بعد حياة حافلة بالعطاء، شاءت إرادة المولى تعالى، وانتقل إلى جوار ربه، راضيا مرضيا، إنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز "يرحمه الله"، نصر قضايا الأمتين العربية والإسلامية في كل مكان، وخدم وطننا الغالي وشعبه الوفي الذي بادله الحب والوفاء والإخلاص بصورة منقطعة النظير قلّ مثيلها بين القادة وشعوبهم، فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم وعوضنا خيرا بخلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "أيده الله بنصره".. والمتأمل لحياة الملك عبدالله بن عبدالعزيز "يرحمه الله"، يجد أنه قد جعل الوطن قطبا مؤثرا في جميع المحافل الدولية، وساهمت رؤية الملك الذي وصف ب «رائد التنمية الحديثة ورجل القرارات الفاعلة»، في جعل السعودية رمزا للدولة العصرية، التي تتمسك بثوابتها وموروثها الديني والثقافي، ولا تتنازل عن خصوصيتها، في حين أنها تتعامل برؤية عصرية تجعلها محط احترام كل الدول والشعوب. ويمثل الجانب الإداري أحد الملامح البارزة في شخصية الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز القيادية، حيث نجح الراحل في إقرار منظومة من القرارات اتسمت بالشمولية وامتدادها وقدرتها على بعث روح التنمية والبناء في شتى ميادين الدولة. وجاءت إنجازات الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - من خلال منظومة متكاملة من المشاريع والقرارات، وغطت جوانب مختلفة، أقرها لتستهدف أعلى درجات النمو البشري والحضاري والاقتصادي للإنسان السعودي، بل طالت هذه الجوانب الإنسان في كل مكان من دون الالتفات إلى جنسيته أو ديانته. وأطلق الملك الراحل مشاريع؛ لمواجهة تحديات الانغلاق والجهل وضيق الأفق من خلال مبادرات لافتة تتمثل في الحوار الوطني، والحوار بين الأديان، وحوار الثقافات، وقد برزت أهمية المبادرة التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان، التي نظم من أجلها عددا من المؤتمرات العالمية، كان أهمها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار. وفي العهد الميمون للملك عبدالله يرحمه الله، خطت المملكة بحكمته وبعد نظره واهتمامه البالغ بالأرض والإنسان، خطوات نوعية عملاقة شهد بها القريب والبعيد، انعكست بنتائج بارزة على كافة الصعد، وانعكست كذلك أمنا وأمانا ورخاء على كافة المواطنين والمواطنات في كل نواحي الحياة. والمتأمل لإنجازات الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه سدة الحكم عام 1426ه، يرى الجهود المباركة التي أثمرت منجزات ضخمة منتشرة في جميع المناطق، بما تحويه من محافظات ومدن وقرى وهجر، ناهيك عما تحقق للمملكة على المستوى الخارجي والدولي نتاج السياسات السعودية الحكيمة المتزنة والمدروسة تجاه مختلف القضايا الدولية، حتى أنها أسهمت بشكل فاعل في معالجة العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الساحة الدولية، بالإضافة إلى جهوده -يرحمه الله- في خدمة الإسلام والمسلمين التي تنبع من حرصه الكبير وتفانيه في الاستجابة فورا لمعالجة كل مشكلات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ودعمهم ودعم مشاريعهم التي تسهم في ترسيخ مكانتهم على الصعيد العالمي. رحم الله أبا متعب الملك الإنسان.. وعوضنا في الملك سلمان خيرا. نائب شيخ قبيلة الدواسر بالدمام ومملكة البحرين