برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقد الوطن والأمتان العربية والإسلامية واحدا من أهم قادة هذا العصر، الذين وضعوا شعوبهم في مقدمة الصفوف إقليميا ودوليا، وقد حظي- رحمه الله- بإجماع المواطنين الأوفياء على محبته والإخلاص له، لقربه منهم، ولسهره الدائم على مصالحهم ورعاية شؤونهم، فهو الملك الملهم الذي قاد وطنه ومواطنيه إلى قمم العزة والكرامة، كما قاد سفينة التنمية بمهارة فائقة القدرة وفي أجواء ملبدة بغيوم الاضطرابات الاقتصادية العالمية، والأحداث السياسية الإقليمية التي هزت عالمنا العربي والإسلامي، وكادت أن تودي به إلى الهاوية، لولا عناية الله، ثم جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي عمل على لم شمل الصف الخليجي والعربي، إلى جانب جهوده المعروفة على المستوى العالمي في محاربة الإرهاب وتأصيل قيم الحوار بين شعوب العالم ومذاهبهم ودياناتهم، ومناصرة الحق في كل مكان. وكان انتقال السلطة بهذا الهدوء والانسيابية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله-.. مثار إعجاب وتقدير كل الدول، لما لهذا الإجراء من تأثير إيجابي على استقرار البلاد والمنطقة، وهو الأمر الذي تعودت عليه هذه البلاد منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه-، ومن أتى من بعده من أبنائه الذي قادوا هذه البلاد إلى مزيد من المنجزات الحضارية الرائعة، حتى تحقق لها في عقود ما لم يتحقق لغيرها في قرون، والملك سلمان هو واحد من مدرسة الراحل عبدالعزيز، صقلته التجربة، وأهلته الخبرة، وساعده الوعي العميق والإحساس الكبير بالمسؤولية على الوصول لسدة الحكم، ليكون خير خلف لخير سلف.. قائدا ملهما وحكيما وقادرا بإذن الله على مواصلة مسيرة التقدم والازدهار لهذا الوطن العزيز ولمواطنيه الأوفياء، وكانت ولا تزال له جهوده- حفظه الله- في تطوير مرافق الحياة في البلاد، وكذلك إشرافه المباشر على الجهود الإنسانية المبذولة لمساعدة ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية، في كل أنحاء العالم، وكل ذلك يعرفه ويشهد له القاصي والداني. وقد ظهر التلاحم الكبير بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والمواطنين الأوفياء جليا وواضحا عندما تدفقت جموع الشعب لمبايعته- حفظه الله-، ومبايعة ولي العهد وولي ولي العهد- حفظهم الله جميعا-، في صورة من أروع صور التلاحم والتكاتف والوفاء، التي تؤكد أمن واستقرار هذه البلاد، وسعي قادتها الدائم لاستشراف المستقبل في إيمان صادق وتطلع طموح إلى مزيد من التقدم والاستقرار، رغم ما يجري في المنطقة من أحداث جسام، ولكنها أحداث جديرة بأن تكون دافعا لمزيد من التلاحم والحفاظ على المنجزات الحضارية التي تعيشها البلاد في كل جزء من أجزائها، وعلى جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات، وقد كانت ولا تزال الحكمة في القيادة، والطموح في تحقيق المزيد من المنجزات التنموية سمة من سمات قادة هذه البلاد- حفظهم الله-، وكان ولا يزال إخلاص القيادة ووفاء المواطنين من علامات التلاحم الفريد بين أبناء هذه البلاد قيادة وشعبا، وهو الأمر الذي يوغر صدور الأعداء، ويثير أحقادهم، ويدفعهم إلى الكيد والتآمر وإثارة الفتن، وهذا أمر لا تغيب دوافعه عن المواطنين، ولا تنطلي مظاهره على كل من يعيش على هذه الأرض المعطاء من أبنائها والمقيمين فيها، فهي واحة أمن ورخاء، ومظلة استقرار وسلام لكل من عاش في رحابها. رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأدخله فسيح جناته، وألهمنا في فقده الصبر والسلوان. ووفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، لخدمة الوطن والمواطن، والإسلام والمسلمين. * رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي.