تبلغ المنافسة ذروتها اليوم الأربعاء في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن النسخة الثلاثين لنهائيات كأس الأمم الافريقية لكرة القدم المقامة حاليا في غينيا الاستوائية حتى 8 فبراير المقبل. وتلعب الكاميرون مع ساحل العاج في مالابو، وغينيا مع مالي في مونغومو. وتتساوى المنتخبات الأربعة نقاطا وأهدافا برصيد اثنين لكل منها بعد 4 تعادلات في الجولتين الأولى والثانية، وبالتالي فإن التعادل بالنتيجة ذاتها في المباراتين اليوم قد لا يحسم التأهل على أرضية الملعب وسيتم اللجوء الى القرعة لتحديد آخر المتأهلين الى الدور ربع النهائي. وفي حال كان الأمر كذلك سيتم اللجوء للقرعة للمرة الاولى منذ نسخة عام 1988 في المغرب عندما ابتسمت القرعة للجزائر وتأهلت الى الدور ربع النهائي على حساب ساحل العاج لتساويهما نقاطا وأهدافا في المجموعة الثانية (3 نقاط وهدفان). وقد يجد المنتخب العاجي نفسه امام المصير ذاته وبالتالي فهو لن يذخر جهدا لحجز بطاقته من أرضية الملعب من خلال تحقيق الفوز ولو أن المهمة لن تكون سهلة أمام الكاميرون التي تطمح للحسم أيضا على أرضية الملعب. وسيفتقد المنتخب العاجي جهود جرفينيو للمرة الثانية على التوالي بسبب طرده في المباراة الأولى امام غينيا، بالإضافة الى ان مدربه الفرنسي هيرفيه رينار سيحرم من خدمات لاعب الوسط شيخ تيوتيه لتلقيه انذارين. وكان من المتوقع ان تبدأ ساحل العاج البطولة بقوة بوجود لاعبين من طراز رفيع أمثال المهاجم ويلفريد بوني المنتقل قبل ايام من سوانسي سيتي الانجليزي الى مواطنه مانشستر سيتي، وجرفينيو (روما الإيطالي)، ويايا توريه نجم مانشستر سيتي وصاحب الكرة الذهبية الأفريقية في الأعوام الأربعة الأخيرة، بيد انها خيبت الآمال بتعادلين صعبا مهمتها وهي التي تسعى الى اللقب القاري الثاني في تاريخها والأول منذ عام 1992 عندما ظفرت بالكأس بتغلبها على غانا في المباراة النهائية بعد ركلات ترجيح ماراثونية. وستكون المباراة ثأرية بالنسبة للفيلة الذين تعرضوا لخسارة مذلة امام الكاميرون في ذهاب التصفيات 1-4 في ياوندي، وما يزيد صعوبة المهمة ان الكاميرون ستلعب وكأنها على أرضها وستكون مؤازرة بجماهير غفيرة لقربها من الجارة غينيا الاستوائية. ويخوض المنتخبان المالي والغيني المباراة الثانية بهدف كسب النقاط الثلاث وبلوغ ربع النهائي خاصة مالي بقيادة لاعب وسط روما الإيطالي سيدو كيتا عطفا على ما حققه في الجولتين السابقتين وعلى نتائجه الجيدة في التصفيات والنسختين الأخيرتين عندما حل ثالثا. ولم تذق مالي حلاوة الفوز باللقب قط لكنها تلعب دائما دورا هاما في النهائيات وتبلغ أدوارا متقدمة ثم تمنى بهزائم قاسية في دور الأربعة. ولا تختلف الأمور لدى الغينيين الذين غيروا جلد منتخبهم بنسبة كبيرة حيث لجأت الإدارة الفنية الى اللاعبين الشباب الموهوبين ونجح هؤلاء في العودة عن جدارة الى النهائيات بعدما غابوا عن النسخة الأخيرة.