قبل فترة قصيرة نشرت جوجل أرباح الربع الرابع، وتلك النتائج كانت باهتة جدا. قدمت الشركة نموا لائقا، وإن كان مخيبا للآمال. ارتفعت عوائد مبادئ المحاسبة المتوقعة الإجمالية لكل سهم إلى 6.91 دولار في الربع الرابع من 4.95 دولار قبل عام، لكن وول ستريت يتوقع وصول العوائد إلى 7.11 دولار للسهم. ارتفعت الإيرادات بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضي إلى 18.1 مليار دولار. لا تزال الشركة تجني معظم أموالها عن طريق بيع الإعلانات الرخيصة عبر الإنترنت، وقد ازداد مجموع النقرات المدفوعة بحوالي 14% خلال العام الماضي. لكن متوسط التكلفة لكل نقرة - السعر الذي يبدي المعلنون استعدادهم لتقديمه لجوجل لاستضافة إعلان ما - انخفض بنسبة 3%، وهذا التباطؤ في النمو وفي التسعير ينسجم مع الأرباع القليلة الماضية للشركة. في نهاية المطاف، لم تكترث سوق الأوراق المالية بذلك. إذا كنت مستثمرا يريد وضع ماله لدى شركة تكنولوجيا، من المحتمل أن تكون متقلبة، ولكن سريعة النمو، فإن جوجل ليست مناسبة لك. اذهب لشراء أسهمك لدى (جو برو) أو لدى نادي الإقراض. إذا كنت تريد شركة رزينة تكون رائدة في سوق مربحة - لنقل إنها مثلا تبيع إعلانات رخيصة ضمن نتائج البحث وفيديوهات الإنترنت - قد تجد شركة جوجل جذابة جدا. إذ أنه يمكنها تقديم أرقام غير فظيعة ولكن غير مذهلة لأرباع عديدة قادمة. قد لا ينتهي الحال بجوجل بالسيطرة على عمليات البحث على الجوال، وسوف تتخلى عن بعض حصص السوق في البحث الإلكتروني لأمثال شركة ياهو. لكن تلك الاتجاهات لن تكون كافية للقضاء عليها لسنوات عديدة. سوف تكون الأرقام جيدة تماما مثلما يكون ساندويتش الهامبرجر في خدمة الغرف في الفندق جيدا أيضا: سوف يتم إنجاز المهمة أو العمل، لكنه لن يكون عملا منتظما. كما هي الحال مع أية شركة أخرى كبيرة العمر لديها الكثير من النقدية والأعمال المطردة والنمو المتباطئ، حان الوقت لجوجل لكي تقوم بإصدار أرباح على الأسهم. عندما رد محلل عن سؤال حول إمكانية دفع مكافأة لحملة الأسهم، قال رئيس الشؤون المالية للشركة، باتريك بيتشيت: إنه ليس لديه أي شيء لإعلانه حول هذا الموضوع. لقد قام بالفعل بتقديم تطمينات بأن الشركة تهتم بسعر السهم وأنها تقوم بمراجعة الموضوع واستعراضه على أساس منتظم. كانت تطمينات بيتشيت لطيفة، لكن دعونا نواجه الأمر، كونها لطيفة لا يعني كثيرا جدا. علينا ألا ننسى أن شركته أنفقت مئات الملايين من الدولارات التي لا حصر لها في مشروع بارجة غامضة ولكن في النهاية ملغاة وفي مشروع جوجل جلاس الرهيب الذي كان مصيره الفشل في النهاية. تمتلك جوجل مبلغ 64.4 مليار دولار من النقدية تحت تصرفها، وأنتجت 2.81 مليار دولار من التدفق النقدي الحر خلال الربع الرابع، ويعتبر هذا الكثير من المال للأشياء التافهة التي تدَّعي جوجل أنها تحتفظ بروح الابتكار على قيد الحياة في الشركة. يعتبر هذا أيضا الكثير من المال لخطوط الأعمال التجارية الجديدة التي يمكن أن تقدم الدعم، مثل جوجل فايبر، التي هي خطط الشركة في أن تصبح ناقلا لاسلكيا، أو للاستثمارات في شركات تقوم بربط العالم بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية. وكذلك مبالغ النقدية التي يمكنها تغطية نفقات رأسمالية ضخمة في العقارات ومراكز البيانات التي تحتاجها للتنافس في المجال. لكن ذلك النوع من النقدية ينبغي أن يكون أيضا كافيا؛ لتغطية عائد متواضع من أجل مكافأة المساهمين، الذين لا يمانعون في النمو البطيء، أو الذين ينتظرون بصبر مشروع بالون أو استثمار أقمار صناعية أو خطة ناقل لاسلكي للحصول على عوائد مجزية. لم تكن نتائج جوجل في ذلك المستوى من الإثارة، لكن هنالك الكثير من الأسباب وراء انجذاب المساهمين نحو الشركات غير المثيرة، وواحد منها هو الموثوقية، والأرباح هي السبب الآخر، وسيكون من الرائع إذا كان بإمكان جوجل تقديم الاثنين معا.