الحمد لله أولا وآخرا بيده مقادير الأمور كلها، سبحانه هو ولي نعمتنا في هذا البلد الكريم؛ اختص بلادنا بخصائص كثيرة، منها: الأمن، والقيادة المباركة، التي تتعاقب من أجل خير الأمة ومصلحة الدين والوطن؛ ثم ونحن نعيش حالة فقد مليكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- والد الجميع الذي خص الرياضة السعودية بعطاء كبير ومميز تاريخياً، حيث أمر -يرحمه الله- منذ أشهر ببناء ال 11 استاداً رياضيا، في مختلف مناطق المملكة، في عطاء غير مسبوق للرياضة السعودية، حجماً ونوعية، كامتداد لمعطياته الكبيرة والمتنوعة لهذا الوطن والأمة. وقد خص -يرحمه الله- الرياضة السعودية بهذه المنجزات؛ تقديراً لأهمية الشباب ودورهم الوطني، وهو ما يحتم على الجميع وبالذات الرياضيين الوفاء لهذا الراحل الكبير، وهم كذلك في ظنه وظن خلفه من القيادة المباركة، للعمل لما فيه مصلحة وطنهم، والالتفاف حول هذه القيادة، التي خصها الله بمواصلة المسيرة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، والتي بدأت مسيرة العمل الجديدة بباكورة قرارات، تسعد الشعب، وتمتّن عمق البناء لهذا الوطن واستدامته، ليظل دوحة للعدل والحق، وتتبنى هموم الأمة وقضاياها، لا سيما والظروف المحيطة ببلادنا تستلزم الوعي والعمل المخلص، الذي تظل قيادتنا أهلا له في كل الظروف والأوقات؛ فبلادنا ليست طارئة على المشهد الدولي، وقد أعطت مواقفها في كل الأحوال دلالة على الثقل والمكانة الكبيرة للوطن. كما أن في استقراء مشاهد الجموع والوفود المعزية في مليكنا الراحل، والتي توافدت على الرياض من كل العالم قاصيه ودانيه، ومن أرقى مستويات التمثيل السياسي العالمي؛ تؤكد هذه المكانة لوطن يسترعي أهمية السلم والعدل، ويعمل بكل ثقله وجهده، حكومة وشعباً، في هذا الجانب، حيث تحضر بلادنا في المواقف الإنسانية العالمية، وتدعم المبادرات الخيرة في كل العالم، وتنبذ دواعي التطرف والإرهاب، وتفتح مجالاتها، وتسخر جهودها لخدمة الحرمين الشريفين وجموع الحجاج والمعتمرين بروح محبة تستحضرها من هويتها ومنهاجها، الذي قامت عليه منذ يومها الأول على يد المؤسس الراحل يرحمه الله. وحقيقة، هذه الظروف والمواقف والشخصية المتميزة عالمياً لبلادنا، تستلزم على جيل الشباب، وهم عصب المجتمع ومحور الرياضة السعودية، أن يتفاعلوا جميعاً مع هوية وطنهم، ويلتفوا حول قيادتهم بالعمل المخلص، ونبذ كل دواعي الفتن والتطرف والفرقة، فالوطن واحد ومسيرته واحدة يدعمها جهد أبنائها الذين نالوا من الخيرات الكثير، فهناك أكثر من 200 ألف مبتعث في أنحاء العالم يجسدون معنى الأهمية لدى الدولة والعطاء لهم. فرحم الله الملك عبدالله، ولنا في خلفه الصالح القدوة والأمل.