أكد مدير مركز الأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد القحطاني أن الرياح المثيرة للغبار التي تشهدها المنطقة الشرقية إزدادت حدتها بعد عصر أمس الخميس في الدمام والقطيف والخبر، متوقعًا أن تستمر ليومين. وأشار إلى أن الرياح بدأت بالتحول إلى شمالية غربية وتكون مثيرة للغبار، وسوف تتحسن الرؤية ليلًا مع انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة، وأضاف تكون الأجواء اليوم الجمعة غائمة جزئية ورياح شمالية معتدلة السرعة، أما غدا السبت فستكون الأجواء غائمة جزئيًا ورياح شمالية شرقية معتدلة السرعة، وهناك فرصة ضعيفة لهطول زخات من المطر، تزداد فرصتها على شمال المنطقة خلال اليومين القادمين. وفي محافظة النعيرية غطى غبار كثيف مصحوب برياح شديدة المحافظة والمراكز والهجر التابعة لها صباح يوم أمس ما أدى إلى ضعف الحركة المرورية في شوارع المحافظة وانعدام الرؤية الأفقية في طرق السفر الرئيسية، في حين دفعت هذه الموجة أعدادًا من المصابين بأمراض الربو والحساسية إلى المستشفى العام والمراكز الصحية في الهجر للحصول على العلاجات المناسبة لها، والذين يتأثرون غالبًا في مثل هذه الأجواء الخانقة بالأتربة والغبار ، في الوقت الذي حذرت فيه الجهات الأمنية مستخدمي الطرق بأخذ الحيطة والحذر واستخدام الأنوار والإشارات الضوئية أثناء السير وعدم السرعة أثناء ازدياد كثافة الغبار، فيما نصح الأطباء المرضى المصابين بأمراض الربو والحساسية إلى البقاء داخل المنازل وارتداء الكمامات الواقية عند الخروج . شهدت محافظة حفر الباطن والمراكز التابعة لها تقلبات جوية صاحبها عاصفة ترابية كان ذروتها ساعات الفجر الأولى ساهمت بتدنى مدى الرؤية الأفقية لأقل من كيلو مترواح. في حين شهد مساء أمس هطول أمطار خفيفة على أجزاء من المحافظة وبعض المراكز. وفي محافظة حفر الباطن وجهت إدارة التربية والتعليم رسالة لمدراء ومديرات المدارس للتأكيد عليهم بممارسة صلاحياتهم في مثل هذه الأجواء، وأشار رئيس قسم الإعلام التربوي بتعليم المحافظة زبن الشمري إلى إرسال رسالة تذكيرية لمديري ومديرات المدارس بممارسة صلاحياتهم نظرًا لظروف الجو، بما يحقق المصلحة وبما لا يؤثر على صحة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، مع عمل اللازم إذا تطلب الأمر خروج الطلاب أو الطالبات بالتواصل مع أولياء أمورهم وتنسيق وسائل النقل وأخذ احتياطات السلامة وتهيئة المكان المناسب عند بقائهم في المدرسة. في حين بين المتحدث الإعلامي لصحة المحافظة عبدالعزيز العنزي أن عدد المراجعين لمستشفيات والمراكز الصحية بالمحافظه بلغ ما يقارب 480 مراجعًا نتيجة موجة الغبار التي شهدتها المحافظة أمس الخميس ما بين إسعاف مستشفيات المحافظة والمراكز الصحية وغالبيتهم من مرضى الربو الشعبي والأمراض التنفسية الأخرى. ونصحت مديرية الشؤون الصحية المواطنين والمقيمين وخاصة مرضى الربو والمصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة والبقاء بالمنازل وعدم مغادرتها إلا بالضرورة ولبس الكمامات الواقيه أثناء الخروج، منوهة إلى أنها اتخذت جميع الاحتياطات لمواجهة موجة الغبار وتجهيز أقسام الطوارئ بالمستشفيات والمراكز الصحية التابعة لاستقبال الحالات. يشار إلى أن عددًا من مدارس المحافظة قامت بإخراج الطلاب مبكرًا بعد تنسيقها مع أولياء الأمور وحافلات النقل المدرسي. ورصدت الأقمار الاصطناعية صورًا توضح كثافة السحب في سماء المنطقة الشرقية، وأجزاء من الخليج العربي، ومن المحتمل أن تكون ممطرة غد السبت -بمشيئة الله- حيث تتهيأ الظروف المساعدة مع ارتفاع نسبة الرطوبة إلى أعلى مستوًى في هذا الموسم، ويتسبب ذلك في الإحساس بمعاودة الارتفاع في درجات الحرارة على رغم استمرارها بقيم منخفضة وحول المعدل السنوي في هذه الفترة، ومن المتوقع أن يكون الطقس مطلع الأسبوع معتدلًا بشكل عام. وبحسب خبراء طقس تتطور حالة من عدم الاستقرار الجوي في شمال شرق المملكة اليوم، وتعمل على تكاثر السحب على ارتفاعات مختلفة وتساقط زخات من الأمطار الرعدية نهارًا، وتغطي بعض أجزاء المنطقة، وتكون الرياح في معظم مناطق المملكة خفيفة السرعة إلى متقلبة الاتجاهات، وجنوبية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة بشكل عام، فيما تعاود الأجواء الدافئة نسبيًا سيطرتها مجددًا مع إمكانية استمرار هبوب العواصف الترابية بشكل متفاوت بين المناطق، الذي يُعد مرحلة النقلة إلى الطقس المعتاد بفصل الربيع، ويتزامن ذلك مع بداية الاضطرابات الجوية في منتصف فبراير الجاري، فيما كان لعاصفة الغبار أسبابها نتيجة المنخفض الجوي الذي يتمركز شرق جزيرة «كريت» اليونانية، ويرافقه نشاط كبير بالرياح، والتي امتدت إلى مناطق المملكة مؤخرًا في اتجاهات شمالية غربية نشطة السرعة مثيرة للأتربة والغبار ومؤدية لانخفاض مدى الرؤية الأفقية، كما يستمر انخفاض درجات الحرارة بشكل ملموس. وفي سياق متصل أشار الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق إلى أن هذه الأيام تمثل انتهاء البرد، حيث يسود الاعتدال في الأجواء، وقال: «إن برد بياع الخبل عباته» أو «برد العجوز» يطلق على طقس نهاية الشتاء أي خلال فصل الربيع، ويوافق ذلك آخر موسم العقارب وموسم الحميمين، وعادة ما يسبق هذه الفترة الارتفاع في درجة الحرارة، فيظن البعض أن البرد قد انصرف إلا أنه يعاود هجمته مجددًا مصحوبًا برياح شمالية أو شمالية شرقية، وهو برد مباغت، وتنشط خلال هذا الموسم الرياح المحملة بالغبار والأتربة، وفي نهايته تسود الرياح الجنوبية أو الجنوبية الشرقية الدافئة -بإذن الله-، ثم تعقبها آخر نسمات الربيع فتتهيج الحشرات، وتكثر أمراض الحساسية بأنواعها. وأكد الباحث الفلكي سلمان الرمضان أننا ولجنا طالع سعد الذابح الذي تهب فيه رياح شمالية وشمالية شرقية نسرية باردة إلا أن الرياح السائدة هي الجنوبية أو الجنوبية الشرقية وهو آخر شهور البرد؛ لذا يكون الطقس فيه متقلب الأطوار حيث يتكدر فيه الجو وتكون أشعة الشمس حارة. وقال: إن المؤشرات تشير لارتفاع درجات الحرارة، مع استمرار حالات تطاير الغبار مشيرًا إلى أن طالع سعد الذابح هو سادس منزلة من منازل الشتاء ويسمى العقرب الأولى عقرب السم وسمي ذابح لأن برده قوي ويقتل كما يقتل السم، ودخول العقارب إشارة إلى قرب انتهاء فصل الشتاء، ويتصف موسم العقارب بهجمات البرد المباغتة على فترات متباعدة. الغبار تسبب بإرباكات مرورية الغبار يغطي سماء حفر الباطن حافلات نقل الطلبة قامت بنقلهم إلى منازلهم مبكرًا الطريق العام بالنعيرية كما بدا أمس صور الأقمار الصناعية تشير لاحتمالية هطول المطر بالشرقية