صفحة ناصعة من تاريخ المملكة العربية السعودية طويت بوفاة الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله والذي أحال خبر انتقاله إلى رحمة ربه ليل الأمة إلى شعور بالأسى والخسارة حيث شكل حضوره يرحمه الله ملكاً للبلاد خلال التسع سنوات الأخيرة علامة فارقة في كل الميادين التنموية التي استهدفت الخير والرخاء للوطن وأهله؛ فقد كان موفقاً مباركاً في حكمه وفي إدارته وفي علاقاته بالمواطنين، يهتمُ بشأن الضعيف والفقير وأهل الحاجة ويحمل قلباً محباً متسامحاً ناصحاً للوطن وللأمة التي اهتم بشأنها وعمل لأجل وحدتها باذلاً نحو ذلك كل جهد وعطاء، استحق به الجدارة والريادة في الكثير من المواقف العالمية؛ فظل ناصحاً محذرا من كل انشقاق ومن كل خلاف أو تطرف؛ فقد حذر يرحمه الله كل العالم من دواعي الإرهاب ومن انتهازيته وخطرة. وهو من أسس للحوار والالتفاف نحو العدل والحق والإنسانية كافة وهو من دفع بأكثر من 200 ألف من أبناء وبنات الوطن نحو فضاء العلم في مختلف جامعات العالم في نهضة كبرى توسعت خلالها أعداد الجامعات السعودية والمستشفيات وتوسعت شبكات الطرق واستحدث مشاريع الإسكان، بل باشر بنفسه تأسيس المشاريع الخيرية براً لوالديه لإسكان ذوي الحاجة؛ فيذكر له جولته المسائية على بيوت الفقراء وتفقد أحوالهم وتقديم العطاء لهم فكان ملكاً معطاء في كل المجالات التي تحولت فيها الدولة إلى المؤسساتية الهادفة تنظيماً وعطاء فقد أفاض الله على البلاد في عهده بالخيرات التي حُولت إلى منجزات ملموسة شملت كل أرجاء البلاد وفي كل المجالات التي حملت رايتها إلى أكبر التجمعات الاقتصادية العالمية كمجموعة العشرين؛ وفي الحرمين الشريفين في مكة والمدينة اللذين ورث شرف خدمتهما نفذت أكبر التوسعات في عهده كما في المشاعر المقدسة ومواقع خدمة الحجيج والمعتمرين وكل المساجد. ان منجزاته ومواقفه رحمه الله لا يمكن الحديث عنها عاجلاً سوى أن حدثاً يغيب فيه رجل بحجم عبدالله بن عبدالعزيز يؤثر على استعراض بعض ما قدم من عطاء وهو مُقبل على ربه الكريم الرحيم ليكون كل ما قدم في ميزان أعماله فقد استعرضت عموم الأوساط المحلية والعالمية مناقب هذا الملك الإنسان ومكانته العالمية وما حمل قلبه من اهتمام بالخير والمواقف الإنسانية مقرونة بالدعاء له بالرحمة ومشاعر الفقد الكبير, ثم ان الملك عبدالله سيظل محبوباً للشعب وعموم الأمة حياً وميتاً فهذه سنة الحياة ولا نقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون» وإن مات عبدالله بن عبدالعزيز فالشعب السعودي بكل تعداد ملايينه ومناطقه وأطيافه يوحده هذا الحدث الجلل، لتظل البلاد دوحة للخير والأمان عصية على الفرقة تواقة للوحدة بقيادتها المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز اللذين بايعهما الشعب لمواصلة المسيرة وقيادة البلاد نحو مستقبلها بنفس الروح التي قامت عليها دولة للخير والسلام؛ فنسأل الله لهما التوفيق ولنا العزاء في ثقتنا في ايماننا بربنا الذي وهب لنا هذه القيادة الصالحة التي تفرض حدود الله وتحكم شرعه وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتصون الحقوق والأعراض ولا تمايز بين أحد إلا بالحق والعدل, رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز. * كاتب وإعلامي سعودي