أكد الرئيس التنفيذي لشركة صدارة للكيميائيات المهندس زياد سامي اللبان أن العمل في مجمع صدارة بالجبيل الصناعية يمضي حسب المخطط له، مشيرا الى أن الانتاج سوف يبدأ في الموعد المحدد منتصف العام الحالي 2015م ولا صحة لوجود أي عوائق لتأخيره. وقال اللبان في حديثه ل»اليوم»: إن منتجات «صدارة» تعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، متطرقا الى المنافسين والصناعات التحويلية وتأثير أسعار البترول والسعودة وهدف صدارة من هذا المشروع العملاق واستخدامات المنتج وإدراج الشركة للاكتتاب العام.. فإلى نص الحوار. متى يبدأ الإنتاج في «صدارة»؟ وهل هناك أي تأخير في الموعد؟ العمل يمضي وفق الجدول الزمني له ولم يواجه المشروع أي عوائق ولله الحمد، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في منتصف العام الحالي 2015م، ويعد مشروع «صدارة» من أكبر المشاريع الهندسية تعقيداً في العالم، وهو مشروع فريد من نوعه وبلغت نسبة الانجاز أكثر من 75%. كيف ترى حجم المشروع وأهميته؟ يعد المشروع أكبر مجمع صناعي على مستوى العالم، يتم بناؤه في مرحلة واحدة بمدينة الجبيل الصناعية الثانية، ويتكون هذا المجمع من 26 وحدة تصنيعية ذات مستوى عالمي، وسيكون له السبق بمنطقة الشرق الأوسط في استخدام السوائل النفطية مثل النافثا كلقيم خام، وتسعى صدارة لخلق قيمة مضافة من خلال الكيمياء، وتلتزم في الوقت ذاته بالمساهمة في التنوع الاقتصادي وتنمية قطاع الصناعات التحويلية في المملكة. كم يبلغ حجم الاستثمارات في المشروع؟ تقدر الاستثمارات بحوالي 20 مليار دولار، وتعد شركة «صدارة للكيميائيات» مشروعا مشتركا بين أرامكو السعودية وشركة داو كيميكال العالمية، ويهدف إلى تصميم وإنشاء وتشغيل مجمع كيميائيات متكامل عالمي المستوى بطاقة إنتاجية تتجاوز ثلاثة ملايين طن متري من المنتجات الكيميائية سنوياً. متى تطرح الشركة للاكتتاب؟ هذا من اختصاص شركة ارامكو السعودية؛ نظرا لامتلاكها 65% من الاسهم في صدارة واحتمال نزول 30% في السوق وفق تعليماتهم وليس لنا الصلاحية لذلك. ماذا عن التنافس داخليا وخارجيا؟ منتجات صدارة -ولله الحمد- تعد الأولى من نوعها سواء في المملكة أو منطقة الشرق الأوسط، ويعد المشروع فريدا من نوعه بوجود 26 مصنعا منها 14 مصنعا تنتج منتجات فريدة من نوعها وجديدة بالمملكة والشرق الأوسط، وبالتالي لا يوجد مجال للتنافس في منتجاتها. ماذا عن تأثر «صدارة» بانخفاض أسعار النفط؟ هناك تأثير على نزول الأرباح، ولكن يكون مقابله ارتفاع في الطلب؛ لذلك يصبح هناك توازن، مما يعني أن نسبة الأرباح تقل لكن نسبة الإنتاج تزيد للإيفاء بالطلب، هذا تطور في المجال الاقتصادي في نزول سعر البترول، ولسنا هنا لنتوقع أسعار النفط المستقبلية؛ لأننا لا نستطيع توقع حتى الأسعار الى الأسبوع المقبل، وما نستطيع فعله الآن هو التعاون على تحديد التوجهات المستقبلية لقطاع البوليمرات. ما هي خططكم عن المرحلة المقبلة؟ نمتلك في شركة «صدارة» أكبر مجمع لتكسير اللّقيم المختلط في العالم كما يستطيع اثنان من أصل الأفران ال12 المتواجدة في منشآتنا التحول من الغاز إلى المواد الخام السائلة حسب حالة السوق، وعلى صعيد ابتكار القيمة، أوصي بالاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في عملية ابتكار القيمة، وذلك من خلال التوجه نحو المنتجات ويتوجب على الشركات الخليجية الاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا؛ كي تصبح قادرة على مواجهة تقلبات السوق متخصصة؛ لأن مستقبل المنتجات الاستهلاكية يبدو محدود الأفق. ماذا عن الطلب للمواد المنتجة؟ مستويات الطلب على البتروكيماويات في آسيا والهند قد تجاوزت معدلات العرض بأشواط، بالرغم من أن هذه المنطقة استطاعت حفز القدرة الإنتاجية بمقدار 150 مليون طن منذ عام 1990م، ولا تزال مستويات العرض غير قادرة على مواكبة الطلب؛ ولذلك فهي تمتلك إمكانات واعدة كي تصبح واحدة من أهم أسواق قطاع البوليمرات الخليجي، وأن الطبقة الوسطى لطالما كانت أبرز المستهلكين لمنتجات البوليمرات، وفي ضوء التوقعات التي تشير إلى تجاوز نسبة هذه الشريحة السكانية 60% من التعداد السكاني العالمي بحلول عام 2030م سيزداد الطلب بلا شك على المنتجات البلاستيكية الاستهلاكية، وبطبيعة الحال، تشهد عملية الإنتاج بالنسبة لقطاع البتروكيماويات تطوراً نحو تصنيع المزيد من أنواع الكيماويات المتخصصة بشكل يوازي نمو وتطور الأمم. ماذا عن مستقبل المنتجات تسويقيا؟ مستقبل مشجع جدا اذا اخذنا في الاعتبار أن 40% من سكان العالم يقع على بعد 3 آلاف كيلومتر فقط أو أقل من مصانعنا، كما لا تتعدى الكيماويات المتخصصة نسبة 0.2% من محفظة منتجات منطقة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم، اضافة الى أهمية قيام المنطقة بتوظيف عوامل قوتها الرئيسية والمتمثلة بموقعها الإستراتيجي القريب من المناطق الجغرافية التي ستسجل أكبر معدلات للنمو السكاني. كيف ترى الشباب السعودي ونسبة السعودة ب»صدارة»؟ الشباب السعودي أثبت جدارته متى ما تم تدريبه وتأهيله وتتعدى نسبة السعودة حاليا 60%، والشباب السعودي مصدر فخر لصدارة، ومما لا شك فيه أن النسبة قبل التشغيل تعد إنجازا وهناك خطط لزيادتها، وتشجع صدارة الشباب السعودي على الالتحاق بفريق العمل لديها من خلال العديد من فرص العمل وتوفير فرص التدريب والدعم الذي يحتاجونه، ويعتمد التوظيف على مدى ما يتمتعون به من مهارات، وملاءمتهم لاحتياجات الشركة. ماذا عن دوركم في المنتج النهائي للصناعات التحويلية داخليا بدلا من التصدير والإعادة؟ سينتج مجمع صدارة المتكامل العالمي المستوى ما يزيد عن 3 ملايين طن من المواد عالية الأداء من كيماويات ذات قيمة مضافة أو منتجات بلاستيكية، وذلك من خلال الاستعانة بأحدث التقنيات العالمية وأكثرها تقدماً في هذا المجال وصدارة تجلب شركات سعودية، والانتاج النهائي يكون بالسعودية، والهدف ان يكون على المنتجات صنع بالمملكة العربية السعودية بدلا من صنع بالصين أو أي دولة أخرى وكما ذكرت لك نقدم منتجات فريدة ومبتكرة، واستخدام أحدث التقنيات، سيكون لصدارة دور الريادة في إضافة سلسلة جديدة من القيم المضافة للصناعات التحويلية، فعلى سبيل المثال، تبني صدارة أول مصانع بالمملكة لإنتاج الأيزوسيانات والبوليولز (البولي يوريثان)، وسيكون لهذا التوجه الفضل في تصنيع منتجات عديدة غير موجودة حالياً بالمملكة. وهل يتم ذلك في الجبيل بدلا من تصديره إلى الخارج؟ نعم هذا الذي نهدف له، فبدلا من التصدير ثم الاستيراد سيتم بإذن الله داخليا، ويتم وضع عبارة «صنع في السعودية» وإنهاء جميع المراحل داخليا. ما هي الصناعات التي تعتمدونها؟ تعد صدارة أول شركة كيميائيات في المملكة وفي منطقة الخليج العربي تستخدم السوائل النفطية مثل النافثا كلقيم لصناعاتها، وتعتمد في ذلك على أفضل التقنيات في مجال تكسير النافثا، وسيساعد هذا التوجه على نشوء صناعات عديدة لم تكن موجودة في الأساس في المملكة أو متوفرة فقط من خلال عمليات الاستيراد لموادها الخام مثل المواد الكيميائية المرتبطة بالنفط والغاز وتلك المستخدمة في معالجة المياه وصناعة الأثاث وأغطية الأسرة، وأجزاء المركبات والمنظفات وغيرها. كما يسهم ذلك، ولأول مرة، في دعم ونشوء وجذب العديد من الاستثمارات في مجال الصناعات التحويلية. ما نظرتكم المستقبلية للصناعات التحويلية بالمملكة بشكل عام؟ نظرا لوجود النفط والغاز بالمملكة والشباب وإمكانيات السوق المحلي والعالمي؛ فإنه يوجد مجال كبير للتطوير الاقتصادي وأيضا التطوير في المجالات الكيميائية والبتروكميائية بالمملكة، إضافة الى الطلب المتزايد. كيف ترى تعاون الجهات الصناعية ذات العلاقة في الصناعات التحويلية؟ تعاون مثالي وسيكون بمقدور صدارة -من خلال استخدامها لأحدث تقنيات تكسير السوائل النفطية المستعملة كلقيم خام- أن تسهم في دعم العديد من الصناعات ومن المنتظر أن يسهم مجمع «بلاس كيم» المجاور لمشروع مجمع صدارة للكيميائيات -الذي يعتبر ثمرة للتعاون الفريد بين «صدارة» و»الهيئة الملكية للجبيل وينبع»- في جذب العديد من الاستثمارات في الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة، وهذا بدوره يدعم خلق العديد من الفرص الاستثمارية والإبداعية غير المسبوقة، وتحقيق النمو الاقتصادي، فضلا عن آلاف الفرص الوظيفية. وما هي نظرتكم مستقبلا للاستثمار في مدينة رأس الخير؟ ننظر حاليا للمشروع العملاق وتشغيله، والتركيز على الخطط الموضوعية لصدارة وليس لنا أي توجه حاليا. ما هي استخدامات منتجات الشركة؟ تستخدم منتجات صدارة في العديد من المجالات، منها في مجال السيارات والاعمار ومعدات المستشفيات وأدوات التجميل والأجهزة الذكية واللدائن المستخدمة في مواد التعبئة المرنة عالية الأداء، والتطبيقات الصحية والطبية والكيماويات، والمواد الكيماوية والمضافة المستخدمة في صناعة النفط والغاز، والمواد الكيماوية المستخدمة في معالجة المياه، وتلك المستخدمة في صناعة الصابون، والمنظفات، ومستحضرات التجميل، ومنتجات العناية الشخصية الأخرى، إضافة إلى مواد اللصق، وسوائل المكابح، ومقاعد السيارات التي تدخل في مجال صناعة المركبات. ما هو دوركم حول المسؤولية الاجتماعية؟ تهتم صدارة بهذا الموضوع جل الاهتمام وتنفذ العديد من الأنشطة في الجبيل، منها النقل المدارسي والسلة الغذائية الرمضانية، وقد استفادت 800 أسرة محتاجة في مدينة الجبيل، كما قام متطوعو شركة صدارة للكيميائيات بتعبئة أكثر من 100 ألف صنف من المواد الغذائية التي تبرعت بها الشركة وتوزيعها على الأسر، كما تمت رعاية عدد من الاحتفالات والتكريم للطلاب ورعاية العديد من المهرجانات، اضافة الى تنظيف شواطئ مدينة الجبيل وعدد من الحملات للتبرع بالدم ومشروع الحقيبة المدرسية لأبناء الأسر المحتاجة. اللبان يتحدث ل«اليوم» عن مجريات العمل بالشركة أحد المصانع ذات الإنتاج النوعي الفريد