدعو إلى "التطبيق الكامل" لاتفاق وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا والذي ابرم في مينسك، الخميس، ودخل حيز التنفيذ فجر الأحد. وكان دبلوماسيون اكدوا الجمعة، ان مشروع القرار الروسي "كتب بالحبر الأزرق"، ما يعني في قاموس الأممالمتحدة أنه بات جاهزا للتصويت عليه. لكن بعض الدول عاد وطلب ادخال تعديلات على هذه الصيغة، ومن بين هذه الدول ماليزيا التي تريد تضمين النص اشارة الى طائرة الرحلة ام اتش-17 التابعة للخطوط الماليزية والتي اسقطت في شرق اوكرانيا في منتصف يوليو، بحسب دبلوماسيين. وقال السفير البريطاني في الاممالمتحدة مارك ليال غرانت للصحافيين "حصلت مشاورات جديدة ونحن لسنا جاهزين لإجراء تصويت على نص"، مضيفا "نحن نتابع من كثب الاحداث على ارض الميدان". وأقر الدبلوماسي البريطاني بأنه "ليست هناك ضمانة" بان المجلس سيتفق على صيغة موحدة تتيح اصدار القرار، رافضا في الوقت عينه الافصاح عن الجهة التي تعرقل التوصل الى توافق. من جهته، اكتفى السفير الفرنسي في الاممالمتحدة فرنسوا ديلاتر بالقول "نحن نعمل على الامر". وادلى السفيران بتصريحيهما على هامش مشاركتهما في جلسة للمجلس تم خلالها اصدار قرار بشأن الازمة في اليمن. ويرمي مشروع القرار الروسي الى "اعتماد" الاتفاق الذي ابرمه زعماء فرنسا والمانيا وروسياواوكرانيا في العاصمة البيلاروسية الخميس وبات يسمى اتفاق مينسك-2. وبحسب مشروع القرار فان مجلس الامن "يرحب" باتفاق مينسك-2 و"يدعو كل الاطراف الى التطبيق الكامل للاجراءات (التي نص عليها) بما فيها وقف تام لاطلاق النار". من جهته، دعا وزير الخارجية الألمانية فرانك-فالتر شتاينماير خلال زيارته لكولومبيا الأحد، إلى مبادرة روسية لإصدار هذا القرار، وقال: "أرى أن إصدار قرار من مجلس الأمن سيكون مفيدا في استقرار الأوضاع الراهنة"، معربا عن "رضاه بوجه عام" عن مسار الأربع والعشرين ساعة الأولى في وقف إطلاق النار. تجدر الإشارة إلى أن دولا مثل الولاياتالمتحدةوبريطانيا تنظر بعين النقد إلى المقترح الروسي بشأن إصدار قرار من مجلس الأمن، حيث توجد مخاوف من احتمالية التشكيك في جزء من مفاوضات السلام في مينسك. ومن الممكن أن تعرقل بريطانياوالولاياتالمتحدة هذه الخطوة في مجلس الأمن بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن. وتدور خلف الكواليس حاليا مفاوضات للاتفاق على صياغة محددة لهذا القرار. وعن ذلك قال شتاينماير: "سيكون من المهم الآن عدم إعطاء الأولوية للخلاف حول النصوص، بل للإشارة إلى أن المجتمع الدولي يدعم مساعي التهدئة". وأشار شتاينماير إلى إمكانية عقد اجتماع جديد خلال هذا الأسبوع على مستوى وزراء خارجية روسياوأوكرانياوفرنسا وألمانيا. وعن الهدنة قال شتاينماير: "الهدنة قائمة بوجه عام، لكن هذا بالطبع ليس ضمانة لاستمرارها"، موضحا أن الأيام والأسابيع المقبلة قد تشهد اضطرابات، مؤكدا أن المهم حاليا هو بدء سحب الأسلحة الثقيلة بحسب ما تم الاتفاق عليه، الثلاثاء الماضي.