كل شيء بقضاء الله وقدرته، رحم الله شهداء الحادثة الأليمة وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، الحادثة وحيثياتها يجب ألا تمر مرور الكرام، وأن نأخذ منها من الخبرات ما يؤمن حدودنا. من المعلوم أن الحدود الشمالية قد أحيطت بسياج أمني وبأجهزة مراقبة عالية الجودة، وبإمكانها اكتشاف الأجسام الغريبة، وأحد المهاجمين كان يلبس حزاما ناسفا، والسؤال عن الحدود العراقية وعدم كشفهم لهؤلاء. إن بلادنا مترامية الأطراف، والأوضاع الشمالية والجنوبية من حولنا في وضع غير مستقر، ونحن نواجه تحديات غير مسبوقة ومتغيرات تتطلب الحذر واليقظة من المواطنين ومن رجال الأمن يحفظهم الله، المشاهَد أن الإجراءات الأمنية الداخلية اقل من المأمول ولا تتوافق والوضع الراهن خاصة على الطرق، المراكز الأمنية الموجودة لا تفي بالغرض وقد يتم اختراقها بسهولة، إما بسبب النقص في عدد الأفراد أو عدم توفر الأجهزة الحديثة، والملاحظ تركيزها على الجانب المروري فقط، واستدل على ذلك بانتشار العمالة غير النظامية التي دخلت البلاد عن طريق التهريب، وانتقلت من الجنوب إلى أقصى الشمال والشرق عبر الطرق الرئيسية، وما حادث الدوادمي عنا ببعيد الذي خلف اثني عشر قتيلا، وعشرين مصابا، جميعهم من المخالفين، وحسب اعتراف احد الناجين انه سيتم توزيعهم بين الرياض والدمام، ومن ينقل البشر حتما سينقل غير البشر!! والسؤال المطروح كيف تجاوز هؤلاء المراكز الأمنية؟ يذكر لي أحد الأخوة أنه يحمل في سيارته سلاحا مرخصا من عشر سنوات، ولم يسأل عنه يوما؟ نحن ولله الحمد نتمتع بأمن داخلي نحسد عليه، لكن هذا لا يمنع من اتخاذ كل ما يلزم للمزيد من الضبط، وألا تكون الإجراءات الأمنية مجرد ردود أفعال تنتهي بزوال الفعل. المطلوب زيادة في عدد المراكز الأمنية الدائمة والمؤقتة وتوظيف النساء للتعامل مع الحالات التي تستدعي ذلك؛ لأن المشاهَد أن صاحب العائلة له حصانة خاصة، وهذا أمر جيد، لكن قد يستغل لغرض سيئ، وقد حدث هذا في مواقف متعددة لا يتسع المجال لذكرها. اللهم احفظ لنا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، واحفظ لنا مليكنا وألبسه ثوب الصحة والعافية وارزقه بطانة تقية نقية صالحة ناصحة.