عدد لا يُستهان به من موظفات الدولة يشتكين من طول ساعات الدوام، الذي يجعلهن يصلن بيوتهن بعد صلاة العصر على أقل تقدير! وبعضهن يتجاوزن ذلك كما هو الحال بالنسبة للعاملات في القطاعين الصحي والمصرفي والشركات الخاصة ليصلن إلى بيوتهن مع آذان المغرب! وعندما يشتكين من هذا الوضع يُرد عليهن بأن هذا هو النظام، وهي موظفة لها حقوق وعليها واجبات! وهذا الرد صحيح، إذا نُظر للموظفة على أنها مجرد رقم وظيفي! ولكنه مبني على خطأ فادح، إذا نُظر إليها كامرأة لها حقوق أكثر، لأن عليها واجبات تجاه المجتمع أكبر! فالموظفة ليست مرتبطة فقط بهذه الوظيفة التي تطالب أن تجلس فيها حتى الثانية والنصف ظهراً على أقل تقدير، بل لديها وظيفة أخرى تحتاج التزاماً أكبر لا يستطيعه غيرها، وتقصيرها في وظيفة الأمومة خطره كبير ليس عليها فقط، بل عليها وعلى بيتها ومجتمعها، وكم خسر المجتمع بالمصائب الناتجة عن ترك الموظفات أولادهن للثالوث الخطير: الفراغ والتقنية والشغالات! كما أن الموظفة ملتزمة بكل ثانية من ثواني ساعات الدوام، فهي لا يمكن أن تستأذن وتخرج من مقر عملها متى أرادت كحال الموظفين، ولذلك فخمس ساعات من الموظفة تساوي في الالتزام سبع ساعات من زميلها الموظف! قد يعتقد البعض أن في هذا قسوة على الرجل وقد يلقى معارضة منه، ولكني أعتقد أن الرجل هو أول من يؤيد عدم مساواة المرأة الموظفة به، فكل موظف لديه أم أو زوجة أو أخت موظفة يعاني هو وأولاده الأمرّين بسبب ساعات دوامها الطويلة، ولذلك فكلما قلت ساعات عملها كان ذلك في صالحه وصالح بيته! لماذا- ونحن نرى مع حقبة الملك سلمان بن عبد العزيز وفقه الله تغييرات كبيرة- لا تبادر وزارة الخدمة المدينة بإصدار قرار يجعل عمل المرأة حتى الواحدة ظهراً والباقي لوظيفتها المجتمعية الكبيرة؟! وحتى يصدر ذلك القرار نتمنى من باقي الإدارات الحكومية أن تغلّب المصلحة العامة وتهتم بالإنجاز ولا تتشدد مع مربية الأجيال وصانعة الرجال، فالموظفة لا يمكن أن تكون كالموظف! متخصص بالشأن الاجتماعي