قالت مصادر عسكرية كردية أمس السبت إن القوات الكردية أطلقت الصواريخ باتجاه الموصل للمرة الأولى منذ اجتياح مقاتلي تنظيم «داعش» للمدينة العراقية الشمالية في الصيف الماضي. وقال ضابط كردي إن 20 صاروخا من طراز جراد أطلقت باتجاه الموصل أول أمس الجمعة بعد معلومات بأن مقاتلي التنظيم المتشدد يحتشدون لعقد اجتماع قرب حي الزهور في المدينة. وقال النقيب شيفان أحمد الذي ينتمي للوحدة التي أطلقت الصواريخ من على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من الموصل "أصبنا مواقعهم". وذكر مسؤولون أكراد أن الهجمات أصابت أهدافها لكن اثنين من سكان الموصل اتصلت بهما رويترز قالا إن ثلاثة مدنيين قتلوا في الهجوم. ولم يتسن التحقق مما حدث بشكل مستقل. وبعد الهجوم نشر مقاتلو "داعش" صورا لفتاة ترقد في سرير بمستشفى وقالوا إنها أصيبت بنيران مقاتلي البشمركة الكردية. وقال بيان منسوب إلى مصدر عسكري كردي كبير لم يذكر اسمه ونشره الموقع الالكتروني الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني إن القصف أثار رعبا كبيرا في قلوب الإرهابيين. وأطلقت قوات البشمركة هذا الأسبوع هجوما بريا شمال غربي الموصل بدعم من غارات التحالف وأعلنت استعادة السيطرة على قرابة 500 كيلومتر مربع وقطع خط الإمداد الرئيس عن التنظيم المتشدد من الموصل إلى الغرب. وقال مجلس الأمن الوطني لإقليم كردستان في بيان أمس الجمعة إن 21 من كبار مقاتلي تنظيم "داعش" قتلوا في العملية. وأضاف أن قتلى التنظيم المتشدد يشملون رئيس الأجهزة الإدارية في محافظة نينوى وقائدا مقربا من القوات الخاصة التابعة له. ولم يتسن التحقق من المزاعم على نحو مستقل. خسارة محدودة ل «داعش»: أظهرت ارقام البنتاجون ان تنظيم "داعش" لم يخسر حتى الآن سوى 700 كلم مربع من الأراضي في العراق، اي واحدا في المئة فقط من 55 ألف كلم مربع سيطر عليها العام 2014. وأقر المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي ب «أنها نسبة ضئيلة». لكنه تدارك ان هذه الكيلومترات المربعة التي استعادت غالبيتها القوات الكردية في شمال العراق تشكل "مناطق مهمة بالنسبة الى "داعش"، مدنا ومناطق مأهولة". وأكد كيربي ان التنظيم المتطرف بات "غالبا في موقع الدفاع"، مضيفا "لم نعد نراه يحاول السيطرة على مزيد من الأراضي"، بل "حماية طرق التواصل" التابعة له. ولفت الى ان «داعش» "تجند أطفالا للقتال او شن هجمات انتحارية، ما قد يعني انهم يعانون مشاكل في العديد". وتابع ان التنظيم خسر ايضا "ملايين الدولارات" من عائدات النفط جراء ضربات التحالف ويعاني مشاكل لتعويض احتياطه من الآليات. وقال المتحدث ايضا "رغم مؤشرات التقدم هذه، لا نزال ندرك ان "داعش" تبقى قوية في العراق وسوريا"، مذكرا ب"أننا قلنا دائما" ان الحرب ضد التنظيم "ستكون مسارا طويلا". وبحسب ارقام البنتاجون فان القوات الكردية تسيطر على حوالي 56 ألف كلم مربع فيما تسيطر القوات العراقية على 77 ألف كلم مربع. وتابع كيربي ان هذه الأرقام لا تمثل كامل مساحة العراق بل المناطق المأهولة والتي "لها أهمية". وتبلغ المساحة الاجمالية للعراق 437 ألف كلم مربع. وكانت القيادة الأمريكية اشارت الى ضرورة اعادة تنظيم الجيش العراقي وتسليحه قبل قيامه بهجوم مضاد على نطاق واسع لطرد التنظيم من المناطق التي سيطر عليها في العراق العام الماضي. وصرح الجنرال لويد اوستن الذي يترأس الحملة العسكرية بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش" لصحيفة وول ستريت جورنال الخميس ان القوات العراقية ستكون جاهزة لشن هجوم مضاد من اجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل في الشمال بحلول الصيف. ومنذ الثامن من اغسطس، شنت قوات التحالف نحو ألفي ضربة جوية ضد "داعش" منها اكثر من 1600 نفذتها مقاتلات او طائرات من دون طيار امريكية. ويقدر الجيش الأمريكي عدد القتلى في صفوف المقاتلين الجهاديين بنحو ستة آلاف، لكن البنتاجون لم يؤكد رسميا هذا الرقم. مقتل 10 من «داعش»: ميدانيا، أعلن قائد شرطة محافظة ديالي الفريق الركن جميل الشمري، أمس السبت، عن مقتل 10 من مسلحي تنظيم "داعش" وتحرير 6 قرى بعملية عسكرية واسعة شرق بعقوبة. وقال الشمري، ان "القوات الامنية المشتركة المدعومة بالحشد الشعبي حررت 6 قرى في محيط ناحية المنصورية (40 كم شرق بعقوبة)"، مبينا ان "تلك القرى هي شروين والدواليب وعرب سمير ونجم العبدالله وطه العلوان. تقع محافظة ديالى في شرق العراق وتبعد عن العاصمة بغداد 57 كيلومترا الى الشمال ويمر بها نهر ديالي الذي يصب في نهر دجلة.