أعلن الأردن أن "قتلة الطيار معاذ الكساسبة سيواجهون الانتقام" بعد إعلان تنظيم داعش الإرهابي - في شريط فيديو بثه مساء أمس على الإنترنت - أنه أحرقه حيا. وتعهد بيان عسكري بأن "دمه لن يذهب هدرا وإن والقصاص سيكون بحجم الجريمة"، وأعلنت عمان أن داعش أعدمت طيارها في الثالث من يناير الماضي وليس أمس، وفيما أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما فريقه بتوفير كل الموارد لتحديد مواقع الرهائن لدى داعش، قطع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين زيارته لواشنطن وقفل عائدا الى بلاده التي وجدت صدى عالميا واسعا من التأييد والوقوف بجانبها، وفيما بدا مساء أمس أنه بداية الانتقام، أعلن مصدر أمني أن حكم الإعدام سينفذ فجر اليوم الأربعاء في الإرهابية العراقية ساجدة الريشاوي. وقال وزير الإعلام محمد المومني : "إن من كان يشكك في أن رد الأردن سيكون حازما ومزلزلا وقويا، فلسوف يأتيهم البرهان وسيعلمون ان غضب الاردنيين سيزلزل صفوفهم"، وأضاف ان "من كان يشكك في وحشية تنظيم داعش الإرهابي فهذا هو البرهان ومن كان يعتقد انهم يمثلون". وكان مقاتلو داعش قد أسروا الطيار الكساسبة في نهر الفرات بسوريا في 24 ديسمبر ، عقب سقوط طائرته الحربية إف 16، وأحرقه في الثالث من يناير وحاول خداع عمان بالتفاوض عليه بمحاولة إيهامها بأنه حي. وقال وزير الإعلام الأردني محمد المومني: إن "داعش كان يتلاعب في المفاوضات معنا"، وأكدت السلطات الأردنية أن التنظيم الإجرامي أعدمت الطيار معاذ الكساسبه في الثالث من يناير الماضي. وبعد نحو ساعة من نشر شريط جريمة الحرق، بث التلفزيون الأردني خبرا عاجلا أعلن فيه "استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة منذ الثالث من الشهر الماضي، "إنا لله وإنا إليه راجعون" ووضع التلفزيون شريطا أسود في زاوية الشاشة مع صورة للطيار القتيل، فيما يبث اغاني وطنية وبرامج تتعلق بالجيش وتضحياته. وأعلن مصدر عسكري أن الجيش أبلغ "عائلة الطيار الشهيد معاذ باستشهاده"، وسادت أجواء الصدمة والحزن الشديد والغضب بين الأردنيين، وتوعد العديد من المسؤولين في الحكومة ب "رد مزلزل". كما قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية العقيد ممدوح العامري في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي: إن "القوات المسلحة تؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا وأن قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة ومن يشد على أياديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الاردنيين جميعا". وفيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما أمر فريقه بتوفير كل الموارد لتحديد مواقع الرهائن لدى داعش، قال أوباما : اذا ثبتت صحة الشريط المسجل الذي يظهر قيام تنظيم الدولة الاسلامية بحرق الطيار الاردني حيا، فان هذا "مؤشر آخر الى شراسة ووحشية هذا التنظيم"، مضيفا انه "سيضاعف يقظة وتصميم التحالف الدولي لضمان (...) الهزيمة الكاملة" لتنظيم داعش. وفي ديوان عشيرة الكساسبة غرب عمان، ساد الحزن والبكاء في المكان قبل ان يهم والد الطيار، الذي رفض التصريح للصحفيين، وعائلته بمغادرة المكان بحسب مراسلين. وكان جواد، شقيق الطيار الشهيد، أعلن في وقت سابق أمس أن عائلته لم تتلق (حتى عصر أمس) أي معلومات عن الأسير أو ما يثبت أنه على قيد الحياة. وأضاف "حقيقة لا يوجد أي معلومات لدى عائلة الطيار معاذ الكساسبة، ولا يوجد أي معلومات حقيقة عما إذا كان معاذ على قيد الحياة أم أنه فارق الحياة". وشارك العشرات من الأردنيين أمس في تظاهرة صامتة، بحضور زوجة الطيار الأسير، ورفعت شعار "أنا معاذ" و"كل الأردن" و"إن كان معاذ قد قُتل فشهيد إن شاء الله". وفي أول ردود الفعل الدولية، دان البيت الأبيض العمل "البشع والوحشي" الذي نفذ بحق الطيار الأردني الأسير، كما دانه الجنرال لويد اوستن قائد القيادة الاميركية الوسطى الذي يقود الحرب على تنظيم داعش. وقال الجنرال اوستن : إن "القيادة الامريكية الوسطى تدين بشدة جريمة القتل الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش "بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مضيفا "سنقاتل هذا العدو الهمجي حتى هزيمته". وفي القاهرة، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عن إدانة مصر البالغة و"بأشد وأقسى العبارات جريمة قتل الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم" داعش. ووصف المتحدث "تلك الجريمة النكراء بالعمل البربري الجبان والهمجي البشع، و الذي يتناقض تماماً مع قيم الدين الإسلامي الحنيف ويخالف كافة الشرائع السماوية التي تحض على الرحمة وتصون القيم السامية وتعلي حرمة النفس البشرية". وأكد المتحدث تضامن مصر الكامل حكومة وشعبا مع حكومة وشعب المملكة الأردنية الهاشمية في مواجهة الإرهاب الآثم الذي يستهدف الأمن والاستقرار في كافة دول العالم، مشددا علي وحدة المصير والهدف بين البلدين وإصرارهما علي القضاء علي التنظيمات الارهابية الظلامية التي الإسلام منها براء، بتضافر جهودهما وجهود المجتمع الدولي. كما نقل المتحدث "خالص تعازي مصر لأسرة الطيار الشهيد ولشعب الأردن الشقيق سائلا المولى - عز وجل - ان يلهمهم الصبر والسلوان والقصاص من القتلة المجرمين".