( المواطن..ثم المواطن.. ثم المواطن..) كلمة لطالما رددها كثيراً فقيد الأمة والوطن عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله وغفر له - وبقي صداها وأثرها في نفس كل صغير وكبير من أبناء المملكة العربية السعودية. تلكم ليست مجرد كلمة كان يطلقها بل كانت شعوراً صادقاً من كل صميم قلبه الكبير يشهد بذلك خطواته وأفعاله وحديث لسانه المفعم بالصدق والحب ل 20 مليون مواطن يعيشون على هذه الأرض الطيبة الطاهرة فكان المواطن القبلة التي يؤمم الملك وجهه صوبه.. يسعى لأن يوفر له العيش الرغيد..يسهر على أمنه وراحته..يسر عندما يرى مواطنيه سعداء بل إنه يبتهج لذلك ويسعى لتحقيق ذلك.. يحزن لحزن مواطنيه ويفرح لفرحهم. لعل شخصية وعفوية الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – جعلت منه رجلاً محبوباً إلى الحد الذي يشعر معه كل مواطن ومواطنه أنه قريب من ذلك الإنسان قرباً روحياً لا جسدياً فإطلالته ومعها تلك الابتسامة المشرقة كانت تحمل كل خير لشعبه، وما إن يمرض حتى يمرض الشعب معه، تلهج الألسن وتتضرع القلوب لبارئها بالدعاء المخلص له بأن يعافيه وأن يغمره برحمته ورضاه. ذلك الفيض من المشاعر المتدفقة من جُل أبناء المملكة صوب مليكهم لا يمكن أن ينبع من فراغ.. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز نال تلك المحبة من مواطنيه بإخلاص وتفان ٍ مبعثه الوفاء لمن بسط يداه لراحتهم، وفجّر في أعماق وجدانهم ومشاعرهم حباً كبيراً يستحقه لما منحهم من حب ومشاعر لا يجد حرجاً في البوح بها في كل مناسبة بل إنه يفتخر ويفاخر بها. ما قام به فقيدنا العظيم عبدالله بن عبدالعزيز من أعمال جلية تقف شامخة كالشمس في رابعة النهار في خدمة دينه ووطنه ومواطنيه تجعل منه ملكاً استثنائياً لذا فكانت مشاعر الفخر والاعتزاز بانتمائه لهذا الشعب الكريم كان يكررها كثيراً كما حرص – رحمه الله - على أن ينال كل مواطن حظه كاملاً من خيرات بلاده واهتمام قاداتها بمصالحه ورخائه، وعندما يدير المواطن نظره لما حوله وما تحقق له ولأسرته ولمجتمعه من حوله من مكتسبات في كل المجالات العلمية والصحية والتنموية والاقتصادية، وما فتحت له من آفاق التقدم والتطور في مسارات العلم والعمل والإبداع، كما أن المواطن حينما ينظر لما يعيشه وطنه من إصلاحات جذرية ورؤى مستنيرة ومتجددة كل يوم للتعامل مع تحديات العصر بما يضمن لهذا الوطن مكانته واحترامه وقدرته على التأثير في محيطه العالمي، حينما يراجع المواطن هذه الجهد الكبير والمميز لملك صالح، فإنه لا يملك إلا أن يمنح هذا القائد الرمز حبه وولاءه في حياته، وأن يلهج صباح مساء بالدعاء له بالرحمة والمغفرة والرحمات في مماته. فقيدنا الغالي عبدالله بن عبدالعزيز استشرف مستقبل مميز ومتطور لوطنه، وراهن على أبنائه المواطنين رافعاً راية "أن التنمية في شباب الوطن هي الراهن الناجح، فأطلق مبادرات عديدة تمحورت حول الشباب، فأخذ بيد أكثر من 150 ألف شاب وفتاة إلى بلدان العالم ينهلون من العلوم المختلفة ويحملون في أذهانهم أن مليكهم ووطنهم ينتظر دورهم في تشييد صروح وطنهم المختلفة. الفقراء.. وما أدارك ما الفقراء، فقد كانت جولته التاريخية في أزقة الرياض وحاراتها القديمة الصرخة المدوية في وجه الفقر، لم يجد حرجاً وعلى رؤوس الأشهاد في أن يقول إن لدينا فقراء ومعوزين، لكنه لم يقبل أن يبقى الفقير كذلك، فأغدق عليهم من الخيرات التي وهبها الله لهذه البلاد، وراح يمسح عن أعين أولئك الفقراء صورة العوز والفاقة، فوفر لهم من بوابة الضمان الاجتماعي الحياة الكريمة المتعففة ليقف شريحة المستفيدين من الضمان في مستهل كل شهر أمام صراف البنك ويحصل على مرتبه، بل إنه حرص -يرحمه الله- لمساعدتهم في كل شتاء وصيف، بمؤونة أو سداد جزء من فواتير الكهرباء، حتى بات الفقير يشعر أن الملك قريب منه ويفكر فيه أكثر من نفسه !. صورة التصاق عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بشعبه لم تتوقف عند شريحة دون أخرى، فبناته المواطنات كان لهن نصيب وافر فنصف المجتمع له دوره ومكانته في فكر ومبدأ مليكهم منطلقاً في ذلك من تعالم شريعته الغراء التي كانت نبراسه الذي يسير عليه، فانخرطت تمارس عملها بكل جد في مجلس الشورى، وتستعد للدخول إلى المجالس البلدية، وجلست على مقاعد الدراسة الجامعية في جامعات العلوم جنباً إلى جنب أخيها الشاب السعودي المبتعث، لتعود لتمارس مهامها في حقل الطب والهندسة والعلوم الأخرى لتساهم في اعمار وطنها فخورة بما وفره لها ذلك الوطن من بيئة وظروف لا تتوفر في معظم دول العالم، وكانت تلك الخطوات محل إعجاب وتقدير العالم أجمع، أظهرت تلك الصورة إلى أي مدى كان مليكهم قريباً منهم وحريصاً على الأخذ بيدهم إلى سلم المجد والتطور الحضاري المتزن والرصين. إذا ما أدرنا أعيننا على مسيرة فقيد الوطن العظيم عبدالله بن عبدالعزيز سنرى حباً فريداً من ذلك الرجل لشعبه، ولابد من الإشارة إلى سرّ تلك المحبة المتبادلة بينه رحمه الله ومواطنيه كانت أسمى وأرفع من حسابات الإنجازات والمكتسبات برغم أهميتها، وهذا السر يكمن في شخصية ذلك الرجل وقربه من شعبه ولمساته الإنسانية المرهفة والمحببة، وتلك موهبة ربانية قلما تتوفر في كثير من القادة، إلا أن الرجل التاريخي أبومتعب -رحمه الله- كان يتصف بها في موهبة ربانية سقاها بطيبة قلبه فخلق ذلك التناغم بين الملك وشعبه صورة ستبقى خالدة في ضمير التاريخ. عفوية وبساطة الراحل الكبير منحته مكانة في قلوب السعوديين حتى ذاكرة الأطفال ستختزن صورة ومواقف الملك عبدالله -رحمه الله- حزن عميق على رحيل قائد أحب شعبه وأحبه مواطنوه امرأة تواجدت قرب المقبرة تدعو للملك عبدالله بالرحمة المواطنون والمقيمون على حد سواء حرصوا على وداع الملك عبدالله