بعد جملة توقفات متكررة، تعود عجلة دورينا للدوران مرة أخرى، ولتعود الحياة للمعشب السعودي، ول«دوري» مشهود له بالتوقف كأكثر دوري بالعالم يشهد توقفات، وهذه التوقفات تشهد اختلافات في الآراء، فهناك من يرى أن هذا التوقف يفيد ناديه، وآخر يرى أنه يضر نادياً آخر، فالكل يغني على ليلاه، ولكن المتعارف عليه أن الوقفات ليست في صالح معظم الأندية، وليست في صالح التنافس والمنافسة. بعد العودة، استهل الهلال (المهلهل) مباراته المؤجلة أمام الفيصلي بمستوى هزيل، مما يعطي مؤشرا أن هذا النادي -الذي قلنا عنه إنه يمرض ولا يموت- في أول مراحل (المرض)، ويبدو أن حالة شفائه هذه المرة استعصت على جراحي الهلال، بعد أن أصبح من المؤكد وبنسبة كبيرة ابتعاده عن بطولته المحببة الدوري للعام الخامس على التوالي، وانحصرت المنافسة تقريباً بين النصر والأهلي واحتمال قليل جداً الشباب، الذي ما زالت حظوظه قائمة، وإن كنت أرى أن النصر وبنسبة كبيرة حسم الدوري، على الرغم من أن المتبقي 33 نقطة؛ لأنه وبكل أمانة تجد لاعبيه على أرض الملعب (خيولا) لا تكل ولا تمل، روح وحماس منقطع النظير، أجانبه كمواطنيه لا تفرق بينهم، وهذا قل ما تجده في الأندية التي تنافسه على المقدمة، فالنصراويون يلعبون وكأنهم مهددون بالهبوط، وكل مباراة لها تكتيك وتكنيك مختلف، بينما المنافسون يلعبون وكأن همهم ضمان البقاء بدوري (جميل). ولا شك أن فكر إدارة النصر بقيادة صاحب السمو الأمير فيصل بن تركي تغير مهما اختلفنا مع هذا الرجل، وأصبح المقعد الآسيوي لا يشغلهم لأنهم ضمنوه، وارتقى طموحهم من مجرد صعود المنصات للسلام على راعي المباراة!! إلى نادٍ يسعى لالتهام الكؤوس والمنافسة على جميع البطولات، وأصبح سموه يعمل ليل نهار؛ من أجل تثبيت النصر في المركز الأول والمنافسة في جميع البطولات التي نفسها طويل وقصير، خاصة بعد التعاقدات الجديدة التي سوف تضخ الدماء في روح نصر جديد. ما يحدث في النصر الحالي كان يحدث سابقاً في الهلال والاتحاد والشباب، هي مرحلة انتقالية وصلت للنصر، وهي حقيقة، وليستمر نسج الخيال يجب أن نعترف بها لأننا في الموسم الماضي قلنا إن النصر لم يقابل أحداً حتى كسب نقاط الأندية الكبيرة واحداً بعد الآخر، ولم يصدقوا أن النصر (عاد) للبطولات إلا بعد أن نقل النصر مباراته مع التعاون من القصيم للرياض؛ ليحتفل مع جماهيره، وسوف يتكرر هذا السيناريو هذا العام، ولكن مباراته الأخيرة لن تشهد ضجيجاً كبيراً هذه المرة؛ لأن احتفاليته ستكون أمام الشباب بالرياض، وحتى يكسروا الشك، جُعلت جميع مباريات الأندية المرشحة للظفر باللقب على أرضها؛ حتى لا يقال إن الاتحاد السعودي يجامل نادياً على آخر. سوف يكون دورينا في دوره الثاني جميل جداً والمنافسة قوية؛ لأنه لا توقفات كثيرة، أي لا تزيد على أسبوعين؛ لأنه لا توجد استحقاقات لمنتخبنا السعودي تستحق التوقف وكذلك أنديتنا.