أخذ الإرهاب يضرب بأطنابه في كل مكان من المعمورة , وتعددت أساليبه في تدمير الحرث والنسل , تحت ذرائع واهية تتعارض مع القيم والأخلاق التي تعارفت عليها البشرية جميعا . إلا أن الأمر المحير أن يخرج من بين أبناء الوطن المسلم من كانت الآمال معقودة عليهم , بأن يحملوا مشاعل التطور والازدهار , والأمن والأمان لبلادهم ومواطنيهم, لينافسوا دول العالم في العلوم والحضارة . على العكس من ذلك نجد أنهم قد أصبحوا سهاما في قلب الوطن , متنكرين للثوابت الوطنية ومن قبلها القيم الإسلامية السمحة , التي تحرم سفك الدماء وأخذ الأموال بالباطل , وهذه المبادئ هي التي كانت وراء انتشار الإسلام في جميع أقطار الأرض . وهذا الأمر يحتم علينا أن نقف وقفة تأمل للبحث عن المسببات الحقيقية لهذا الانحراف الخطير ... , هل يعود الى البيئة التعليمية ؟ أم الى التنشئة الاجتماعية؟ أم أن الأمر له علاقة باختراق من جهات خارجية ؟ استغلت هؤلاء الشباب ليرتدوا على أوطانهم ..! واذا كان الأمر كذلك كيف استطاعوا الوصول اليهم ؟ وما طرق اقناعهم ليكونوا قنابل موقوتة ضد مصالحهم أولا ، وبالتالي مصالح أوطانهم , خدمة لأعدائهم المتربصين لهم أشد العداء . من المؤسف حقا ان من قام بالعمليات الإرهابية على حدودنا الشمالية في منطقة عرعر هم من أبناء المملكة , وكذلك الاعتداء السابق على الحدود الجنوبية في منطقة الوديعة قد كانوا من أبناء الوطن , كم يعز علينا ان نقول: إنهم من أبناء الوطن . إلا أن الأدهى والأمر ألا نجد الاستنكار المطلوب كما يجب من جميع أبناء الوطن , يتوازى مع فداحة الجرم الذي ارتكبوه . يجب أن يبقى أمن الوطن الهاجس الأول لنا جميعا , بأن نقف صفا واحدا في وجه من تسول له نفسه العبث بالوطن وأمنه , مستشعرين أننا جميعا في مركب واحد فإذا لم نأخذ على يد السفيه غرقنا جميعا لا سمح الله . ولنا في الالتفاف الشعبي للفرنسيين حول قيادتهم بخروجهم بالملايين للتنديد بالأحداث الأخيرة في العاصمة باريس خير مثال , فقد جعلوا شعوب العالم تتعاطف معهم, وكانت مسيرة مشهودة شارك فيها العديد من قادة العالم . الأمر جد خطير لأن سلامة الوطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار , بأن يجعل كل منا نفسه جندي أمن للمحافظة على الوطن ومحاربة الإرهاب بالقضاء عليه في مهده . إن القطاع الخاص مدعو لأن يكون له دور في تكريم ضحايا الإرهاب من رجال الأمن أو المواطنين أو المقيمين . ان مشاركة تلك المؤسسات أقل من القليل , في حين ان الوطن قدم لهم الكثير ، مثل : البنوك , والشركات الكبيرة التي تربح أموالا طائلة بسبب استتباب الأمن , وعدم إرهاقهم بالضرائب المعمول بها في دول العالم , نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه .