احتشد أكثر من مليون من المحتجين في ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية، الجمعة في اليوم الحادي عشر للمظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس مبارك، وأدت الحشود صلاة الجمعة في قلب الميدان في مشهد بدا غريبا تماما على العاصمة المصرية. مئات الآلاف المصريين يواصلون التظاهر «ا ف ب» فيما تصاعدت الضغوط الدولية على النظام المصري لضمان «تظاهرات حرة» ولاجراء اصلاحات ديموقراطية حقيقية. وعرض محمد البرادعي على الرئيس المصري حسني مبارك خروجا آمنا بكرامة». وقال ، «لا أحد يريد أن يرحل مبارك بإهانة ..نريد أن يرحل بكرامة ..هذه ليست مسألة شخصية لكنها مسألة إصلاح ومستقبل وطن». وأضاف أنه «لا يجوز أن يتم استبعاد أي شخص يعمل مع النظام». وحول رأيه في نائب الرئيس المصري عمر سليمان ، قال البرادعي «أحترمه كضابط أدار كثيرا من الملفات لكن البعض يرونه جزءا من النظام ولكن الموضوع ليس مسألة أشخاص وإنما مستقبل مصر».
صلاة مليونية ودعا الخطيب المحتجين للصمود والمثابرة حتى نجاح الثورة، وقال إن المطالب هي الغاء قانون الطوارئ وتعديل الدستور والافراج عن جميع السجناء وحل مجلس الشعب ورحيل الرئيس. وعقب الصلاة ردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل الرئيس ، وتزامنت مع بث النشيد الوطني للبلاد عبر مكبرات صوت عملاقة انتشرت في الميدان. وطالب المراكبي المحتجين في خطبته ب»الثبات حتى النصر»، وقال «الكل جاء مسلم ومسيحي ليعبر عن حقه المسلوب» و»ليس لنا اي حزب يعبر عنا وعن مطالبنا ومن يريد ان يفاوض عليه ان يأتي الى هنا ويتكلم انها حركة مصرية». كما ادى المتظاهرون صلاة الغائب على ارواح «شهداء الانتفاضة» التي اوقعت بحسب الاممالمتحدة قرابة 300 قتيل. وبكى الامام ومعه جموع المتظاهرين اثناء اداء صلاة الغائب ثم تعالى هتاف الجموع كالهدير «ارحل ارحل». ليلة هادئة وأمضى آلاف المحتجين المعارضين للرئيس المصري حسني مبارك، المحتشدين في ميدان التحرير، ليلة هادئة نسبياً استعداداً لليوم الحادي عشر من المظاهرات تحت اسم «جمعة الرحيل» للمطالبة بتنحي مبارك. وردد المتظاهرون هتافات «إرحل.. إرحل..» طوال الليل، ولا يوجد مؤشر على تجدد اشتباكات عنيفة كتلك التي وقعت في اليوم السابق بين معارضي الرئيس مبارك ومسحلين موالين له. ومع قدوم الليل في ميدان التحرير، تحصن المحتجون في خيام واستعدوا للاحتجاج، ونام البعض على الأرض. وقام آخرون بحراسة الميدان الذي كان مركزاً للتجمعات الحاشدة المناهضة لمبارك التي بدأت منذ عشرة أيام، وقام المنظمون بترتيب الناس في سلاسل بشرية لفحص الحقائب وبطاقات الهوية لإبعاد المؤيدين لمبارك. حشود الإسكندرية وفي الإسكندرية تظاهر أكثر من نصف مليون مواطن بعد أدائهم صلاة الجمعة في مسجد القائد إبراهيم وفق ما أفاد قطب حسنين من اللجنة التنسيقية لشباب الإسكندرية للجزيرة. وبين حسنين أن حالة من التلاحم بين المسيحيين والمسلمين في الإسكندرية، حيث تؤمن لجان شعبية من المسلمين والمسيحيين المساجد والكنائس. مظاهرات أخرى وشهدت مدن أخرى مظاهرات مشابهة لما يحدث بالقاهرةوالإسكندرية، حيث تظاهر نحو مائة ألف بالإسماعيلية، ومثلهم بالزقازيق ودمنهور وفق مصادر صحفية. هجوم من جهة أخرى قال شهود عيان إن مسلحين مجهولين أطلقوا قذائف آر بي جي صباح امس على مبنى مباحث أمن الدولة بمدينة العريش شمال شرق القاهرة مما أدى لاشتعال النار في المبنى، كما ألقيت قنبلة يدوية أمام مديرية أمن المحافظة التي توجد بالمدينة. رفض التراجع وفي الميدان رفع يسري وهو موظف في منظمة اغاثة لافتة كتب عليها «من يصنع نصف ثورة يحفر قبره بنفسه»، في اشارة الى ضرورة استمرار الاحتجاجات الى ان يتم اسقاط نظام مبارك. وقال يسري لفرانس برس «من يتراجع في نصف الطريق، لن يرحمه النظام وسنواصل التحرك حتى يرحل فورا». اما سعيد عبد الرحيم امام (55 سنة) فحمل كفنا كتب عليه «هذا كفني .. مواطن مصري» وقال لمراسل فرانس برس «انني مستعد ان اموت كي يرحل هذا النظام». وابدى سعيد عدم ثقته في وعود مبارك بالاصلاح مؤكدا انه «اذا بقي في السلطة سيعود بعد بضعة اشهر لاستخدام البلطجية ضدنا».