كل العالم يتوجس خوفاً على أمن هذه البلاد واستقرارها ومستقبلها باعتبارها محور التوازن الدولي في العصر الحاضر وتشكل سلامتها سلامة للعالمين الإسلامي والعربي صيانة لفكر الدين وقومية العرب؛ إضافة إلى حضورها الاقتصادي الكبير كأكبر منتج ومصدر للنفط في العالم؛ لا نقول هذا الكلام مجاملة في أو اعتدادا بالنفس بل هي الحقيقة التي تتناقلها الأوساط البحثية المعتبرة ويصرح بذلك المعنيون من أصحاب القرار في العالم بل لعل في مشهد وفود التعازي العالمية التي استقبلتها المملكة في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله- دلالة على هذه المكانة الكبرى؛ لذا فالخوف على مستقبل المملكة مشروع ومبرر لذلك كانت باكورة قرارات القيادة المباركة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تسترعي هذا الجانب وتضع جل الاعتبار لصناعة الخلف الصالح والمتين للدولة بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد وهو الرجل القوي بتاريخه وحرصه على سلامة الوطن طوال مسيرته العملية مابين مساعد ثم وزير للداخلية وتحوُّطه الكبير على سلامة الوطن وحدوده وتصديه الشخصي المباشر للإرهاب، مما جعل سموه هدفاً متكرراً للجماعات المتطرفة وفلولها كما في حادثة رمضان 1430 ه، بل جعل من تدابير المملكة وتحوطها الاستباقي ضد الإرهاب بيت خبرة في هذا المجال تلجأ إليه الدول وتستعين بخبراته. لذلك فالدوائر العالمية المعنية والمتابعة لشؤون المملكة استبشرت خيراً بقرار تعيين سموه الذي يصنع الامتداد الصالح لقيادة هذه البلاد التي تعد مركز ثقل عالمي مؤثر في الكثير من الجوانب السياسية والاقتصادية وما تنتهجه من اعتدال في المواقف والتزام بالثوابت الخاصة بالفكر والعقيدة وخدمة المسلمين دون مواربة أو تنازل عن حق بل التزام يفرض على العالم احترامه ويعزز الحقوق والمواقف للأمة كافة في كل قضاياها وهمومها. وعن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي زار الهند العام الماضي وعلى ما في هذه الزيارة للبلد الصديق وما تبعها من زيارات لمجموعة من الدول الشرق آسيوية لتمتين علاقات المملكة معها وبناء المزيد من الثقة نحو تعزيز التعاون، فقد كتبت حينها في هذه الصحيفة عن جانب إنساني رصد في تلك الزيارة تحدثت فيه عن الهندي " إقبال" الذي توفي أقاربه هنا مخلفين طفلين صغيرين غادرا المملكة وفي مخيلتهما انها موطن فقد والديهما، فكنت قد كتبت له يحفظه الله إبان كان أميراً للرياض عن حالة الطفلين للعمل على تغيير هذه الصورة لدى الطفلين، فما كان من سموه إلا أن وجه بتقديم المساعدة وإيصالها لهما في الهند، لذلك كان الهندي" إقبال" بعد سنوات من موقف سيدي الملك سلمان يبعث لي بصورة الطفلين وهما يحملان صورة الملك سلمان ابتهاجاً لزيارته للهند وقد رصدت إحدى الصحف المحلية هناك هذا الحدث تحت عنوان " الهنود في السعودية بخير" مشيدة بالعطاء وعائده على الطفلين ومستقبلهما وانطباع الهنود عموماً عن هذه الإنسانية الكبيرة لخادم الحرمين وهو يهتم بمثل هذه الحالة، فهكذا قيادتنا تصنع الخير في كل مجال وتعمل لمتانة الوطن وصيانة مستقبله ومكانته؛ وفق الله بلادنا لكل خير.. * كاتب وإعلامي سعودي