كان وصول رواية «صائد اليرقات» للكاتب السودانى «أمير تاج السر» للمنافسة بالقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية مفاجأة لكل الأوساط الثقافية العربية، لكن هذه المفاجأة جذبت الأنظار لمشروع أدبي لهذا الكاتب وألقت الضوء على أعماله التي انبهر بها الكثيرون، وأمير تاج السر كاتب سودانى بدأ حياته بكتابة الشعر فبرع فيه، ثم اتجه لكتابة الرواية فأبدع فى إنتاجها.. وجاءت البوكر لتفصح عن هذا المشروع الأدبي الضخم.. وقد كان ل»اليوم» هذا الحوار مع تاج السر: الرواية السعودية ما سبب الطفرة التي شهدتها الرواية السعودية؟ وهل سيدعمها الفوز بجائزتين متتاليتين للبوكر؟ -الرواية السعودية–فى اعتقادي- وليدة بوح شديد الخصوصية، وقد ساهم انغلاق المجتمع لسنوات في تراكم مثل هذا البوح الذي انفجر علي شكل روايات، إضافة إلى وجود الإبداع في كل مكان بالمملكة، لكن هذا الإبداع يحتاج إلى ما يثيره لكي يُكتب، وهكذا فقد خرج للقارئ حينما وجد هذه المثيرات، وهذا ما أحدث الطفرة السعودية الحديثة فى الرواية. الرواية النسوية ما رأيك فى مستوى الرواية النسوية السعودية فى السنوات الأخيرة؟ - حقيقة لم أقرأ كثيرا لنساء سعوديات، لكن ما قرأته لبدرية البشر وأميمة خميس، يبشر بكتابة راقية وقوية. وجه الكثير من المثقفين اللوم للقائمين على الجائزة بسبب منحها مناصفة للروائية السعودية رجاء عالم الجائزة مع الروائي المغربي محمد الأشعري... فهل أنت معهم فى هذا اللوم؟ - نعم.. فقد كان الأفضل أن تمنح لجنة التحكيم الجائزة لواحد فقط منهما. هل كان ترشيحك للفوز بالبوكر مفاجأة لك؟ - لم يمثل ذلك مفاجأة لي.. فمشروعى الأدبي موجود وكبير قبل ترشيحي للبوكر، ولكن هذا الترشيح رسخ هذا المشروع فى الأذهان، وهذه فائدة كبيرة لا يمكن إنكارها. هل استفدت من كونك شاعرا فى كتابة الرواية؟ - هذا لا شك فيه.. فقد كانت بدايتي مع الأدب بكتابة الشعر... ثم اتجهت لكتابة الرواية خلال وجودي بالقاهرة حيث نشرت إنتاجي فى كبرى الإصدارات المصرية، وبدايتي مع الشعر أفادتني فى كتابة الرواية حيث جعلت اللغة التي أكتب بها تتميز بالانسيابية، وأيضا عرفت من خلال الشعر كيف يمكنني جذب القارئ. الطيب صالح هل أفادك على المستويين الفني والشخصي كون الروائي السوداني الكبير الطيب صالح خالك؟ - من يقرأ لي ويقرأ للطيب صالح يدرك الفارق الكبير بيننا في كتابة الأدب، فكل منا له عالمه الروائي الذي ابتكره، ولديه اللغة المميزة التي يكتب بها، لكني بالفعل تأثرت بشخصيته، وكنت فى طفولتي أحلم بأن أكون مثله، خاصة فى شخصيته الفريدة المميزة، ورقيه وذوقه الرفيع. صائد اليرقات وصلت روايتك الرائعة «صائد اليرقات» للقائمة القصيرة لجائزة البوكر لكنك وصفتها بأنها ليست أهم أعمالك ... لماذا؟ - أحسب أهمية أعمالي بالمجهود الذي أبذله فى كتابتها، وبالتعب الذي أتكبده فى صنع عالمها وتركيبها ولغتها، ومن هنا فقد وصفت بالفعل «صائد اليرقات» بأنها ليست أهم أعمالي نظرا لأنها كانت رواية سهلة فى كتابتها... وعلى العكس تماما، جاءت روايتي «توترات قبطي» فقد بذلت فيها جهدا كبيرا وأعتبرها من خلال هذا الجهد من أهم أعمالي لكنها لم ترشح لأي جائزة من الجوائز، كما لم تجد حظها فى الترجمة للغات الأخري. هل تعتزم استلهام الثورات العربية فى أعمالك؟ - فعلت ذلك بالفعل فى روايتي «تعاطف» فقد شاء القدر أن أبدأ فى كتابتها بعد نجاح الثورة فى تونس، ومرت عليَّ أثناء كتابتها الثورة فى مصر وليبيا، ولهذا فقد كان لابد أن يجد القارئ أصداء هذه الثورات واضحة فى الرواية. المجتمع السوداني كيف تمكنت من التعبير عن واقع السودان وتغيرات وتحولات المجتمع السوداني بالرغم من أنك تعيش خارج الأراضي السودانية منذ سنوات طويلة؟ - أعيش خارج السودان بجسدي فقط، ولكني أرتبط بها روحيا، وأحرص على زيارة بلادي كل عام، لهذا فأنا لست بعيدا عنها بل أعيش فيها بروحي وذكرياتي التي لا زلت أحملها، ولهذا فلم يكن من الصعب أن أعبر عن المجتمع السوداني وتغيراته وتطوراته، فأنا كاتب سوداني، ولا يمكن فصلي عن المشهد الروائي لبلادى. هل هناك تأثير لاتساع وسائل الإعلام العربية على انتشار الأدب السوداني؟ - هذا لا شك فيه، فقبل انتشار وسائل الإعلام واتساعها على هذا النحو كان التواجد الأدبي السوداني خارج السودان ضعيفا، أما اليوم وبفضل انتشار الوسائل الإعلامية، فقد أصبح الأدب السوداني متواجدا ومنتشرا، وأيضا أصبح الإقبال عليه شديدا للترجمة للغات الأخري. بنات الرياض – ترمي بشرر.. أيهما الأكثر تأثيرا فى مسيرة الروايةالسعودية؟ - من واقع كوني أديبا، فإن رواية «ترمي بشرر» لعبده خال تعد رواية مهمة للغاية.