وضع المنتخب السعودي الأولمبي حدا للانكسارات المتوالية على صعيد كرة القدم بصفة عامة وعلى مستوى المنتخبات بصفة خاصة وتوج مساء أمس بلقب بطولة "هواوي" السادسة للمنتخبات الأولمبية التي استضافتها مملكة البحرين عقب فوزه في المباراة النهائية على نظيره الكويتي بخمسة أهداف مقابل هدفين . ويعتبر هذا التتويج الثالث من نوعه في تاريخ البطولة الأولمبية التي سبق أن توج بنسختها الأولى عام 2008 و النسخة الرابعة عام 2012 . ولم يكتف منتخب "الأمل" السعودي بكأس البطولة والميداليات الذهبية بل كان له نصيب الأسد من الجوائز الأخرى، حيث نال كأس اللعب النظيف، كما توج لاعبه عبدالمجيد الصليهم بجائزة أفضل لاعب في البطولة نظير المستوى المميز الذي قدمه في جميع المباريات وكان عنصرا مؤثرا في قائمة الأخضر . وما يميز هذا الانجاز - الذي يعد الأول للكرة السعودية في عام 2015 - أنه تحقق بقيادة وطنية، حيث أشرف على المنتخب المدرب الوطني بندر الجعيثن الذي تسلم الدفة الفنية في وقت حرج بعد استقالة المدرب البرازيلي نيزو الذي اعتذر عن اتمام المهمة بسبب ظروفه الصحية ونجح في إكمال المهمة بكل جدارة . حيث استطاع خلال 10 أيام ترتيب أوراق المنتخب الذي أقام معسكرا في المنطقة الشرقية وخاض خلاله بعض المباريات الودية قبل التوجه لمملكة البحرين . وكان الأخضر الأولمبي قد استهل مشواره في البطولة بالفوز على مستضيف البطولة وحامل اللقب المنتخب البحريني 3/2 سجلها عبدالمجيد الصليهم واحمد الناظري ومحمد الصيعري، وفي المباراة الثانية خسر بذات النتيجة أمام المنتخب العُماني وسجل هدفي الأخضر عبدالعزيز البيشي وأحمد الناظري ، ورغم تلك الخسارة إلا أنه تأهل لنصف النهائي كثاني المجموعة الثانية مستقيدا من تعادل البحرين أمام عمان . وفي نصف النهائي واجه المنتخب الإماراتي الذي سبق له الفوز باللقب عام 2010 وتفوق عليه بركلات الترجيح بنتيجة 5/3 بعد أن انتهت المباراة المثيرة بالتعادل 1/1 وسجل هدف المنتخب فيصل الخراع ليواجه الكويت في النهائي ويدك مرماه بخماسية تعاقب على تسجيلها عبدالعزيز البيشي ومحمد الصيعري واحمد الناظري وعبدالمجيد الصليهم من ركلة جزاء ومازن عثمان . وقد أفرزت البطولة الخليجية سطوع أكثر من نجم في منتخبنا الأولمبي أمثال قائد المنتخب عبدالله مادو واحمد الناظري الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية وفيصل الخراع وعبدالعزيز البيشي وعبدالمجيد الصليهم ومحمد الصيعري . وهؤلاء النجوم الواعدون أثبتوا أن كرتنا السعودية غنية بالمواهب القادرة على إكمال مسيرة الأجيال السابقة وإعادة الكرة السعودية لوضعها الطبيعي ولكنها بحاجة إلى الفرصة الكافية لتمثيل الفريق الأول مع أنديتها كي تكتسب الخبرة اللازمة وتبرز إمكاناتها لا سيما أن المنتخب الأولمبي تنتظره بطولة مهمة وهي بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل عام 2016 .