خلصت دراسة ألمانية حديثة إلى أن تناول الوجبات الرئيسية بانتظام، يلعب دورا حاسما في الوقاية من البدانة وأمراض القلب في مرحلة الطفولة. وذكرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين أن إهمال الأطفال الصغار للوجبات الرئيسية يرفع خطر إصابتهم بالبدانة، حيث تتراكم الدهون الزائدة في أجسامهم، فيصبحون أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب الأيضية، أي السِمنة المفرطة والسكري وارتفاع ضغط الدم واضطرابات التمثيل الغذائي للدهون. وتستند الرابطة الألمانية في تحذيرها إلى نتائج دراسة حديثة أجرتها جامعة فنلنداالشرقية، تم خلالها فحص تأثير العادات الغذائية وسلوكيات تناول الطعام ونوعية الأطعمة على زيادة الوزن وخطر أمراض القلب الأيضية لدى 512 طفلا تتراوح أعمارهم بين ست وثماني سنوات. لذا يوصي الباحثون الآباء بأن يقدموا لأطفالهم الصغار أطعمة صحية مثل الزيوت النباتية والأسماك بدلا من اللحوم الحمراء والمياه، والحليب القليل الدسم بدلا من المشروبات المحلاة بالسكر. وتعتبر وجبة فطور الصباح هي الأهم لأنها تشكل خمس الطاقة التي تدخل الجسم كل يوم وتشمل 55 بالمئة سكريات و30 % دهون و15 % بروتنينات. وترى الطبيبة التشيكية ألكسندرا مورافتسوفا، أن حصول جسم الطفل على العناصر الرئيسية من التغذية عبر وجبة الفطور تجعل نمو جسمه أفضل من الطفل الذي يؤجل تلك الوجبة إلى أوقات متأخرة، حيث يشعر الجسم بالنقص ويقوم بتخزين الطاقة التي يحصل عليها لاحقا، خاصة الدهون، ممّا يشكل عنده طبقات من الشحوم وزيادة في الوزن، وهو ما يبقيه شارد الذهن مترددا في الإجابة على الأسئلة التي تطرح عليه أثناء الحصص الدراسية. وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين كثيرا ما يهملون الوجبات الرئيسية ويتناولون الكثير من البروتينات يكونون أقرب للإصابة بالبدانة، كما أن سلوكيات الطعام غير المنضبطة، مثل تناول الطعام بسرعة وتناول كميات زائدة منه لدوافع عاطفية والشعور المتأخر بالشبع، تؤدي أيضا إلى زيادة الدهون في الجسم. وتوصل الباحثون أيضا إلى أن جدول الطعام ليس مثاليا لدى غالبية الأطفال، حيث تناول أقل من نصف الأطفال الوجبات الرئيسية الثلاث يوميا، وبدلا من ذلك شكلت الوجبات البينية والسكريات، المصادر الرئيسية للطاقة بالنسبة إليهم.