هل هناك علاقة بين الثقافة الوقائية والحوادث؟ بكل تأكيد، هناك علاقة، ولا يمكن فصل الحوادث عنها بأي شكل من الأشكال. حين يكون قائد المركبة تتحكم به ثقافة السلامة في قيادته، فهو بكل تأكيد يضع لنفسه حاجزاً قوياً ضد الحوادث ومسبباتها؛ لأن الاهمال والتهور والسرعة واللا مبالاة، هي من أهم أسباب الحوادث على الطرقات، وللأسف لا زلنا نهمل هذا الجانب بشكل عفوي!! بينما يتوجب علينا اعطاء ثقافة القيادة حقها، وذلك من خلال الدورات والبرامج المكثفة، التي قد تطور هذا الجانب؛ لينعكس ايجابياً على مجتمع يعاني من تضخم هائل في عدد المركبات، مع قصور في تطور الطرقات واساسيات السلامة فيها. إن ازدياد عدد المركبات يتم بشكل غير مدروس، ولا يتناسب مع الطاقة الاستيعابية للطرقات، وخاصة في المدن الكبيرة. كما أن التطور التجاري لكثير من الشركات وازدياد عدد مركباتها مع سائقين يفتقدون إلى أساسيات ثقافة القيادة؛ أدى بشكل مباشر إلى كثرة الحوادث، رغم ما تبذله الدولة من مجهود في وضع القوانين الالزامية، وذلك من خلال مدارس القيادة وتأمين المركبات.