تحول عمر عبد الرحمن «عموري» صانع لعب منتخب الإمارات من لاعب أشبه بالطفل المعجزة إلى واحد من أهم أصحاب المواهب بالمنطقة وستمثل كأس آسيا الأرض الخصبة للاعب البالغ عمره 23 عاما لكي يظهر إمكانياته. وترك عموري بصمة في أولمبياد لندن 2012 عندما تأهلت الإمارات للمسابقة لأول مرة. وواصل اللاعب القصير صاحب الشعر المجعد والطويل تطوره وفاز بجائزة أفضل لاعب في خليجي 21 عندما قاد بلاده لإحراز اللقب في 2013. وفي الوقت الذي ذكرت فيه تقارير اهتمام أندية كبيرة باللاعب الأعسر لم تكلل أي صفقة انتقال بالنجاح ليواصل تطور مع ناديه العين. ولم تخسر الإمارات خلال مشوار التصفيات الاسيوية وفازت خمس مرات وتعادلت في مباراة واحدة وتتقاسم في البطولة لقب أقوى هجوم مع إيران وتدين بفضل كبير في ذلك إلى التمريرات الحاسمة لعموري. ولم يكن غريبا أن تترقب الإمارات مدى جاهزية عموري للمشاركة في البطولة بعد تعرضه لإصابة في الكاحل خلال اللقاء الذي انتهى بالخسارة أمام السعودية في قبل نهائي خليجي 22 بالرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقرر المدرب مهدي علي ضم عموري إلى التشكيلة المشاركة في البطولة رغم الشكوك المحيطة بمدى جاهزيته البدنية لكن المدرب عبر عن سعادته بقدرة اللاعب على خوض 90 دقيقة أمام قطر بطلة الخليج في الجولة الأولى لكأس آسيا. ولم يقدم عموري المستوى المنتظر منه في الشوط الأول أمام قطر لكنه تألق في النصف الثاني وساعد بلاده على تحويل التأخر بهدف إلى فوز كبير بنتيجة 4-1. وفي ظل قدرة عموري على مراوغة المنافسين والتمرير بإتقان لزملائه صنع هدفا بتمريرة رائعة لزميله علي مبخوت أمام البحرين ليساعد بلاده على الانتصار 2-1 والتأهل لدور الثمانية. وقال أليكس بروسك لاعب منتخب أستراليا السابق الذي لعب إلى جوار عموري في العين لمدة عامين إن كأس آسيا تقدم الظروف المثالية للاعب لكي يتألق. ونقلت صحيفة سيدني مورنينج هيرالد عن بروسك قوله: «سمعت عنه قبل الذهاب إلى الدوري الإماراتي بأنه بمثابة الطفل المعجزة.» وأضاف «لم يكن بوسعي أن أتوقع ما سيقدمه لكن لكي أكون أمينا فإنه من الناحية الفنية وفيما يتعلق بالتعامل مع الكرة فإنه تقريبا أفضل لاعب ألعب معه.»