قد لا يمر يوم على الإنسان دون أن يستخدم شبكة الانترنت، فقد أصبح الإنترنت شيئا أساسيا في حياتنا العلمية والاجتماعية. فمن الناحية العلمية أصبح تناقل الأفكار والتجارب والأبحاث والمعلومات بسرعة فائقة من وإلى أي مكان أمرا سهلا جدا؛ مما خلق مجالا واسعا للاستفادة بين الباحثين والمراكز العلمية في الجامعات ومعاهد الابحاث. وكان هذا الهدف في بداية ثورة الانترنت الا انه مع اتساع البنية الاساسية للشبكة العنكبوتية توسع استخدام الانترنت الى مجالات اخرى من جوانب الحياة وبدأ الانترنت يصبح شيئا أساسيا في حياتنا الاجتماعية، وأصبح شيئا مهما لجميع شرائح المجتمع من الجنسين الذكور والاناث وجميع الفئات العمرية سواء الاطفال او حتى كبار السن. فأصبح الانترنت وسيلة اتصال وتواصل اجتماعي بعد ان كان وسيلة لتناقل المعلومات الامنية والعلمية ومقتصرا على العسكريين والباحثين، ولهذا فقد أصبح عدد المستخدمين يتضاعف بأعداد مهولة. وتأسس نشاط اقتصادي جديد يعتمد على الانترنت وتزويد المستخدمين به، ومن هنا بدأت كبرى شركات الاتصالات بجني أرباح خيالية من توفير هذه الخدمة، وأصبحت شركات الاتصال تتنافس في جودة تقديم الانترنت وصاحب ذلك تنافسية بالأسعار، ومن المعروف أن تكلفة الاتصالات والانترنت تعتبر تكاليف ثابتة، حيث لا ترتفع كثيرا مع ازدياد المشتركين، بل على العكس، فإن زيادة المشتركين تقلل التكلفة الفردية. ولذلك، فإن زيادة الجودة لا يصاحبها زيادة التكلفة وينطبق هذا على زيادة السرعات، وإذا قارنا جودة وسرعة الانترنت في السعودية مقارنة مع دول العالم نجد اننا وبحسب المعايير الدولية اقل من المتوسط، حيث تعتبر متوسط سرعة التحميل العالمية 20 ميجابت في الثانية، أما في ما يخص خدمة الانترنت عبر الهاتف الجوال فيبلغ متوسط سرعة التحميل العالمية 8،7 ميجابت في الثانية، وإذا قارنا هذه الارقام بالسرعة المقدمة لدينا من الشركات المزودة نجد ان سرعة التحميل هي 10،1 ميجابت في الثانية للانترنت الثابت وبالنسبة للهاتف الجوال 7،4 ميجابت في الثانية. وللوصول إلى المعدلات الدولية أو حتى الدخول مع كبار الدول المتقدمة في سرعة الانترنت كان لا بد على هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية الضغط على الشركات المزودة لخدمة الانترنت داخل المملكة لزيادة الاستثمار في البنية التحتية، حيث إن الاتصال عبر الاسلاك النحاسية اصبح من الماضي وبدأ العالم باستخدام الألياف البصرية التي تتوافق تقنيا مع زيادة السرعات، حتى إن كوريا الجنوبية تعتزم قريبا استخدام تقنية جديدة تمكنها من الوصول إلى سرعة 10 جيجابت في الثانية والدخول في جيل جديد من السرعات يصعب علينا كثيرا مجاراته، هذا من ناحية السرعة والجودة. أما ما يخص الاسعار، فبحسب التقرير الذي اصدره الاتحاد الدولي للاتصالات لقياس مجتمع المعلومات الذي صدر بتاريخ 24 نوفمبر 2014م والذي يقيس اسعار خدمات الاتصالات بكل دول العالم، فإن متوسط اسعار الانترنت الثابت في المملكة العربية السعودية عن طريق تكنولوجيا النطاق العريض (DSL) باقة 1 جيجابت هي حوالي 39 دولارا، أما ما يتعلق بخدمات الانترنت على الهاتف الجوال فإن باقة 1جيجابت هي حوالي 26 دولارا، وهذا يوضح ان السعر في المملكة العربية السعودية يعتبر الأغلى في منطقة الشرق الأوسط. أما ما يتعلق بالانتشار فبحسب التقارير فإن نسبة الانتشار في المملكة إلى نهاية 2014م هي 48،4% على مستوى السكان ويعتبر من الاعلى في منطقة الشرق الأوسط، لكنه متدن بالنسبة للدول المتقدمة والآسيوية. وتجدر الإشارة إلى أن ارتباط المملكة العربية السعودية بشبكات الانترنت أتى متأخرا، حيث لم ترتبط المملكة بالشبكة الدولية الا عام 1999م وكانت تونس أول دولة عربية ارتباطا بالشبكة العالمية وكان ذلك في عام 1991م.