تسجل البحرين أكثر من 500 إصابة جديدة بالسرطان سنوياً، ليفوق عدد مصابي السرطان في هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة إلى 20 ألف مريض، أما عالميا، فالأرقام تتضاعف حتى تبدو وكأنها لا تعرف حداً للتوقف. الأرقام المرعبة ذاتها تقول إن السرطان هو أكبر مسبب للوفاة في أرجاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة (نحو 13 بالمائة من مجموع الوفيات)، وتقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام. وأوضح الدكتور زياد النائب رئيس قسم الجراحة بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي أن السرطان يحتل المرتبة الأعلى من ضمن أربعة أسباب رئيسية للوفاة في إقليم شرق المتوسط، "ومن المتوقع أن يتضاعف معدل الوقوع خلال العقدين القادمين، حيث يرتفع العدد التقديري للحالات الجديدة المصابة بالسرطان من 456 ألف في العام 2010 إلى ما يقرب من 861 ألف في العام 2030، وهي أعلى زيادة نسبية بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية، على مستوى العالم". ورداً على سؤال قال النائب: "التطورات التي طالت علاجات السرطانات بأنواعها المتشعبة، وارتقاء تقنيات العلاج والأدوية في السنوات القليلة الماضية ربما لا تقدم ضمانات كافية تحد من نسبة الإصابة بالسرطان، لكنها تطرح تقنيات حديثة يمكنها محاصرة المرض في بدايته واكتشافه باكرا، مما يعني ارتفاع احتمالية الشفاء، وبالمقابل تقليل عدد الوفيات". مشيراً إلى أن سرطان الثدي يعد السرطان الأكثر تسيّدا في الشرق الأوسط، ويليه سرطان المثانة، ثم سرطان الرئة، فالفم، فالقولون، ويقول: "الحقيقة المؤسفة هي أن الغالبية الكبرى من مرضى السرطان في منطقة الشرق الأوسط لا تراجع طبيبا إلا بعد فوات الأوان، أي عندما يصبح العلاج الجراحي غير ذي جدوى، لذا نؤكد أهمية الفحص الدوري واكتشاف المرض بشكل باكر حتى يسهل علاجه". لافتاً إلى أن المرضى في دول الخليج لديهم فرص جيدة للحصول على الرعاية الصحية وإجراء الفحوصات المبكرة وتشخيص طبيعة الورم في الوقت المناسب، قياسا بدول كثيرة لا يجد فيها المرضى الرعاية الصحية بالجودة ذاتها المتوفرة في بلدان دول مجلس التعاون الخليجي. في ظل ذلك، تُحيي منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان اليوم العالمي للسرطان هذا العام تحت شعار (ليس خارج نطاق قدراتنا)، لتحذر من أن عدد ضحايا مرض السرطان سيصل إلى نحو 84 مليون شخص بحلول عام 2015 إذا لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات للحيلولة دون ذلك. وتشير التنبؤات العلمية إلى أن عدد الوفيات من جراء السرطان سيرتفع من حوالى 8,2 مليون حالة وفاة سنوياً إلى 13 مليون حالة سنوياً، ويتصدر التحول السريع في أنماط المعيشة في العالم النامي لائحة الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة، وينعكس ذلك أيضا بصورة أكبر على البلدان الصناعية، بالإضافة إلى زيادة معدلات التدخين والسمنة وارتفاع معدلات التقدم في العمر.