احتشد مئات الآلاف في ميدان التحرير قبيل الظهر تلبية للدعوة الى تظاهرات مليونية لاسقاط الرئيس حسني مبارك في جميع انحاء مصر الجمعة الذي اطلق عليه المحتجون "جمعة الرحيل" فيما تصاعدت الضغوط الدولية على النظام المصري لضمان "تظاهرات حرة" ولاجراء اصلاحات ديموقراطية حقيقية. وصلى المتظاهرون الجمعة في ميدان التحرير حيث أمهم الشيخ خالد المراكبي، وهو من انصار السنة المحمدية وهي جماعة دينية اصلاحية معتدلة ليست لها اي اتجاهات سياسية وتدعو الى نبذ البدع والخرافات. وطالب المراكبي المحتجين في خطبته ب"الثبات حتى النصر"، وقال "الكل جاء مسلم ومسيحي ليعبر عن حقه المسلوب" و"ليس لنا اي حزب يعبر عنا وعن مطالبنا ومن يريد ان يفاوض عليه ان يأتي الى هنا ويتكلم انها حركة مصرية". كما ادى المتظاهرون صلاة الغائب على ارواح "شهداء الانتفاضة" التي اوقعت بحسب الاممالمتحدة قرابة 300 قتيل. جمع من المتظاهرين يعبرون كبري قصر النيل في طريقهم للانضمام لآخرين في ميدان التحرير (د ب أ) وبكى الامام ومعه جموع المتظاهرين اثناء اداء صلاة الغائب ثم تعالى هتاف الجموع كالهدير "ارحل ارحل". وكان المتظاهرون بدأوا في التوافد منذ الثامنة صباحا الى ميدان التحرير حيث اقام الجيش حواجز لتفتيش الداخلين الى الساحة تفتيشا دقيقا. كما شكل المتظاهرون لجانا اقامت نحو ستة او سبعة حواجز لمنع دخول اي "متسللين مسلحين"، بحسب ما قال اعضاء هذه اللجان لفرانس برس. وتمركز الجيش ايضا في ميدان الجلاء الذي يبعد اكثر من كيلومتر عن ميدان التحرير حيث اغلق الطريق امام حركة سير السيارات سامحا فقط بعبور المشاة. ويأمل المتظاهرون في ان يكون حجم المشاركة في تظاهرات الجمعة مماثلا على الاقل ليوم الثلاثاء الماضي عندما تجاوزت اعداد المحتجين في انحاء مصر المليون شخص. سيارات الإسعاف تقف تحسباً للطوارئ في ميدان التحرير (د ب أ) بالمقابل اطلقت الاوساط الموالية للرئيس مبارك شعار "يوم الوفاء" في اشارة الى تمسكهم بالرئيس المصري حتى نهاية ولايته الخريف المقبل، الا انه لم يعلن بعد عن اي تجمعات او تظاهرات لهم كما حصل الاربعاء الماضي. وقال احد قادة المتظاهرين الموالين لمبارك طالبا عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس انهم سيكتفون بالتجمع في ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين ولن يتوجهوا الى ميدان التحرير. ولم يشاهد سوى عشرات من مؤيدي مبارك في منطقة قريبة من ميدان التحرير عند كوبري 6 اكتوبر حيث اقام الجيش منطقة عازلة لمسافة 150 مترا تقريبا انتشرت فيها نحو عشر مصفحات ودبابات وفقا لمراسل لفرانس برس. وكانت هذه النقطة الساخنة هي التي دخل منها الاربعاء الالاف من الموالين لمبارك الذي شنوا هجوما داميا على المحتجين في ميدان التحرير اوقع ثمانية قتلى على الاقل ونحو الف جريح. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية في ساعة متأخرة من ليل الخميس الجمعة عن رئيس الحكومة المصرية احمد شفيق انه اصدر "توجيهاته" الى وزير الداخلية محمود وجدي بعدم "التعرض لاي مسيرات سلمية الجمعة".