سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تبني الأمم المتحدة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين مكسب للأمة الإسلامية محطة مفصلية في تاريخ الإنسانية .. علماء ومسؤولون ل (الندوة):
حوار الأديان ترجمة عملية لمبادىء الإسلام
بارك عدد من العلماء في البلدان الاسلامية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان الذي تبنته الأممالمتحدة وتفرد له مساحة زمنية كبيرة لمناقشة المبادرة في ظل مشاركة شخصيات عالمية مؤثرة للخلوص إلى نتائج مثمرة تسهم في دفع عجلة السلام ، وتحقيق مباديء التعايش السلمي بين بني البشر. وأفاض هؤلاء في الحديث عن أهمية الحوار كضرورة انسانية وقبل ذلك كترجمة عملية لمبدأ الاسلام الذي يحث على التواصي بالصبر . كما أجمع عدد من المسؤولين والأكاديميين على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات السماوية، وأبانوا في تصريحات ل (الندوة) أن تبني الأممالمتحدة أكبر منبر في العالم لهذه المبادرة يؤكد على الأهمية الفائقة بهذه الفكرة الرائدة والجريئة والتي لم تطرح من قبل أي شخصية بارزة في العالم بهذا الشكل الواضح والصريح ليلتقي أهل الديانات السماوية تحت سقف واحد يناقشون بهدوء وحكمة وتبصر آليات التوافق والتقارب بينهما لرسم سياسة عالمية جديدة تضع معايير وأسساً أخلاقية جديدة في ظل المنظومة العالمية الراهنة أو ما يطلق عليه القرية الكونية أو العولمة. قال الدكتورراشد الراجح نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني: لا شك أن الحوار في حد ذاته مؤصل في العقيدة الاسلامية بضوابط شرعية وأدبية ، ونشأة الحوار في المملكة العربية السعودية ممثلاً في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني هو بمثابة النواة الأولى لهذه المبادرة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيث تعهد وفقه الله هذا المركز بدعمه وتأييده حتى استطاع بحمد الله أن يقوم بهذا الدور خدمة للدين والوطن ، سواء في داخل المملكة أو خارجها ، ولا أريد أن أستبق ما سوف يتفضل به خادم الحرمين الشريفين في هذه المبادرة أمام أكبر هيئة دولية ولكني واثق بإذن الله أنه سيتحدث عن أهمية الحوار وتبادل الرأي والرأي الآخر بين اتباع الديانات والحضارات المتنوعة انطلاقاً من قول الله عز وجل وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. والإمام الشافعي - رحمه الله - يقول : (رأي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) فإذا أريد بالحوار بيان حقيقة هذا الدين الاسلامي العظيم ودعوة الآخر إلى الاطلاع على حقيقة الدين الاسلامي وما فيه من مزايا وأخلاق عالية فإنه يكون بهذا قد أدى دوراً عظيماً لخدمة الدين والإنسانية ، والأمل في الله كبير أن يعرف العالم أن الدين الاسلامي دين وسطية وتسامح ومناصرة للحق ودحض للباطل . وأبان الدكتور حسن مختار عضو مجلس الشورى ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله- تدل على براعة هذه البلاد في طرح المبادرات التي تسهم دائماً في تقارب الثقافات وتقارب المجتمعات ولاحلال السلام والعادل والتفاهم بين شعوب الأرض ، وهي مبادرة جريئة جداً لم يقم بها أي قائد في العالم نظراً لشخصية خادم الحرمين الشريفين التي يحترمها كل قادة العالم وشعوبها حيث وجدت تجاوباً كبيراً من كل قادة وزعماء العالم وشعوبها ووجدت تفاعلاً في سبيل الجلوس مع مختلف أصحاب العقائد والثقافات والأديان التي غابت مجتمعات العالم قروناً طويلة .. اسأل الله أن يوفقه للخروج بهذه المبادرة إلى الحقيقة ليعيش العالم في سلام وأمن وأمان واحترام. وصف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور احسان أوغلو مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالتاريخية وستغير طريقة التعامل مع اتباع الأديان السماوية بحيث تنقلهم من حالة الصراع إلى التسامح والسلام في القول والفعل. وشدد أوغلو على أهمية إعمال الحوار في الأممالمتحدة لأن الانسانية كلها في حاجة ملحة وماسة إلى الحوار الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهدف انقاذ الأمم من العبث الذي يجري والصراعات التي تحدث هنا وهناك، ووضع أساس متين لإنهاء التوترات. وأضاف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي إلى أن المبادرة ستشرف بمتابعة عالية وبحضور أقطاب اتباع الأديان وبتركيز عالمي منصب وستؤتي إن شاء الله ثمارها ، وأضاف : مبادرة خادم الحرمين الشريفين ستكون لها قصب السبق في انقاذ البشرية من أزمتها الحالية. أشاد الأمين العام لمجمع الفقه الاسلامي بجدة الدكتور عبدالسلام العبادي بالمبادرة الكريمة التي أتت من ملك كريم بدعوته الكريمة من أجل التعايش السلمي بين أتباع الاديان والثقافات ورفض صدام الحضارات. وأشار الدكتور العبادي إلى أن تبني هيئة الأممالمتحدة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في الدعوة إلى حوار بين أتباع الديانات والحضارات يؤكد عالمية دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز مما يؤكد أثرها المستقبلي على مسار الحضارة الانسانية المعاصرة، وأكد على وجوب حشد كل الطاقات والأجهزة لانجاح هذه المبادرة التي تقوم تحت مظلة هيئة الأممالمتحدة معتبراً أن تشريف خادم الحرمين الشريفين لحضور انطلاقة هذه المبادرة يعطيها زخماً كبيراً يثرى بلا شك المبادرة واللقاء. وعد الأمين العام لمجمع الفقه الاسلامي انطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات دليلاً على اهتمام الأمة العربية والاسلامية بالحوار ومكانته ورداً مباشراً على النهوض بدور الحضارة الاسلامية في مسيرته الانسانية التي كانت له في السابق وهي فرصة عظيمة لتفعيل ذلك الدور والمجد المطلوب. وعد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية محمد التسخيري المبادرة فرصة سانحة لشعوب العالم أجمع لكي يعيشو في ظل الأمن والتعايش مع بعضهم البعض سليماً بعد أن وضع الحوار الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أسساً جميلة ومباركة للحوار الإنساني العالمي بعدم تقييده بدين أو مذهب لأنه حوار بين أفراد بني الانسان جميعاً. وطالب التسخيري جميع المسلمين أن يعوا الحوار وأهميته ومكانته الاسلامية ليتحقق الهدف المنشود الذي ننشده جميعاً من وراء اقامة الحوار مع الآخرين. وأكد الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة والمشرف العام على موقع اسلاميات على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين على الحوار بين أتباع الاديان والثقافات التي تعكس بكل جلاء مكانة المملكة العربية السعودية ودورها القيادي في خدمة الاسلام وقضايا الأمة. وأشار بادحدح إلى أن الحوار مفيد في تلاقح الآراء والمراجعة ، معتبراً الحوار فيما سبق لم يكن مرضياً وغير متطابق مع الضوابط والآداب الشرعية ، أما الان فوجود كوكبة كبيرة من علماء الأمة يجعل هذه المبادرة في حوارها تلقى النجاح والتميز والتفرد عن بقية الحوارات التي سبقتها. وأكد بادحدح أن هذه المبادرة مهمة جداً في وقت شاع فيه التناحر والخلافات بين أبناء ومؤسسات الأمة فضلاً عن الخلافات مع شعوب الأمم الأخرى. وتحدث الدكتور أحمد البناني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى ورئيس قسم الاعلام سابقاً حول المبادرة قائلاً: إن وجود خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ضمن المؤتمر العالمي الخاص بالأديان وعرضه لحقيقة هذا الدين العظيم وكونه دين رحمة والفة لجميع البشر وبيانه هذا المعنى العظيم لكافة الأمم لهو مكسب عظيم للأمة الاسلامية التي اتهمت أخيراً أنها أمة ارهاب ، وأن دينها يدعو إلى الارهاب وإلى الكره والبغض لبني البشر وذلك مما روجه أعداء الأمة من اليهود والمجوس الذين لعنهم الله في كل كتاب والذين عادوا جميع الأنبياء من قبل حتى عادوا خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ونصبوا المكائد للمسلمين على مر التاريخ وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى منهم ومن كيدهم فوجود خادم الحرمين الشريفين في هذا المؤتمر يظهر دين الله كما اراده عز وجل وجعل رسالة محمد آخر وخاتم الرسالات ورحمة لجميع البشر قال تعالى : (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين). أكد الدكتور بكر بن عمر العمري ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار التي تبنتها الأممالمتحدة ، تمثل فكراً مستنيراً ، ودعوة صادقة ومخلصة .. تزيل سوء الفهم عن الإسلام. ويضيف العمري لقد جاءت دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الحوار بين الأديان وتم عقد مؤتمرات لهذا الغرض على المستوى الدولي من مكةالمكرمة ، مدريد ، ثم يأتي الحوار العالمي للأديان الذي تستضيفه الأممالمتحدة ويحضره العديد من رؤساء العالم لتبني دعوة الملك عبدالله لحوار الأديان الذي ناقشه مؤتمر مدريد واتخذ فيه توصيات هامة واشترك فيه المئات من مختلف الأديان من أجل التقارب بين الشعوب والتغلب على الكثير من المشكلات التي تهدد السلم والأمن في العالم. ومن التجارب المهمة في هذا المجال ما قامت به المملكة وتقوم به في العالم فقد أخذت على عاتقها مهمة تنظيم مؤتمرات دولية للحوار بين أتباع الديانات السماوية على السواء وكان من أبرزها: أولاً: مؤتمر مكة والذي جمع رؤساء وحكام وملوك العالم الإسلامي والذي أكد على أن الإسلام هو دين الوسطية وهو يرفض الغلو والتطرف والانغلاق وشدد على أهمية التصدي للفكر الضال المنحرف بكل الوسائل المتاحة. كما أكد ان حوار الأديان المبني على الاحترام والفهم أمر ضروري لبناء عالم يسوده التسامح والتعاون. ثانياً: مؤتمر مدريد الذي دعا إليه أيضاً الملك عبدالله والذي أكد على أن الحوار بين الأديان هو طريق التقريب لان الإسلام هو دين التعاون والاجتماع لانه أرسى منهجه على أسس تتلاءم مع خصائص المجتمعات البشرية وطبائعها وما تحتاج اليه. لذلك كانت لغة الحوار في مؤتمر (مدريد) تتسم بالموضوعية وبصفاء النوايا والطوية وبالاخلاص ، فانه بلاشك ستقترب الشعوب بعضها من بعض ، ومما لاشك فيه انه اذا كان الحوار مطلوباً بين سائر فئات البشر فانه مطلوب بين المسلمين بعضهم مع بعض ، وبين المسلمين وغير المسلمين. وتأسيساً على ذلك فإن مؤتمر مدريد أكد أن المسلم لا يجد حرجاً من منطلق عقيدته في المشاركة الجادة في الحوار بين الأديان بصفة عامة ، والمسيحية واليهودية بصفة خاصة ، فالأديان السماوية الثلاثة تشترك كلها في الأصل الابراهيمي. لذلك جاء مؤتمر مدريد في بيانه وتوصياته بتبني دعوة الملك عبدالله بالعمل على تأصيل الحوار وتوجيهه ليكون وسيلة فاعلة في معالجة المشكلات الكبرى التي تعاني منها البشرية وجسراً يحقق تعاون الدول والمنظمات والمجتمعات على اختلاف ثقافاتها فيما تجتمع بين قيم إنسانية مشتركة إلى جانب جعل الحوار بين اتباع الاديان والثقافات والحضارات هو البديل عن دعوات الصراع بين الحضارات التي تهدف إلى العبث بالعلاقات السلمية بين الشعوب. إن المملكة ويقودها الملك عبدالله ستقول في تقديم مبادرة مدريد للحوار بأنه واجب ديني تمليه مهمة التعريف بالإسلام بهدف ازالة سوء الفهم والتصورات الخاطئة التي تروج عن الإسلام مؤكداً ان الحوار مجال حيوي للمسلمين ومشروعيته وأهدافه ووسائله وبرامجه التي جاءت بها رسالته للبشرية كافة وفي مقدمتها مبادئ السلام والأمن والتعايش والتعاون بين الأمم والشعوب. إذن فالاخوة الإنسانية ستكون مضيئة في أجواء الجمعية العامة للأمم المتحدة يرفعها صوت الحكمة بداية من قلب مكةالمكرمة ، مروراً بمدريد ، وصولاً إلى المنظمة الدولية في نيويورك . حيث تظهر للعالم أجمع انه حين أشرق الإسلام في هذه الدنيا كان ابرز أهدافه إعلان الاخوة الإنسانية وإبطال كل عصبية وبهذا اقام الاسلام اعوجاج الحياة ورد جميع افراد المجتمع الإنساني إلى الوضع الصحيح. إن صوت العصر - صوت الحوار - ستطلقه وتنادي به المملكة يؤكد ان طريق الحوار والمجادلة يقوم بالمنهج الامثل والاحسن ومن هنا نقف على عظمة القرآن الكريم في دعوته للحوار التي تقوم على الحسنى وعلى التقريب. وخلاصة القول ان مبادرة الملك عبدالله للحوار بين الأديان والتي تبناها مؤتمر مدريد وأظهر ايجابياتها وتبناها كوثيقة رسمية تعرض على الأممالمتحدة انما تمثل فكراً مستنيراً يحمل مشاعله الملك عبدالله ليقدمه لقادة العالم ليحمله مفكروه وقادته المستنيرون الذين يستطيعون ان يبعثوا لشعوبهم برسائل دائمة وصادقة حول الأبعاد السامية للإسلام وأن يعملوا على تقدم حياة الناس ورفعة شأنهم في ظل الحوار بين الأديان التي يمكن ان تؤدي إلى التوحد وترفض التفرقة والانقسامات. وعلينا كأمة دولية واحدة ان نعي جيداً معطيات حوار الأديان بعد أن زالت الحواجز وانكمشت فواصل المكان والزمان ، وبالتالي أصبح الخيار الوحيد هو خيار الحوار الذي يعكس التواصل والتفاعل مع سائر الأديان والحضارات والثقافات وتكوين رأي عام عالمي يناصر قضايا السلام والأمن الدوليين. ويضيف العمري : كل الآمال تتطلع إلى خطاب الملك عبدالله الذي سيلقيه أمام المشاركين في مؤتمر (حوار الأديان) الذي ينعقد يوم الأربعاء في مبنى المنظمة الأممية وخاصة في قاعة (الجمعية العمومية) لترجمة أهداف مبادرته عن حوار الأديان بما يحقق مصلحة الشعوب وتكون نموذجاً للتعاون الدولي. اللافت للنظر في قمة الانسانية التي تشهدها أروقة الأممالمتحدة في نيويورك حالياً هو تلك القدرة الهائلة التي تضمنتها مبادرة الملك عبدالله وتبناها مؤتمر مدريد لأهميتها في توصيف وتوضيح مشكلات العالم المعاصرة. ومن هذا المنطلق نضع الرؤية السعودية لأعضاء حوار الأديان لعالم متعدد الأطراف قائم على مبادىء الانسانية التي تحمل عبئها الملك عبدالله في رحلته الانسانية لتوضيحها وكيف توظف فكرة (حوار الأديان) في معالجة القضايا الدولية. وبذلك يضع الملك عبدالله مفاتيح عالم الانسانية على طاولة المناقشات مؤكداً أنه لا بديل عن رؤية استراتيجية ..وعمل دولي انساني مشترك ..حقاً إنها بشائر النجاح لرحلة (الحوار بين الأديان) التي تتزعمها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالله وهكذا سيعطي الملك عبدالله في هذا اللقاء الدولي الهام النموذج العملي لمعنى التفاعل الصادق والشامل والجاد بين دول العالم في قاراته المتعددة في مجالات التعاون الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، نموذج يبشر بالخير لدول العالم اعضاء الأممالمتحدة باتخاذ قرار دولي يحول (النموذج) إلى واقع ملموس والأمل إلى عمل. لقد فتحت مفاتيح أبواب الحوار بين الأديان الطرق السريعة أمام القوى والمنظمات الدولية التي شاركت في مؤتمر (مدريد). 1- لأداء دور مسؤول وملتزم تعبيراً عن أماني الانسان. 2- الاهتمام بالأداء الدولي - حكومي وغير حكومي - باعتباره السلاح الحقيقي وترسيخ هذا المعنى في ذهن الشعوب. 3- الاسراع في تنفيذ ما طالبت به ورقة مؤتمر (مدريد) المنطلقة من الرؤية السعودية والمحالة إلى قمة الانسانية في نيويورك. إن كل ذلك توصيف دقيق ومتميز لجميع الاغراض والاسباب لما هو ماثل في جنبات العالم ، كما أكدتها الرؤية السعودية بأن الانسانية تحتاج إلى حوار الأديان الأكثر هدواء واخلاصا وقدرة على التركيز رغبة في الفعل وربما يحدث المستحيل الآن فيستطيع المجتمعون أن يتفقوا على جديد ، يرفع الحرج ويبدأ المسيرة الطويلة للتعاون الانساني التي يحمل لواءها الملك عبدالله في مراحل مسيرته الطويلة من قمة (مكة) إلى مؤتمر (مدريد) إلى قمة (نيويورك) مما سيؤدي إلى صياغة مستقبل جديد للانسانية المنتجة صوب (عالم متعدد الأطراف) قائم على المفهوم السليم والصادق لمعنى الانسانية الذي نادت به جميع الأديان السماوية. وأبان مدغم بن عايض البقمي من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ان رسالة الإسلام عالمية ،شاملة، خوطب بها أهل الكتاب، وأهل الأوثان بل خوطبت بها البشرية جمعاء إلى يوم القيامة، قال الله تعالى : (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً) سورة سبأ آية 28، والنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالدعوة بشيراً ونذيراً، ولقد صبر صلى الله عليه وسلم على الأذى الذي لحق به من دعوة المشركين في مكة، وتحمل ذلك من أجل أن يبلغ رسالة ربه، فقد دعا صلى الله عليه وسلم المشركين سنين طويلة يقنعهم، ويحاجهم من أجل كلمة التوحيد وهم يكذبونه ويؤذونه، قال الله تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً) سورة آل عمران آية 140، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوة هذه الأمة يدعو إلى الإسلام بالأسلوب الحسن المقنع والحكمة والموعظة الحسنة، قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) سورة النحل آية 125. وإن الناظر اليوم لحوار الأديان يجد أنه مفيد في هذا العصر المخيف الذي تجرأ فيه العقل على غيبيات الكون وتطاول الإنسان على خالقه، وحوار الأديان عالم واسع ومتنوع الأهداف والمستويات، والتنوع الذي نتحدث عنه يتضمن الأطراف المتحاورة من رجال دين وأكاديميين متخصصين في الأديان، فقد يأتي الحوار منصباً على القضايا الدينية التي تختلف فيها الأديان، مثل قضايا الألوهية في الجانب العقدي، وقضايا الرسل، والكتب السماوية، ومثل قضايا العلمانية، وعلاقة الدين بالسياسة ، وقضايا أخرى مثل علاقات الشعوب ببعضها، وحرية التعبير والعقيدة، أو إدانة التطاول على الديانات والرسل والأنبياء والمسائل المقدسة. وجملة القول: إن صبر المسلم هذه الأيام في أسلوب الحوار والإقناع بالتي هي أحسن أمر مطلوب وعليه أن يستغل السبل المتاحة له للمطالبة بحقوقه وإقناع الآخرين بها ليبين لهم أن الإسلام دين علم، وثقافة، وحوار، وليس دين جهل، و قتل، وتشريد، وخراب. ورحب مدير المركز الاسلامي والثقافي باستراليا الشيخ محمد شفيق بالمبادرة وقال: جاءت المبادرة وفق منهج الاسلام الكريم فالاسلام يؤكد على الحوار المتجدد والقرآن الكريم كتاب الله تعالى فيه آيات الحوار و سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تعطي دلالة واضحة على محاورته صلوات الله وسلامه عليه مع الآخرين، ومما لاشك فيه أن الناس والشعوب مختلفون في عاداتهم وقيمهم واتجاهاتهم وعقائدهم فجاء كتاب الله موضحاً المنهج السديد في الحوار مع الآخرين. وأضاف شفيق: إن هذه المبادرة هي تفعيل للمبادرة الأولى جاءت للتعاون بين الجميع والتعايش فيما بينهم من باب المصلحة العامة ومحاربة كل فكر سياسي واقتصادي وديني وثقافي متطرف. وأمة الاسلام هي أمة تهتم بالحوار وتفعيل الآليات المرتبطة به وتوفير غطاء ينم عن استشعار أمثل للحوار كوسيلة فعالة ومؤثرة وبناءة أيضاً في التواصل مع الآخرين. وقال الشيخ محمد صادق يوسف مفتى أوزباكستان لقد حمل العاهل السعودي هم الأمة الاسلامية وشعوب العالم جمعاء لتلتقي جميعها تحت مظلة التعايش السلمي وتعيش كلها في مسار الأمن والأمان. ويضيف يوسف عرف العاهل السعودي مكمن الخلل الذي استشرى في العالم ونظر بنظرته الثاقبة الحس الاسلامي الكريم في التعامل مع الآخرين فكانت مبادرته حفظه الله منطلقاً عظيماً ومبدأ اسلامياً رفيعاً غفل عنه الكثير من المسلمين وغاب عن أذهانهم، فهيأ الله سبحانه وتعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتكون مبادرته فتحاً جديداً ودعوة جديدة بأسلوب عصري حديث ولتكون الدعوة الاسلامية جديدة في الطرح والتحاور، والنقاش لتفتح بذلك ان شاء الله أذناً صماً وأعيناً عمياء فتؤدي رسالة الاسلام الناصعة وفق المنظور الاسلامي المحدد المعالم وفي توجيه جديد نحو عالمية المنهج السديد ودعوة كل أقطاب الناس وفي كل أصقاع المعمورة للتحاور والتعايش. ونوه الشيخ الدكتور تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز معتبراً المبادرة في حد ذاتها عالمية لأثرها المتوقع على مسار الحضارات الانسانية المعاصرة واسلامية لشخصية الرجل الأول في الأمة الاسلامية . وأكد التميمي على أن الحوار ضرورة بشرية حتمية وواقعية ولابد للعالم أن يتفاعل مع هذه المبادرة الكريمة فهذه المبادرة هي ترجمة عملية لمبادىء الاسلام والحوار مع الآخرين وتبادل المعلومات والخبرات بين أبناء الديانات والحضارات المختلفة. وأضاف التميمي: انها مبادرة خير وبركة وفضل على العالم أجمع وستجني ثمارها الايجابية في الأيام القادمة جميع شعوب العالم ككل. وشدد رئيس جمعية الوقف الإسلامي بنيجيريا الشيخ أحمد ليمو على أهمية الحوار فقال ليمو: لا يمكن حقيقة أن يحل السلام ويعم الأمان بين أتباع الاديان وأصحاب الثقافات المتعددة في العالم دون حوار بين اتباعها. وتناول ليمو أهداف الحوار ومبتغاه والدواعي الداعية إلى اجرائه ، وتعجب رئيس جمعية الوقف الاسلامي في نيجيريا عن إغفال المسلمين خاصة العرب الحوار مع الآخرين من أتباع الاديان وأرباب الطوائف والثقافات الأخرى رغم أن الحوار مبدأ اسلامي أصيل حثت عليه آيات القرآن الكريم وأشارت إليه السيرة النبوية العطرة في مواضع ومواطن كثيرة فعلها المصطفى صلى الله عليه وسلم مع اليهود وغيرهم. أما وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الاسلامية الدكتور محمد عاشور فقال: لقد جاءت هذه المبادرة من خادم الحرمين الشريفين لتترجم رغبة صادقة من قائد مخلص لشعبه وأمته وللانسانية جمعاء، فهذه الدعوة من لدن خادم الحرمين الشريفين هي تفعيل لاحدى القيم الاسلامية الكبيرة التي رسخها الاسلام منذ بزوغ فجره فدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بدأت بالحوار مع الآخرين بل ان الحوار سنة من سنن الله في الكون وناموس من نواميس الوجود لا يمكن تعطيله أو تجاهله. وأضاف: أن المبادرة تحقق قيم الحوار مع النفس ومع الآخر بهدف تحقيق التكامل والتعارف والترابط في كافة مناحي الحياة مع ضرورة احترام كل طرف للاخر ، مؤكداً أن الحوار موضوع كبير له الكثير من الأهمية خاصة في ظل ما يشهده العالم من صراعات كبيرة ، بامكانها أن تهدد مستقبل البشرية. واضاف عاشور إنه جسر للتواصل مع الآخر لتنعم البشرية جمعاء بالسلام والأمان. وبارك رئيس لجنة الاعجاز العلمي الدكتور زغلول النجار جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة البشرية وذلك من خلال المبادرة التي تعد بحق وحقيقة مشروعاً حضارياً عالمياً يجب أن نثني عليه وعلى الجميع مساندة هذه المبادرة حتى تحقق أهدافها السامية فهذا المشروع الحضاري المبارك المتمثل في مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة والطوائف المتعددة هو خطوة عملاقة نحو تحقيق أهداف مباركة وخيرة تحت مظلة الأممالمتحدة والتي هي أكبر منظمة عالمية في وقتنا الحاضر لتعطيها دفعة قوية لخدمة السلام العالمي. وتابع الدكتور زغلول النجار : إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو رجل السلام الداعي إلى أن يعيش العالم والبشرية جمعاء في سلم وسلام وأمن وأمان، فدعوته دعوة مباركة انطلقت من بلد مبارك وستجني بحول الله وقوته النتائج المباركة. ويضيف الكاتب الأكاديمي الدكتور عبدالمحسن هلال لا شك أن انتقال المبادرة من دولة بعينها إلى هيئة عالمية كهيئة الأممالمتحدة تمثل كل دول العالم يعني أن دولة المبادرة لها من الثقل السياسي والحضاري ما يجعل كلمتها مسموعة، ولا شك أن المملكة العربية السعودية كراعية للحرمين الشريفين إنما تقدم مبادرة يحث عليها الاسلام الصحيح في التحاور مع باقي أديان السماء، وهي سنة مؤصلة في ديننا الكريم وشريعتنا الغراء، ولكي يكون الحوار ذا جدوى لابد أن يؤسس له بما هو متقارب بين الأديان وأن تستغل الثوابت المشتركة بين الأديان والقيم الإنسانية التي تتشارك بها جميع الديانات السماوية وأن يترك أمر التفاصيل الصغيرة للزمن لأن الثقافات تؤسس للحضارات الإنسانية لأن النور ينبثق من الحوار. وقال الدكتور زهير الكاظمي عميد كلية التربية بجامعة أم القرى: لا شك إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ايده الله واضح تجاه جميع قضايا العالم بأكمله بما في ذلك الأمة العربية والاسلامية على وجه الخصوص وتقريب وجهات نظر الأمم تجاه القضايا المختلفة ودفعها نحو ما يرقى بالأمة الاسلامية ومنها مجتمع المملكة العربية السعودية نحو مصاف العالم المتقدم وتقريب الوجهات التي وجهها خادم الحرمين الشريفين تعد من أسمى الرسالات التي نادى بها القادة والزعماء، وسيكون لها صدى بإذن الله على جميع الأصعدة وجميع المستويات ويكون انعكاسها على المجتمع السعودي على وجه الخصوص أثره البالغ نحو الرقي والسلام والاستقرار المنشود لهذه الدولة الرشيدة والمنطقة بكاملها ، وذلك لما يحظى به خادم الحرمين الشريفين من المكانة الرفيعة في قلوب وعقول ابناء شعبه وأبناء وشعوب وزعماء العالم أجمع. وأشار الدكتور حلمي محمد نصر أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة ساوبالو بالبرازيل إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان جاءت في الوقت المناسب في ظل الحاجة الملحة للتعايش السلمي الحقيقي بين أتباع الأديان. وقال حلمي: إن المبادرة هي الانطلاقة الحقيقية والعلامة البارزة والهامة نحو التعايش بين أتباع الأديان وبين الحضارات المتعددة، ويضيف حلمي ستشكل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رافداً أساسياً لمنهج التسامح الاسلامي مع كافة أتباع الأديان والطوائف المتعددة ، كما أن هذه المبادرة جاءت من المملكة العربية السعودية وتحديداً من مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين مكةالمكرمة حرسها الله تعالى ومن هنا تكتسب أهميتها والالتفاف حولها ومباركتها.